انفجارات تستهدف منازل لقادة فتح في غزة والاخيرة تحمل حماس المسؤولية

فجر مجهولون عبوات ناسفة امام اكثر من عشرة منازل لقادة في فتح في قطاع غزة الجمعة ما الحق بها اضرارا مادية بدون وقوع اصابات في واقعة هي الاولى من نوعها.

ووقع انفجار اخر في منصة اقامتها حركة فتح في ساحة "الكتيبة" غرب مدينة غزة لمراسم احياء الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المقررة الاسبوع المقبل، بحسب مراسل فرانس برس.

وأقامت الشرطة التابعة لحماس مساء الجمعة عددا لافتا من حواجز التفتيش على الطرقات الرئيسية في كافة انحاء قطاع غزة.

واقيمت عدة حواجز في محيط ساحة الكتيبة حيث تجري عمليات تفتيش للسيارات وتدقيق في هويات الركاب.  

ووقعت سلسلة الانفجارات فجر الجمعة حيث استهدفت منازل وسيارات قادة ومسؤولي فتح في عدة مدن في القطاع من بينها منزل قادة بارزين مثل عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية للحركة في مدينة غزة وفيصل ابو شهلا عضو المجلس التشريعي، اضافة الى منزل وسيارة فايز ابو عيطة المتحدث باسم الحركة في غزة.

واكد ابو عيطة ان منزله في بلدة بيت لاهيا اصيب باضرار كبيرة واسفر الانفجار عن احراق سيارته وتضرر منزل جمال عبيد عضو المجلس الثوري لفتح في جباليا (شمال)،كما الحقت اضرار كبيرة في واجهة منزل الافرنجي في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.

وتضرر كذلك منزل ابو جودة النحال عضو المجلس الثوري للحركة في تل الهوى.

وتأتي هذه الانفجارات مع التجهيز لاحياء ذكرى وفاة عرفات التي وافقت وزارة الداخلية في غزة على تنظيمها، كما اعلنت سابقا.

الا أن فايز ابو عيطة المتحدث باسم حركة فتح في غزة قال لـ"فرانس برس"، أن "الاحتفال لم يتم الغاؤه والهيئة القيادية للحركة سيكون لها موقف في ظل الهجوم الاجرامي والرسائل التي اوصلها المجرمون بتفجير منصة الاحتفال".

وقال شهود عيان انه عثر امام غالبية المنازل المستهدفة على رسائل تهديد موقعة من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية" كتب عليها "نحذرك من الخروج من منزلك حتى تاريخ 15 (تشرين الثاني) حتى لا تكون عرضة لضرباتنا التي ستطال كل الخونة والعملاء من امثالك".

ولم يتسن التأكد من مدى صحة هذه الرسائل.

ورفض ابو عيطة التعقيب على هذه الرسائل واكتفى بالقول "هذه سخافات، نحن لا نتهم احدا لكننا نحمل المسؤولية لاجهزة امن حماس بصفتها المسيطرة على قطاع غزة و بالتالي هي المسؤولة عن حياتنا وممتلكاتنا".

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة قال في مؤتمر صحافي "اللجنة المركزية لحركة فتح تدين الجريمة التي حدثت فجر اليوم ضد كوادر الحركة، وتحمل حركة حماس المسؤولية عن هذه الجريمة".

واستند اعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح الى " معلومات صادرة عن جهات مسلحة من حماس ( ..) واشخاص محددين" لم يتم الاشارة اليهم.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد، خلال مؤتمر صحافي " اتهام حماس لم يات اعتباطا، لدينا معلومات اولية ومصدرها جهات مسلحة في حماس، ونأمل من حركة حماس ان يتم كشفها".

ويتحدث الاحمد عمن وصفهم بانهم "اشخاص محددون شاركوا في هذه الاعمال".

وقال اياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة في بيان صحافي ان وزارته "تدين الحادث الاجرامي، وتعتبر ما جرى جريمة نكراء تهدف لضرب الاستقرار الداخلي".

واكد على ان الوزارة " شكلت لجنة تحقيق من كافة الأجهزة الأمنية المختصة للوقوف على حيثيات ما جرى والوصول للفاعلين" مضيفا "ستلاحق الاجهزة الامنية كل من تورط في هذه الاعمال الاجرامية حتى يتم تقديمهم للمحاكمة".

وشدد "لن نسمح بعودة الصراعات الداخلية والفوضى والفلتان لقطاع غزة، وسنتخذ كل الاجراءات اللازمة لذلك".

وتوقع البزم ان "يكون لدى وزارة الداخلية مؤشرات خلال يومين تشير الى منفذي هذه الاعتداءات" مؤكدا ان اجهزة الامن والشرطة في وزارته "ستتخذ اجراءات مشددة لضمان تأمين اقامة احتفال احياء ذكرى الرئيس ياسر عرفات". 

واستنكرت حركة فتح التفجيرات ورسائل التهديد، و"طالبت وزير الداخلية وحكومة التوافق الوطني ان تضطلع بدورها لتوفير الامن للمواطنين والكشف عمن قاموا بالاعتداء ومحاسبتهم".

كما ادان سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في غزة "بشدة الحادث الإجرامي" ودعا "الأجهزة الأمنية للتحقيق وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة".

ودانت مختلف الفصائل الفلسطينية التفجيرات.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان "القوى والفصائل اجتمعت في مقرها ودانت الجريمة وشكلت لجنة تحقيق لمتابعة سير التحقيقات".

وبين البزم ان "اتصالات مستمرة مع الفصائل بما فيها حركة فتح لمتابعة التحقيقات" لكنه اشار الى انه "لا توجد اتصالات مباشرة حتى الان" بين قادة الاجهزة الامنية في غزة ورئيس حكومة التوافق الذي يتولى وزارة الداخلية ايضا.  

وحذرت حركة الجهاد الاسلامي "من مالات خطيرة للوضع الداخلي في ظل العبث بالساحة الداخلية وتعريض وحدة وتماسك القوى والمجتمع للتصدع".

ووقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة وطنية في نيسان بهدف اصلاح العلاقات بينهما والتي تدهورت عندما طردت حركة حماس فتح من غزة اثر اشتباكات دامية في 2007.

وادت حكومة التوافق الوطني اليمين الدستورية في الثاني من حزيران، الا ان حماس بقيت القوة التي تحكم غزة فعليا.

وبعد حرب غزة التي استمرت خمسين يوما وتوقفت بالتوصل الى وقف لاطلاق النار في 26 اب، اتفق الجانبان في 25 ايلول على ان تتولى حكومة التوافق الوطني زمام الامور في غزة وان تقوم بدور رئيسي في اعادة اعمار القطاع.