العراق يرحب بالمدربين العسكريين ويعتبر الخطوة "متأخرة بعض الشيء"
Read this story in English
رحب العراق السبت بإرسال الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مدربين عسكريين، معتبرا الخطوة "متأخرة بعض الشيء"، في وقت قتل 33 شخصا على الاقل في ست تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد.
وأتى الموقف غداة اعلان البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما اجاز ارسال حتى 1500 جندي اميركي اضافي لتدريب الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية، لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر اثر هجوم كاسح في حزيران، على مساحات واسعة من البلاد.
وادى الهجوم الى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث أخلى الضباط والجنود مواقعهم وتركوا آلياتهم العسكرية، وبينها اسلحة ثقيلة، صيدا سهلا للتنظيم.
وأكدت الحكومة العراقية انها "طالبت التحالف الدولي قبل فترة بالمساهمة في تدريب وتسليح القوات العراقية لمساعدته في الوقوف بوجه ارهاب داعش (وهو الاسم الذي يعرف به التنظيم)، وان التحالف قد وافق على ذلك وتم تحديد اربعة الى خمسة معسكرات عراقية للتدريب"، وذلك في بيان وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
اضاف "وبناء على ذلك بدأوا الان بارسال المدربين"، معتبرا انه "ومع كون هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء الا اننا نرحب بها ونعدها جاءت بالسياق الصحيح".
وسبق لدول في التحالف ابرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا، ان ارسلت مستشارين لتدريب القوات العراقية والكردية.
واعلنت الولايات المتحدة الجمعة عزمها مضاعفة عدد جنودها الموجودين حاليا في بغداد واربيل عاصمة اقليم كردستان، مجددة التأكيد ان قواتها التي ستبدأ في الوصول خلال الاسابيع المقبلة، "لن تشارك في المعارك".
وجاء في بيان للبيت الابيض انه "ضمن استراتيجيتنا لدعم الشركاء على الارض، أجاز الرئيس اوباما اليوم (الجمعة) نشر حتى 1500 عسكري اضافي للقيام بدور غير قتالي يتضمن التدريب وتقديم النصح ومساعدة القوات العراقية وبينها القوات الكردية".
وبحسب وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، فان دولا "عديدة" اخرى منضوية في التحالف ستشارك في مهمات تقديم المشورة العسكرية والتدريب، منها الدنمارك التي وعدت بارسال 120 مدربا.
وينتشر حاليا نحو 1400 جندي اميركي بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد واربيل، اضافة الى 800 جندي يتولون حماية السفارة الاميركية في بغداد ومطار العاصمة العراقية.
وسيتولى الجنود الاضافيون تدريب 12 لواء عسكريا، تسعة من الجيش العراقي، وثلاثة من البشمركة. وسيقوم هؤلاء "خلال شهرين الى ثلاثة اشهر" باعداد مواقع التدريب اللازمة وحيث سيتولون لاحقا عمليات التدريب "لمدة ستة الى سبعة اشهر".
وستوزع المراكز في شمال العراق وغربه وجنوبه، وستكون المرة الاولى ينتشر فيها جنود اميركيون خارج بغداد واربيل.
وقال مسؤول في البنتاغون ان بعض المستشارين سيتمركزون في محافظة الانبار (غرب) حيث تراجع الجيش مؤخرا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي قتل المئات من أفراد عشيرة سنية حملت السلاح ضده.
وكان البنتاغون اعتبر في نهاية الشهر الماضي انه من "الضروري" ارسال مستشارين الى هذه المحافظة الحدودية مع سوريا والاردن والسعودية، بشرط ان تسلح بغداد العشائر السنية فيها.
واكد بيان الحكومة العراقية السبت ان "تسليح العشائر يتم من قبل الحكومة العراقية حصرا ضمن منظومة الحشد الشعبي وتحت اشراف القوات الامنية حسب السياقات المتبعة حاليا، ولن نسمح لاي سلاح خارج اطار الدولة".
وتشكل العشائر، لا سيما السنية منها، محورا اساسيا في قتال تنظيم الدولة الاسلامية المسيطر على مناطق سنية. وتأمل السلطات في ان تشارك العشائر الى جانب قواتها لطرد التنظيم من مناطق سيطرته، والحؤول دون استحواذه على مناطق اخرى.
وعمدت السلطات منذ هجوم الدولة الاسلامية، للاعتماد بشكل واسع على "الحشد الشعبي"، المؤلف في غالبيته من مجموعات مسلحة شيعية، لمساندة الجيش والشرطة في محاولة استعادة مناطق خارج سيطرتها.
في بغداد، قتل 33 شخصا على الاقل السبت في ست تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، بحسب مصادر امنية وطبية.
وادت التفجيرات التي استهدفت خمسة مناطق، الى جرح اكثر من 100.
ووقع اكثر التفجيرات دموية في حي الصناعة في منطقة الكرادة (وسط)، واودى بحياة عشرة اشخاص على الاقل. الى ذلك، انفجرت سيارتان مفخختان في منطقة العامل في جنوب بغداد، اضافة الى سيارة في كل من منطقة الامين (شرق) والزعفرانية (وسط) ومدينة الصدر (شمال).
وتشهد بغداد بشكل متكرر تفجيرات بسيارات مفخخة يقود بعضها انتحاريون. وفي حين تبقى بعض هذه الهجمات من دون اعلان مسؤولية يعتقد ان معظمها يقف خلفها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
في سوريا، قصفت مقاتلات تابعة للتحالف ليل الجمعة السبت مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في الشمال والشرق، بينها حقل نفطي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "دوت اربعة انفجارات في ريف دير الزور الشرقي ليلا ناجمة عن ضربات نفذها التحالف العربي الدولي على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لتنظيم الدولة الإسلامية (...) ما أدى الى مقتل شخصين لم يعرف ما اذا كانا مدنيين أم من عناصر التنظيم".
ويسيطر التنظيم على عدد كبير من آبار النفط في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتشكل هذه الابار موردا ماليا اساسيا له