نتانياهو يحاول طمأنة المسلمين بشأن عدم تغيير الاوضاع في الاقصى

Read this story in English W460

سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الى تهدئة غضب المسلمين بشان المسجد الاقصى في الوقت الذي تحدى فيه عشرات من المتطرفين اليهود دعوته الى خفض التوتر.

وتوجه حوالى 150 متطرفا يهوديا معظمهم من الشبان، مساء اليوم الى المدينة القديمة التي تشرف على باحة المسجد الاقصى للمطالبة ليس فقط بالحق في الصلاة فيها بل باستعادة الاقصى الذي يطلقون عليه جبل الهيكل.

وقال النائب السابق مايكل بن اري "الشعب اليهودي مرتبط بجبل الهيكل (..) لماذا كان اسلافنا يصلون؟ من اجل حانات تل ابيب او لاجل نزهة في حيفا؟ كانوا يصلون من اجل العودة الى جبل الهيكل".

ولا يملك هؤلاء المتطرفون ادنى فرصة في ان تسمح لهم الشرطة بالاقتراب من الاقصى. لذلك فقد اكتفوا بانهاء تظاهرتهم قرب حائط المبكى (حائط البراق) اسفل باحة الاقصى.

ووسط هذا المناخ المشحون الذي تعيش على وقعه القدس الشرقية المحتلة منذ الصيف الماضي اثار النداء للسير "حتى ابواب جبل الهيكل" مخاوف من تصعيد جديد للعنف بعد ذاك الذي تسبب فيه هؤلاء المتطرفون الاربعاء عند باحة الاقصى وامتد لاحقا الى العديد من احياء القدس الشرقية.

لكن التصريحات النارية كتلك التي اطلقها مايكل بن اري لا يمكن الا اعتبارها استفزازية من قبل الفلسطينيين والمسلمين عموما.

فقد قال مشيرا الى الفلسطينيين الذين وصفهم ب "الارهابيين"، ان "المالكين الشرعيين هم نحن. اما هم فقد اغتصبوا" المكان، بحسب تعبيره.

وتشهد القدس الشرقية المحتلة منذ الصيف الماضي اضطرابات تكثفت في الاسابيع الاخيرة. وقتل تسعة اشخاص بينهم اربعة مهاجمين  منذ تموز.

وباحة المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند المسلمين في قلب التوتر.

ويطالب المتطرفون اليهود بحق الصلاة في باحة الاقصى التي يقولون انها موقع الهيكل اليهودي الذي دمره الرومان في العام 70 ولم يبق منه سوى حائط المبكى، ويعد عتاة المتطرفين منهم تصاميم لاعادة بناء الهيكل.

ويبدي المسلمون قلقهم ازاء تحركات المتطرفين اليهود وخصوصا من خضوع نتانياهو لضغوطهم لتقديم تنازلات لليمين المتطرف ضمن افاق انتخابات 2015.

وهم يحتجون على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الحرم القدسي كما حدث عند اغلاقه الاسبوع الماضي. ودخل شرطيون اسرائيليون الاربعاء لعدة امتار داخل المسجد الاقصى.

وعبرت المملكة الاردنية بوصفها المشرفة على المقدسات الاسلامية في القدس، عن قلق المسلمين واستدعت سفيرها في تل ابيب.

وابدت المملكة استعدادها لاتخاذ اجراءات. وهي مع مصر الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان ترتبطان بمعاهدة سلام مع اسرائيل.

واتصل نتانياهو الخميس بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وقال بيان صادر عن مكتبه ان "رئيس الوزراء أكد مجددا التزام اسرائيل بالحفاظ على الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الاقصى) وعلى الدور الاردني الخاص فيه وفقا لاتفاقية السلام".

ومن جهته، اكد الديوان الملكي الاردني في بيان ان نتانياهو اكد خلال  الاتصال "التزام الجانب الإسرائيلي بنزع عوامل التوتر وإعادة الهدوء في القدس، خصوصا في المسجد الأقصى ومحيطه".

وذكر العاهل الاردني نتانياهو بان بلاده ترفض قطعا اي اجراء يسيء للطابع المقدس للاقصى ويعرضه للخطر او يغير وضعه.

ويسمح لليهود بموجب هذا الوضع بزيارة باحة المسجد الاقصى لكن دون الصلاة فيها.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وشكل الاحتلال والحرب على غزة والاستيطان وعمليات التوقيف والبطالة، عوامل تتضافر الاجواء المشحونة التي تنذر باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. ويشكل ملف المسجد الاقصى "خطا احمر" حقيقيا.

وتبادل نحو 200 فلسطيني المقذوفات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي مع الشرطة الاسرائيلية عند مخيم شعفاط.

كما اندلعت مواجهات في حي العيساوية الذي اغلقت الشرطة ثلاثة من مداخله الاربعة.

وبدأت الشرطة الاسرائيلية صباح الخميس وضع مكعبات اسمنتية في مواقف الترامواي في القدس بعد هجمات استخدمت فيها سيارات.

وقالت الشرطة انه منذ الحادث الاول في 22 تشرين الاول "تم توقيف 188 شخصا بينهم 71 قاصرا" في القدس الشرقية المحتلة.

وتم توقيف تحو الف فلسطيني منذ الصيف الماضي.

التعليقات 0