"الدولة الاسلامية" أم "داعش"؟

Read this story in English W460

على الرغم من تغيير تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اسمه الى "الدولة الاسلامية" في نهاية حزيران، واقران هذا الاعلان بتنصيب "خليفة"، غالبا ما يسبق الاسم لدى تداوله في وسائل الاعلام بكلمة "تنظيم" او "مجموعة"، بينما يبقى الاسم الاكثر شيوعا هو "داعش".

في الغرب، يشار الى الاسم اجمالا بالاحرف الاربعة الاولى من الاسم الذين انطلق به تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، بالانكليزية، والاحرف تعطي، بحسب الترجمات، كلمة "آيزيس" او "آيزيل".

انما سواء في الغرب او بين العرب، هناك محاولة لتفادي عبارة "الدولة الاسلامية" وحدها، حتى لا يستشف في اي حال ان هذه المجموعة تشكل "دولة" او تمثل المسلمين عموما.

فقد تجنب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء في خطابه الذي اعلن فيه الحرب على التنظيم المتطرف، عبارة "الدولة الاسلامية"، وقال "هذه المجموعة تطلق على نفسها اسم +الدولة الاسلامية+. لكن لا بد من ايضاح امرين: آيزيل ليست اسلامية. لا توجد ديانة في العالم تبرر قتل الابرياء، وغالبية ضحايا آيزيل من المسلمين".

واشار الى ان الايضاح الثاني هو ان "آيزيل ليست بالتاكيد دولة، بل كانت سابقا فرع تنظيم القاعدة في العراق".

وقد نشأ التنظيم في العراق في تشرين الاول وضم ما كان يعرف آنذاك بتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد النهرين" ومجموعات اسلامية متطرفة صغيرة، وسمي "دولة العراق الاسلامية".

وما لبث ان تراجع نفوذه مع وقوف شريحة واسعة من العشائر السنية ضده وتشكيل "الصحوات" التي قاتلته، وانتقادها تشدده في تطبيق الشريعة الاسلامية وممارساته وتجاوزاته العنيفة ضد كل من يعارضه.

وعاد وظهر في سوريا بعد اندلاع النزاع في منتصف آذار/مارس 2011. واعلن في 2013 انصهاره مع "جبهة النصرة" التي تمثل القاعدة في سوريا، الا ان الجبهة رفضت الاندماج معه، وطلب منه زعيم القاعدة ايمن الظواهري الانسحاب من سوريا، ما ساهم في تباعد بين تنظيم "الدولة الاسلامية" وتنظيم القاعدة.

وسرعان ما اطلق عليه خصومه اسم "داعش"، وهي كلمة ناتجة عن ربط الاحرف الاربعة الاولى من اسمه، لكن مؤيدي التنظيم وعناصره يرفضونها، على الارجح لانها تغيب كلمتي "الدولة" و"الاسلامية".

ولا وجود لكلمة "داعش" في القواميس العربية، لكنها بعد شيوعها، باتت مرادفا لصفات غير مستحبة، مثل الشدة والقسوة واحيانا التعصب وصولا الى الاجرام.

ولم يتردد احد رجال الدين السنة من "هيئة علماء المسلمين" خلال حديث تلفزيوني اخيرا في لبنان في رده على محاور مسيحي تعرض للاسلام، سائلا اياه "إلام تريد أن تصل بهذا الكلام؟ هل تريد ان نتعايش او ان نتداعش؟".

حتى بعد اعلان التنظيم في 29 حزيران، بعد هجومه الواسع في العراق، اقامة "الخلافة الاسلامية" ونصب عليها "الخليفة ابراهيم" (ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم)، طالبا الاكتفاء بتسمية "الدولة الاسلامية" التي يريدها قابلة للتوسع حتى خارج العراق والشام، بقي اسم "داعش" هو الاسم المعتمد له خصوصا بين الخصوم، بينما اكتفى الاعلام الذي يريد الحفاظ على الحياد باعتماد تسمية "تنظيم الدولة الاسلامية".

في فرنسا، يعتمد الاعلام اجمالا الاحرف الاربعة الاولى من عبارة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" بالفرنسية (EIIL)، الا ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استخدم في بغداد اليوم الجمعة اسم "داعش" بالعربية ولكنة فرنسية. وكان وزير خارجيته لوران فابيوس تحدث الخميس بدوره عن "جلادي داعش".

وتستخدم الصحف الاجنبية والكتاب الاجانب اسم "داعش" بالاحرف اللاتينية الى جانب الاسم المختصر بالانكليزية للتنظيم.

التعليقات 0