محاكمة المسؤولين عن الفظاعات في نظام الخمير الحمر
Read this story in Englishحكمت محكمة بنوم بنه التي ترعاها الامم المتحدة الخميس على اكبر مسؤولين في نظام الخمير الحمر اللذين لا يزالان على قيد الحياة، بالسجن المؤبد لارتكاب جرائم ضد الانسانية.
في ما يلي بعض العناصر لفهم الوقائع والمحكمة والقضايا الجارية.
نظام الخمير الحمر :
-- استولى الخمير الحمر على السلطة في كمبوديا في 17 نيسان 1975. واراد بول بوت مستفيدا من دعم صيني، بناء النموذج الماركسي المثالي بالعودة الى "السنة صفر". والغى الدين والمدارس والعملة، واخلى المدن لصالح المزارع الجماعية في الارياف.
وضاعف النظام عمليات التطهير بحجة وجود "مؤامرات". فقضى نحو مليوني كمبودي، جراء الارهاق والامراض والجوع او التعذيب والاعدام، وهو ما يوازي ربع سكان كمبوديا.
واطاحت فيتنام بنظام الخمير الحمر في 7 كانون الثاني 1979، متحالفة مع عناصر سابقين في الحركة مثل هون سن الذي اصبح اليوم رئيس الوزراء. وبات الخمير الحمر متمردين في شمال البلاد وغربها بدعم عسكري من بكين وموافقة من الولايات المتحدة وحلفائها. وانهارت الحركة في منتصف 1990.
المحكمة :
-- وقعت كمبوديا والامم المتحدة اتفاقا في 2003 لانشاء الدوائر الاستثنائية في المحاكم الكمبودية التي انشئت في 2006 في بنوم بنه. وبخلاف محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة (لاهاي)، والمحكمة الدولية المخصصة لرواندا (اروشا، تنزانيا)، فان المحكمة تنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في موقع حدوث المجازر. والهيئة القضائية مختلطة تعتمد لغة الخمير واللغتين الانكليزية والفرنسية، كما تدمج القوانين الدولية والكمبودية والثقافة القضائية الفرنسية والانكلوسكسونية.
والمحكمة مخولة محاكمة اكبر المسؤولين في النظام والنظر في الجرائم المرتكبة بين 1975 و1979. وتم استبعاد عقوبة الاعدام وكذلك التعويضات المالية للضحايا.
والمحكمة الممولة اساسا من الخارج انفقت حتى الان 215 مليون دولار، وهي تفترق دائما الى المال. كما تنتقد لبطء اجراءاتها وتدخل الحكومة الكمبودية فيها.
المتهمون :
-- في 2010 حكم على كينغ غيك ايف الملقب ب"دويش" المسؤول السابق عن سجن تول سلينغ في بنوم بنه بالسجن 30 عاما ثم بالسجن المؤبد في الاستئناف في 2012.
وفي 2011 بدات محاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والابادة، "الاخ الثاني" المنظر الفكري نوون شيا ووزير الخارجية السابق يانغ ساري وزوجته يانغ ثيريت والرئيس السابق خيو سامفان.
لكن يانغ ثيريت اعتبرت غير مؤهلة لان تحاكم لاصابتها بالخرف وافرج عنها في 2012. وتوفي زوجها في 2013 عن 87 عاما.
وصدر الخميس حكم بالسجن المؤبد على نوون شيا وخيو سامفان لارتكاب جرائم ضد الانسانية بعد التهجير القسري للسكان وخصوصا اجلاء خلال ايام وتحت التهديد مليون نسمة من العاصمة.
وبدات المحاكمة الثانية في نهاية تموز وستغطي جرائم اخرى ضد الانسانية واتهامات بالابادة تتعلق فقط بفيتناميين واقلية شمس المسلمة.
الذين افلتوا من العدالة :
-- بول بوت "الاخ الاول" توفي في 1998 عن سن ال73.
-- تا موك قائد المنطقة الجنوبية الغربية في كمبوديا الملقب ب"الجزار" توفي في 2006 عن ثمانين عاما. واوقف في 1999 وكان يفترض ان يحاكم.
وللمحكمة صلاحية محدودة تتعلق بكبار المسؤولين فقط ما يعني ان الاف الكوادر والمقاتلين لن تتم محاكمتهم ابدا.
وتحقق المحكمة في ملفين اخرين مثيرين للجدل لكن الحكومة الكمبودية تؤكد معارضتها لاجراءات اخرى.