أمل السلام ضئيل في جنوب السودان

Read this story in English W460

صرح ممثلو مجلس الامن الدولي في جوبا الاربعاء ان المحادثات "المخيبة للامال" مع الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار اللذين يتواجهان منذ منتصف كانون الاول لا تبعث سوى امل ضئيل في التوصل سريعا الى اتفاق سلام في جنوب السودان.

وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك لايل غرانت الذي يتولى حاليا رئاسة مجلس الامن الدولي ويزور السودان ليومين على رأس وفد من المجلس،  "اجرينا محادثات مع الرئيس (جنوب السودان سلفا) كير و(نائبه السابق) رياك مشار لكننا لم نسمع منهما شيئا يجعلنا نأمل في اتفاق سريع في محادثات اديس ابابا".

وقد التقى ممثلو الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي كير الثلاثاء في جوبا قبل التحادث عبر اتصال فيديو مع مشار الذي انتقل الى التمرد في كانون الاول مع قسم من الجيش.

وقال السفير البريطاني ان هذه المحادثات "كانت مخيبة للامال"، مضيفا "ان كلاهما اقر بانه لا حل عسكريا للازمة لكن مواقفهما ما زال متباعدة جدا".

واكد غرانت ان وفد مجلس الامن الدولي ابلغ بشكل واضح كير ومشار بانه "ستكون هناك عواقب للذين يقوضون عملية السلام ولا يريدون وضع مصالحهم الشخصية جانبا لمصلحة الشعب".

وكان سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي كرروا الثلاثاء تهديداتهم بفرض عقوبات سبق ولوح بها في 8 اب مجلس الامن الدولي في حال استمرار الحرب الاهلية في البلاد التي باتت اليوم على شفير المجاعة بحسب الامم المتحدة.

وقد سقط الاف بل عشرات الاف الاشخاص قتلى ونزح اكثر من 1,5 مليون شخص من منازلهم بسبب النزاع الذي اندلع في 15 كانون الاول 2013 داخل جيش جنوب السودان الذي تزعزعه خصومات سياسية قبلية  تفاقمت مع العداوة الشرسة بين سلفا كير ورياك مشار على رأس النظام.

والمحادثات التي بدأت في كانون الثاني في اديس ابابا لم تثمر حتى الان فيما انتهت مهلة الستين يوما التي تعهد كير ومشار خلالها بتشكيل حكومة وحدة الاحد من دون تحقيق اي نتيجة.

وبالرغم من اتفاقين لوقف اطلاق النار تم التوصل اليهما في كانون الثاني ومطلع ايار، فان المعارك المترافقة مع مجازر ذات طابع قبلي ما زالت مستمرة في الدولة الفتية المستقلة فقط منذ تموز 2011 بعد عقود من النزاع الدامي مع الخرطوم.

والوفد الاممي سيلتقي مساء الاربعاء في نيروبي وزراء خارجية دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد)، التي تضطلع بدور الوساطة في المحادثات.

واوضح غرانت "لقد ابرمت اتفاقات لوقف الاعمال العدائية وهذه الاتفاقات لم تحترم، ونريد ان نبحث مع وزراء ايغاد في المراحل المقبلة".

وكانت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنثا باورز العضو في الوفد قالت في جوبا ان مجلس الامن يرغب في تنسيق خطواته مع خطوات ايغاد التي اكدت استعدادها ايضا لفرض عقوبات.

وقبل نيروبي توقف الوفد الاممي الاربعاء في مقديشو حيث بحث في منتصف النهار مع الرئيس حسن شيخ محمود وحكومته في "التقدم" الذي تحقق في الصومال. وعقد اللقاء في المعسكر المحصن لقوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) في حرم مطار العاصمة الصومالية التي تعد من اخطر المدن في العالم.

والصومال محرومة من سلطة مركزية فعلية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991 ما اغرق البلاد في حالة من الفوضى والحرب الاهلية تحت رحمة زعماء الميليشيات القبلية والجماعات المسلحة الاسلامية والعصابات الاجرامية خاصة القراصنة.

لكن الحكومة الصومالية التي تشكلت في ايلول 2012 من قبل برلمان معين من مجلس اعيان، تمثل افضل امل بالسلام وعودة مؤسسة دولة في الصومال منذ عقدين. لكنها ما زالت تلقى صعوبة في بسط سلطتها خارج نطاق مقديشو وضواحيها.

ولا تزال حركة الشباب المجاهدين التي اخرجت من العاصمة الصومالية وكذلك من معظم معاقلها بصورة تدريجية منذ اب 2011، تسيطر على مناطق ريفية واسعة فيما توطد مناطق عدة يسيطر عليها زعماء حرب محليون استقلالها عن الحكم المركزي.

 

التعليقات 0