تجدد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل المفاوضات
Read this story in Englishأوقعت نحو خمسين غارة جوية اسرائيلية السبت سبعة قتلى فلسطينيين على الاقل في قطاع غزة، حيث تواصلت اعمال القصف بعد فشل المفاوضات، في حين دعت فرنسا وبريطانيا والمانيا طرفي النزاع الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة.
وتوقع عضو في الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وصول وفد اسرائيلي الاحد الى العاصمة المصرية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الفلسطيني المكون من فتح وحماس والجهاد الاسلامي.
في الاثناء اغارت الطائرات الاسرائيلية على 49 هدفا في قطاع غزة في حين اطلق الفلسطينيون 23 صاروخا على اسرائيل، كما اعلن الجيش.
وفي المجموع، استهدف الجيش الاسرائيلي اكثر من مئة هدف منذ صباح الجمعة اي نهاية التهدئة التي دامت ثلاثة ايام.
وواصل المقاتلون الفلسطينيون من جهتهم اطلاق الصواريخ التي اصابت 14 منها السبت اسرائيل بحسب الجيش الاسرائيلي. واشار المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر الى اطلاق اكثر من 70 صاروخا منذ صباح الجمعة.
واعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة مقتل ثمانية فلسطينيين السبت في وسط وجنوب القطاع.
ويرتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ سقوط التهدئة صباح الجمعة الى 12 على الاقل في حين اصيب مدني وجندي اسرائيليان خلال الفترة نفسها بجروح طفيفة.
اما حصيلة القتلى الفلسطينيين الاجمالية منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في الثامن من تموز فارتفعت الى1914 حسب وزارة الصحة في غزة.
ودمر القصف الاسرائيلي ثلاثة مساجد قرب حي الزيتون في جنوب مدينة غزة وفي جباليا في الشمال والنصيرات في الوسط حسب السلطات المحلية.
ويروي ابراهيم الطويل الذي يسكن في بيت محاور لاحد المساجد انه تلقى في الساعة الثالثة فجر السبت اتصالا من الجيش الاسرائيلي يطلب منه مغادرة منزله على الفور. وبعد خمس دقائق "اطلقت طائرة من نوع اف 16 صاروخين دمرا المسجد بشكل كامل".
وقال مسؤول فلسطيني السبت انه يتوقع وصول وفد اسرائيلي الاحد الى القاهرة لاستئناف المفاوضات مع الوفد الفلسطيني حول هدنة في غزة.
واوضح المسؤول وهو احد اعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض "هناك وفد اسرائيلي من المتوقع وصوله الاحد لذلك من المتوقع ان تكون هناك مفاوضات" غير مباشرة بين الطرفين.
الا ان مسؤولا اسرائيليا اعلن لفرانس برس ان المحادثات يمكن الا تجري ما لم يتوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
وقال هذا المسؤول "ان الاقتراح الاسرائيلي يتألف من مرحلتين : الاولى تتضمن وقف اطلاق النار من دون شروط، والثانية اجراء مفاوضات في القاهرة في حال تم الالتزام بوقف اطلاق النار".
واعتبر ان "المرحلة الاولى لم يتم التقيد بها بعد".
وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي رفضتا تمديد تهدئة مدتها 72 ساعة انتهت صباح الجمعة ، متهمة اسرائيل بالمماطلة في المباحثات التي يقول الفلسطينيون انها لابد ان تنتهي برفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ العام 2006.
ولم يستبعد المسؤول الفلسطيني الذي طلب عدم كشف هويته الاعلان عن وقف مؤقت لاطلاق النار قبيل محادثات الاحد.
واكدت حركة حماس مجددا السبت انها لن تتنازل عن اي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي ترعاها القاهرة من اجل تهدئة دائمة في القطاع.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان"لا عودة الى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة"، مشددا على ان "لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا".
واضاف ان "مراوغة وتعنت الاحتلال لن يفيداه بشيء".
من جهته، قال مصدر قريب من المفاوضات في القاهرة لفرانس برس ان "مصر توصلت الى صيغة توفيقية سيتم عرضها مساء اليوم (السبت) على الجانب الاسرائيلي".
واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "موضوع معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) مسالة مصرية فلسطينية لا علاقة لاسرائيل بها"، لافتا الى ان "فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية ادارة المعبر على ان تكون الادارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسالة نقطة خلاف مع الاخوة في مصر، ونعتقد ان شعبنا سيلمس قريبا ما يثلج صدره" بدون مزيد من التوضيح.
ويبقى منحى المحادثات غير واضح الافق السبت. وقد اعادت اسرائيل مندوبيها مؤكدة انها "لن تفاوض تحت القنابل". ولا يعلم ما اذا كان الاسرائيليون سيعودون الى القاهرة.
ودعت فرنسا وبريطانيا والمانيا السبت اسرائيل وحركة حماس الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة، حسب ما جاء في بيان مشترك صدر باسم وزراء خارجية الدول الثلاث.
وجاء في البيان الموقع من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "نشعر بقلق شديد ازاء استئناف اعمال العنف في قطاع غزة. ندعو الطرفين الى العودة فورا الى وقف اطلاق النار".
واضافوا "ونقدم كامل دعمنا للجهود التي تبذلها مصر في هذا الاطار".
وكانت الولايات المتحدة عبرت مساء الجمعة عن املها في تمديد وقف اطلاق النار "في الساعات المقبلة".
وقد ارسلت واشنطن التي سبق ان ساهمت في ابرام وقف اول لاطلاق النار، الى القاهرة مبعوثها للشرق الاوسط فرانك لوينستاين كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف.
ولفت اوباما في نيويورك تايمز الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "يتقدمني بكثير في استطلاعات الرأي" الاسرائيلية، واكثر ايضا في حرب غزة" مضيفا "انه لم يشعر بضغط الداخل فمن الصعب رؤيته يوافق على بعض التسويات الصعبة جدا، بما في ذلك التصدي لمسالة الاستيطان".
ودعت منظمة السلام الان الى تظاهرة مساء السبت في تل ابيب لرفض الحرب والدعوة الى حل دبلوماسي. ولم تجمع التظاهرة سوى نحو مئة شخص ساروا وراء لافتة كتب عليها "اوقفوا المجزرة وارفعوا الحصار". وتشير استطلاعات الراي الى ان غالبية الرأي العام الاسرائيلي تؤيد عملية "الجرف الصامد".
واندلعت السبت مواجهات في الضفة الغربية في البيرة قرب رام الله والخليل بعد تشييع جثمان فلسطينيين اثنين قتلا الجمعة برصاص جنود اسرائيليين في تظاهرات ضد الغارات الاسرائيلية على غزة.
من جهتها اعلنت اليونيسيف ان 447 من القتلى على الاقل كانوا اطفالا او فتيانا وحوالى 70% منهم تقل اعمارهم عن 12 سنة.
وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 عسكريا وثلاثة مدنيين.
وفضلا عن الضحايا الذين سقطوا تسببت عملية "الجرف الصامد" بضرب اقتصاد القطاع الفلسطيني الذي يقدر تعداده السكاني بحوالى 1,8 مليون نسمة محصورين بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط ويسعون للصمود في وجه الحصار الاسرائيلي.
واعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة الجمعة "إن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بلغت 251 مليون دولار من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تجاوزت القيمة التقديرية للأضرار والخسائر غير المباشرة 150 مليون دولار".
وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة السبت ان اعادة اعمار قطاع غزة ،يتطلب رفع الحصار الذي تفرضه عليه اسرائيل منذ 2006.
وقال كريس غونيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في تصريح لوكالة "فرانس برس" "ان الازمة الكارثية للنازحين في قطاع غزة تتحول الى ازمة سكن جماعية وتشير اولى التقديرات الى تدمير منازل 65 الف شخص. والعدد مرشح للارتفاع. نشهد هناك ازمة سكن هائلة".
واضاف المسؤول الدولي "اظهرت السنوات السبع الاخيرة ان اعادة الاعمار والحصار لا يلتقيان. انظروا الى اين اوصلنا الحصار، الى الحرب والدمار الشامل .. يجب ان ينتهي هذا الحصار".