القافلة الروسية ما زالت متوقفة قرب حدود اوكرانيا والمعارك مستمرة
Read this story in English
لا تزال قافلة المساعدة الانسانية الروسية متوقفة السبت على بعد كيلومترات من الحدود الاوكرانية، في انتظار تفتيشها، فيما يتهم قائد الانفصاليين الموالين لروسيا في معقلهم دونيتسك، كييف بتأخير الشاحنات عن سابق تصور وتصميم.
وقال الكسندر زخارتشينكو رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، ان معقل دونيتسك المتمرد "يعيش وضعا انسانيا مقلقا، والمساعدة التي ارسلتها لنا روسيا ولم نتسلمها بعد، نحتاج اليها كثيرا مثل الاوكسيجين".
واضاف "ليس الجيش الاوكراني وحده الذي لا يريد ان نحصل على المساعدة الانسانية ويمنع وصولها، بل في الحقيقة (...) تمنعها الحكومة الاوكرانية نفسها عبر وضع كل العقبات المتاحة".
وكانت حوالى 300 شاحنة روسية تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية حسب موسكو، لا تزال متوقفة صباح السبت في كامينسك شاختينسكي على بعد ثلاثين كيلومترا عن مركز دونيتسك الحدودي في شرق اوكرانيا، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وهذا يعني انها لم تتقدم اي خطوة.
وقال ناطق عسكري اوكراني ان 41 من عناصر حرس الحدود الاوكراني و18 جمركيا وصلوا الى دونيتسك لتفتيش الشاحنات لكنهم لم يبدأوا بعد بانتظار وثائق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يفترض ان تتولى توزيع المساعدات.
وصرح مسؤول في وازرة الاوضاع الطارئة الروسية ان موسكو ارسلت الى الجمارك الاوكرانية بيانا عن محتوى الشاحنات. واوضح مندوب منظمة الامن والتعاون في اوروبا في المكان، بول بيكار من جانبه ان اجتماعا بين اجهزة الجمارك الروسية والمندوبين الاوكرانيين عقد صباح السبت، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
واكد الصليب الاحمر الذي لم يشارك في الاجتماع انه لم يجر اي عملية تفتيش للشاحنات الروسية، في انتظار التوصل الى اتفاق بين الطرفين.
وفي دونيتسك حيث اقتربت المعارك من وسط المدينة في الايام الاخيرة، سمعت مراسلة وكالة فرانس برس قصفا مدفعيا كثيفا خلال الليل وانفجارات قرب الاحياء الشمالية الشرقية للمدينة.
وفي لوغانسك التي يحاصرها الجيش الاوكراني، تحدثت منظمة هيومن رايتس واتش السبت عن وضع انساني "صعب جدا"، فيما تفتقر المدينة الى الماء والكهرباء وشبكة الهاتف منذ اسبوعين. وتقول السلطات المحلية ان عمليات قصف كثيف حصلت خلال الليل، ثم اندلعت حرائق في المدينة.
وانتقدت المنظمة غير الحكومية ايضا استخدام الطرفين الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة، والتي اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في الايام الاخيرة. ودعت واشنطن الخميس كييف الى "ضبط النفس" لخفض عدد الضحايا بين المدنيين.
واتهمت موسكو من جانبها كييف التي ارسلت شاحناتها المحملة بالمساعدة الى الشرق، بأنها تريد تخريب عمليتها الانسانية. واكدت وزارة الخارجية الروسية ان "التكثيف الوحشي للعمليات العسكرية" الاوكرانية في المنطقة التي ستسلكها القافلة الروسية "يهدف بكل وضوح الى قطع الطريق المتفق عليه مع كييف".
واعلنت القوات الاوكرانية الخميس السيطرة على الطريق بين لوغانسك والحدود الروسية، فقطعت بذلك الطريق الذي كان يفترض ان تسلكه الشاحنات الاتية من موسكو.
وارتفعت التوترات الدولية ايضا بعدما اكدت اوكرانيا الجمعة انها "دمرت" قسما من رتل للمدرعات الروسية التي دخلت امس اراضيها.
فقد دعت واشنطن موسكو الى وقف "استفزازاتها"، فيما حض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي روسيا على "وقف كل اشكال الاعمال العسكرية على الفور".
الا ان زاخارتشنكو قال في شريط فيديو الجمعة، انه تلقى تعزيزات من موسكو.
واكد انه تسلم "150 قطعة من التجهيزات العسكرية، منها 30 دبابة ومدرعة وحوالى 1200 رجل تدربوا اربعة اشهر على الاراضي الروسية". واضاف ان هذه المساعدة وصلت "في الوقت الحرج".
وفي مسعى لوقف التصعيد، سيعقد اجتماع بين وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين ونظيره الروسي سيرغي لافروف الاحد في برلين، في حضور وزيري الخارجية الفرنسي والالماني.