فشل المفاوضات بين الوفد الرئاسي والحوثيين حول تشكيل حكومة كفاءات باليمن
Read this story in Englishاعلن المتحدث باسم الوفد الذي ارسله رئيس الجمهورية اليمني الى محافظة صعدة الشمالية للتفاوض مع زعيم المتمردين الحوثيين الشيعة الذين ينتشر انصارهم بالالاف في صنعاء وعند مداخلها، ان مهمة الوفد قد فشلت وهو في طريق عودته الى صنعاء.
وقال عبد الملك المخلافي لوكالة فرانس برس "فشلت المفاوضات في صعدة" وقد عادت اللجنة الى صنعاء، ما يثير مخاوف من اندلاع العنف في العاصمة اليمنية.
واضاف المخلافي "يبدو ان الحوثيين مبيتون للحرب ورفضوا كل المقترحات التي قدمت اليهم".
وفور وصولها الى صنعاء، اجتمعت اللجنة مع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي يتوقع ان يخرج عنه موقف في هذا السياق.
وانعكس فشل الوساطة مع الحوثيين على الفور مزيدا من التوتر في صنعاء حيث ينوي انصار الحوثيين وانصار الحكومة والاحزاب الموالية لها على حد سواء التظاهر في وقت لاحق بعد الظهر.
وافاد مراسلو وكالة فرانس برس ان سيارات تابعة للحوثيين تجوب صنعاء للدعوة بمكبرات الصوت للتظاهر في شارع المطار شمال صنعاء، فيما تجوب سيارات مؤيدي الاحزاب المشاركة في الحكومة شوارع العاصمة للدعوة للتظاهر في شارع الزبيري بوسط صنعاء.
وكان زعيم التمرد الحوثي عبد الملك الحوثي اطلق الاثنين الماضي تحركات احتجاجية تصاعدية في صنعاء للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود. وقد منح السلطات مهلة حتى الجمعة الماضي لتحقيق المطالب متوعدا باجراءات "مزعجة" بعد انتهاء المهلة.
وتجمع الالاف من انصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين عند مداخل صنعاء في مشهد اثار الخوف بشدة في صنعاء من اندلاع نزاع اهلي.
واعتبارا من يوم الجمعة بدا دخول الاف مناصري الحوثيين للتجمع داخل صنعاء، بما في ذلك في محيط مقار حكومية مهمة مثل وزارة الداخلية في شمال صنعاء.
واوفد رئيس الجمهورية الخميس وفدا رفيعا الى معقل الحوثيين في صعدة للتفاوض مع عبد الملك الحوثي من اجل التهدئة ومن اجل دخول مجموعته في حكومة وحدة وطنية او لتشكيل حكومة كفاءات من اجل حل الازمة.
وتعليقا على فشل مهمة الوفد، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لوكالة فرانس برس ان "اللجنة لم تكن مخولة ولا صلاحيات لديها".
واضاف "طلبوا منا وقف الحشد الثوري وازالة المخيمات وكأن الشعب لم يخرج في ثورة" مؤكدا "نحن لسنا طلاب سلطة وما يهمنا هو مطالب الشعب الذي خرج في هذه الثورة".
واتهم عبدالسلام اعضاء اللجنة بعد اخذ مقترحات الحوثيين بعين الاعتبار.
وقال "لدينا رؤية للحل واعضاء اللجنة لم ينتظروا لمناقشتها. لدينا بدائل لموضوع الجرعة السعرية (رفع اسعار الوقود) كما كنا نقترح ان تأتي حكومة كفاءات وطنية" فضلا عن المطالبة ب"شراكة كاملة في جميع اجهزة الدولة".
وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية، كما يتهمهم خصومهم بانهم تقاربوا في السنوات الاخيرة مع الشيعية الاثني عشرية وايران وابتعدوا عن الزيدية التقليدية القريبة من السنة.
وفي المقابل، فان خصوم الحوثيين سياسيا هم بشكل اساسي التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.
ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في شمال الشمال حيث معاقل الحوثيين.
وقالت الناشطة امل اليافعي "كل لحظة نعيش في قلق وخوف من الاوضاع ونخشى ان يحصل في صنعاء ما حصل في عمران" (شمال) التي سيطر عليها الحوثيون بعد معارك مع لواء في الجيش ومع قبائل موالية للتجمع اليمني للاصلاح.
وعززت تحركات الحوثيين الذين يتخذون اسم "انصار الله" المخاوف من سعيهم الى توسيع رقعة نفوذهم الى صنعاء فيما يتهمهم خصومهم باستغلال مطالب اقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية.
وخاض الحوثيون في الاشهر الاخيرة معارك ضارية مع الوية من الجيش ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) وآل الاحمر الذين يتزعمون تجمع قبائل حاشد النافذة، في محافظات عمران والجوف الشماليتين وفي ضواحي صنعاء، وقد حققوا عدة انتصارات على خصومهم لاسيما عبر السيطرة على مدينة عمران.
واضافة الى التوتر في شمال اليمن، يعاني هذا البلد من نشاط تنظيم القاعدة الذي يتحصن خصوصا في محافظاته الجنوبية والشرقية.