اسرائيل تتوعد "بأقسى رد" ممكن على اي هجوم في القدس وتؤكد انها "لن تتساهل" مع العنف
Read this story in Englishانتشرت قوات معززة من الامن والشرطة الاسرائيلية الخميس بعد ليلة من المواجهات في القدس الشرقية المحتلة تطبيقا لسياسة الحكومة القاضية بـ"عدم التساهل اطلاقا" ازاء اي اعمال عنف جديدة، غداة هجوم بسيارة قتلت فيه رضيعة اسرائيلية.
و توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس "باقسى رد" ممكن على اي هجوم مستقبلي في القدس.
وقال في بيان "القدس موحدة وكانت وستبقى دوما العاصمة الابدية لاسرائيل.اي محاولة لالحاق الاذى بسكانها ستقابل باقسى رد".
وقضى منفذ الهجوم عبد الرحمن الشلودي (21 عاما) وهو من سكان حي سلوان متاثرا بجروحه بعد ان اطلق عليه شرطي اسرائيلي النار واوقفه حين كان يحاول الفرار راجلا، بحسب متحدثة باسم المستشفى الذي نقل اليه في القدس الغربية.
ولم يحدد موعد دفن الشاب الذي ما زالت السلطات الاسرائيلية تحتجز جثمانه، بحسب ما اعلن مركز معلومات وادي حلوة في حي سلوان في القدس الشرقية.
وعدا عن الرضيعة التي توفيت اثر نقلها للمستشفى ودفنت مساء الاربعاء في القدس، اصيب سبعة اشخاص في الهجوم اثنان منهم جروحهما خطرة.
واعلنت الشرطة الاسرائيلية الخميس في بيان ان "شرطة القدس تؤكد انها ستتبع سياسة عدم التساهل اطلاقا حيال اي اعمال عنف وستوقف اي شخص متورط في اي اخلال بالنظام العام".
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة "فرانس برس" "على المستوى العملاني وطبقا لما تقرر بعد الاعتداء مباشرة، تم تعزيز قوات الامن وخصوصا حرس الحدود ووحدات الدوريات الخاصة والوحدات الخاصة للتعامل مع الاضطرابات".
واضاف ان "هذه القوات عملانية منذ صباح اليوم" الخميس ولا سيما في القطاعات المتوترة مثل وادي الجوز والعيساوية وحي سلوان.
وتابع ان الشرطة تطبق بدون ابطاء خطة عامة تقررت في مواجهة تزايد الصدامات في القدس الشرقية ولكنها ستنفذ تدريجيا، موضحا ان هذه الخطة تجمع بين الوسائل التقنية والبشرية بما في ذلك الاستخبارات "لوضع حد للحوادث الجارية".
وقال روزنفيلد انه جرت "بعض الاعتقالات" ليلا.
واندلعت اشتباكات عنيفة ليل الاربعاء الخميس في احياء عدة في القدس الشرقية المحتلة منها سلوان والعيسوية والطور وراس العمود.
وتم القاء الحجارة على خط القطار الخفيف في حي شعفاط الفلسطيني دون وقوع اصابات.
وحول تفاصيل الهجوم، اظهر شريط فيديو نشر على الانترنت سيارة رمادية اللون عند تقاطع على جادة رئيسية في القدس الشرقية قرب المقر العام للشرطة وقد صعدت الى ممر يستخدمه المشاة بين الطريق وسكة الترامواي.
وفي موقع الهجوم بدت السيارة وقد ارتطمت بعنف بعمود وتطاير زجاجها وقسمها الامامي مدمر بالكامل ما يشير الى عنف الصدمة.
وقال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ان عبد الرحمن الشلودي عضو في حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وكان الشاب الفلسطيني خرج قبل فترة قصيرة من سجن اسرائيلي حيث امضى عقوبة بالسجن 18 شهرا، بحسب ما قال افراد اسرته.
وهو قريب احد مصنعي قنابل حماس محي الدين شريف الذي قتل في رام الله في ظروف غامضة في 1998.
وعلى صفحته على فيسبوك نشرت صور علقت في الحي للاحتفال بخروجه من السجن وتظهره في صورة مركبة مع عمه واحمد ياسين مؤسس حماس الذي اغتالته اسرائيل في 2004 في قطاع غزة.
ومساء الاربعاء، قال المتحدث باسم الحكومة عوفير جندلمان ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "امر بتعزيز الانتشار الامني في القدس".
وتأجج التوتر الدائم في القدس الشرقية في الاشهر الاخيرة بسبب سلسلة احداث بلغت اوجها ابان الحرب على قطاع غزة. وتشهد بعض احياء المدينة مواجهات شبه يومية بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية.
وشهدت القدس في 4 آب/اغسطس في اوج الحرب على غزة، اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاث سنوات حين صدم شاب فلسطيني جرافة يقودها بحافلة ما ادى الى مقتل يهودي متطرف واصابة خمسة آخرين بحسب الشرطة.
واحتج اقارب الفلسطيني على هذه الرواية الاسرائيلية.
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه حرض على تنفيذ "عمل ارهابي" في القدس من خلال تصريحاته بشأن الاقصى.
وقالت ماري هارف المتحدثة المساعدة باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "قلقة" وتحث "كافة الاطراف على ضبط النفس والحفاظ على الهدوء".
من ناحيته، اكد رئيس بلدية القدس الاسرائيلية نير بركات انه لا يوجد اي خيار سوى نشر قوات معززة من الشرطة في الاحياء الفلسطينية لاعادة الهدوء.
وقال في بيان "الوضع في القدس الشرقية لا يحتمل..ويجب علينا نشر قوات الشرطة في الاحياء التي تشهد اضطرابات لتحقيق الاستقرار فيها".