اوباما يدعو الى انتخابات تشريعية "حرة وعادلة" في بورما عام 2015

Read this story in English W460

دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الى جانب زعيمة المعارضة في بورما الى انتخابات "حرة وعادلة" عام 2015 في هذا البلد الذي لا تزال العملية الانتقالية نحو الديموقراطية فيه تتعثر عند عقبات كبيرة.

واعتبرت سو تشي حائزة جائزة نوبل للسلام ان الدستور هو العقبة الاساسية امام تنظيم انتخابات تشريعية عادلة في غضون عام. وقالت ان الدستور "غير عادل وغير ديموقراطي".

وتحول احدى مواد الدستور الذي يعود الى حقبة الحكم العسكري دون ترشح سو تشي للانتخابات الرئاسية لانها تزوجت اجنبيا، مع ان حزبها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية يتمتع بحظوظ جيدة في الفوز.

واضافت سو تشي ان "غالبية الشعب يدركون ان الدستور لا يمكن ان يظل كما هو اذا اردنا تحقيق عملية انتقالية فعلية نحو الديموقراطية". وهذه المسالة مطروحة للتباحث امام البرلمان البورمي.

وقال اوباما امام صحافيين "لا افهم البند الذي يتيح استبعاد شخص من السباق الرئاسي بسبب ابنائه"، كما اعتبر ان علمية ارساء الديموقراطية في هذا البلد "غير مكتملة وغير راسخة".

وقبيل المساء، خصص اوباما وقتا للتحادث مع طلاب جامعيين رحبوا به في حرم الجامعة.

وارتدى بعض الطلاب قمصانا كتب عليها "الاصلاحات مجرد نفاق".

وردا على سؤال حول التحديات التي لا تزال تواجه بورما، اعتبر اوباما انه من الضروري "تعديل الدستور لضمان الانتقال نحو حكومة مدنية بالكامل".

وبعد زيارته الى الجامعة غادر اوباما بورما متوجها الى استراليا لحضور قمة العشرين في بريزبين التي ستكون المحطة الاخيرة من جولته التي بدأت الاثنين في بكين.

وكما حصل قبل عامين، قرر اوباما الحائز ايضا جائزة نوبل للسلام وسو تشي اللقاء في منزلها في رانغون حيث وضعت قيد الاقامة الجبرية طيلة سنوات قبل ان يحل النظام العسكري نفسه في 2011.

الا ان زيارة اوباما هذه المرة لم تشهد مظاهر الاعجاب الشديد باوباما كما كان الامر قبل عامين في شوارع رانغون في تشرين الثاني 2012.

وبين هاتين الزيارتين، تعكرت اجواء العملية الانتقالية. وكانت سو تشي نفسها اعلنت قبل ايام فقط من قدوم اوباما ان العملية "تراوح مكانها".

وجوانب القلق حول العملية الانتقالية عديدة وتتراوح بين اعمال العنف ضد اقلية الروهينغا والغموض حول القواعد المحيطة بالانتخابات التشريعية والتهديدات الحقيقية المحدقة بحرية الصحافة.

ويتعين على سو تشي (69 عاما) ان تنجح في الانتقال الصعب من صورة الداعية الى السلام التي يحبها الناس في كل انحاء العالم الى سياسية في الواجهة ازاء ديموقراطية في طور النمو. والانتخابات المقررة في اواخر 2015 حاسمة بالنسبة الى البلاد.

وللدلالة على المكانة الخاصة التي تحظى بها سو تشي في بلادها وخارجها، خصص لها اوباما  خلال هذه الزيارة وقتا اكبر بكثير من حصة الرئيس ثين سين.

واقر بن رودس مستشار اوباما بانه "وضع خاص لكنها شخصية فريدة وصوت له اهمية كبرى في بورما وايضا رمز للديموقراطية في كل انحاء العالم".

وشدد اوباما على انه يتابع "عن كثب" معاملة الاقليات لكن دون ان يذكر الروهينغا بالاسم. وتعتبر الامم المتحدة ان هذه الاقلية من الاكثر اضطهادا في العالم، بينما تلتزم سو تشي الصمت حول الملف.

واعتبر ايرنست باور من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان البيت الابيض يسعى نحو توازن دقيق. وقال باول "من غير المقبول ان تتوقف الاصلاحات الديموقراطية في منتصف الطريق".

واضاف "لكن لابد في الوقت نفسه ان نكون واقعيين حول حجم التغييرات التي يمكن ان تستوعبها بورما في وقت معين".

وفي مقال بعنوان "بورما بحاجة الى وقت" نشر في صحيفة نيويورك تايمز، دعا يو سو ثاين مستشار الرئيس ثين سين الاسرة الدولية الى الصبر والانتباه الى التغيير الذي تشهده البلاد.

وكتب في المقال "نعيش في ظل الماضي ونعاني من قدرات مؤسساتية محدودة للغاية ومن عقليات راسخة في العزلة والتسلط. وهذه الامور لا يمكن ان تتغير بين يوم واخر".

التعليقات 0