محادثات بين اذربيجان وارمينيا في فرنسا لكن الامل ضعيف في التوصل لاتفاق سلام
Read this story in Englishيستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين رئيسي اذربيجان وارمينيا في اطار مفاوضات حول منطقة ناغورني قره باخ المتنازع عليها بين هذين البلدين، لكن من دون امل كبير في التوصل الى اتفاق يضع حدا لهذا النزاع الذي يشهد منذ بضعة اشهر تصعيدا لاعمال العنف.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "يبدو لنا انه امر مهم ان جمع الرئيسين لدعوتهما الى العمل سويا والجلوس مجددا الى طاولة (الحوار) وخفض التوتر للتمكن بعد ذلك من العمل على الجوهر لاعادة بناء الثقة".
ويسمم العلاقات بين ارمينيا واذربيجان، البلدين الصغيرين الواقعين في منطقة القوقاز واللذين كانا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، منذ اكثر من عشرين سنة نزاع حول منطقة ناغورني قره باخ التي انتقلت الى سيطرة انفصاليين ارمن مدعومين من يريفان في تسعينات القرن الماضي بعد حرب خلفت نحو 30 الف قتيل، وتريد باكو استعادتها.
وبالرغم من سنوات من المفاوضات بوساطة دولية منذ وقف اطلاق النار في 1994، لم يتوصل الطرفان بعد الى توقيع اتفاق سلام نهائي بخصوص المنطقة ذات الغالبية الارمنية لكنها لا يزال يعترف بها في الخارج كجزء من اراضي اذربيجان. وما زالت هناك مخاطر تهدد بنشوب نزاع مسلح جديد.
فاذربيجان البلد الغني بصادراته النفطية والذي تتجاوز نفقاته العسكرية ميزانية دولة ارمينيا بكاملها، هددت باستعادة المنطقة المتنازع عليها بالقوة ان لم تفض المفاوضات الى نتائج ملموسة.
الا ان ارمينيا التي تتسلح من روسيا، تؤكد من جهتها انها قادرة على صد اي هجوم.
وفي اب/اغسطس الماضي بلغت اعمال العنف في ناغورني قره باخ وعلى الحدود بين البلدين مستوى غير مسبوق في السنوات الاخيرة، مما ادى الى مقتل اكثر من 20 عسكريا في الجانبين. وكانت اكثر الاشتباكات دموية منذ وقف اطلاق النار.
وما غذى التوترات بين اذربيجان وارمينيا المدعومة من موسكو ايضا التصعيد بين روسيا والغرب بخصوص اوكرانيا حيث تقاتل القوات الحكومية الانفصاليين الموالين لموسكو منذ اكثر من ستة اشهر.
واعتبر مصدر في اوساط الرئيس الفرنسي "ان ما جرى في اوكرانيا كان له وقع مباشر" على النزاع في ناغورني قره باخ، مضيفا ان ضم القرم الى روسيا في اذار/مارس الماضي زاد في "شحن الاجواء".
وقال شاهين عباسوف الخبير الاذربيجاني المستقل "ان موسكو تملك مفتاح حل النزاع لكنها لا تستخدم نفوذها عن عمد لان لديها مصلحة في الابقاء على الوضع القائم من اجل الحفاظ على نفوذها على اذربيجان وبخاصة على ارمينيا".
وراى ان هولاند بتنظيمه المفاوضات في باريس "يهدف الى حرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دوره كحكم مطلق" في النزاع.
الا ان دبلوماسيا فرنسيا لفت من ناحيته الى انه "سيكون امرا مذهلا الاعلان عن تقدم ملموس في النهاية، لكن هناك ارادة الرئيس هولاند في تحقيق تقدم مع هذين الطرفين وفي الحوار".
ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الفرنسي كلا على حدة الرئيس الاذربيجاني الهام علييف ونظيره الارمني سيرج سركيسيان، لكن من غير المستبعد عقد لقاء بين الاخيرين.
ويتوقع ان يتطرق هولاند ايضا الى الموضوع الشائك المتعلق بحقوق الانسان في اذربيجان حيث تندد المنظمات غير الحكومية بانتهاكات عديدة وتتهم الحكومة بقمع المعارضة منذ اعادة انتخاب علييف العام الماضي لولاية رئاسية ثالثة.
وتشير هذه المنظمات الى ان عشرات السجناء السياسيين معتقلون في سجون اذربيجان.
وفي الاونة الاخيرة تم توقيف الناشطة في مجال حقوق الانسان ليلى يونس مع زوجها بتهمة التجسس لحساب ارمينيا، الا ان منظمة هيومن رايتس نددت بهذه التهمة ووصفتها ب"الكاذبة".
وقد تقرر الجمعة تمديد فترة الاحتجاز الموقت لهذه الناشطة البالغة من العمر 57 عاما لاربعة اشهر بالرغم من احتجاجات فرنسا والولايات المتحدة.
وناشدت ابنة الزوجين دينارا يونسوفا الرئيس الفرنسي ان يطلب من الرئيس علييف الافراج عن والديها.