الرومانيون ينتخبون رئيسهم وبونتا مهدد بكثافة الاقبال
Read this story in Englishتوجه الناخبون في رومانيا اليوم الاحد الى مكاتب الاقتراع للتصويت في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب ازاء "عراقيل" امام تصويت المغتربين، ويرجح فوز رئيس الوزراء فكتور بونتا لكن نسبة مشاركة كبيرة يمكن ان تغير المعطيات.
وقبل خمس ساعات من غلق مكاتب الاقتراع شارك نحو 45 بالمئة من 18,3 مليون ناخب مسجل ما يشكل زيادة ب 1,7 مليون ناخب مقارنة بالتوقيت ذاته في الدورة الاولى.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة (5,00 تغ). وسينتهي الاقتراع عند الساعة 21,00.
ويبدو ان الكفة تميل لصالح بونتا (42 عاما)، بسبب ناخبين غالبيتهم من الاوساط الريفية اعتادوا ان يصوتوا تقليديا للحزب الاجتماعي الديمقراطي (الشيوعي سابقا) وخبرته السياسية وقدرته على الحصول على موارد حكومية ما سمح له، بحسب خصومه، بمضاعفة "الهدايا الانتخابية" علاوة على دعم الكنيسة الارثوذكسية التي تتمتع بنفوذ كبير وتحسن الاوضاع الاقتصادية الذي اكده معهد الاحصاءات الجمعة.
اما خصمه كلاوس يوهانيس (55 عاما) رئيس بلدية سيبيو فلا يبدو معتادا على الساحة السياسية اذ انه يميل الى الصمت ولا يشعر بالارتياح امام الكاميرات.
وقد ابتعد عن الجدل عندما اتهم بانه ليس "رومانيا حقيقيا" لانتمائه الى الاقلية ذات الاصول الالمانية.
ويعتبر هذا الاقتراع بالغ الاهمية في وقت منيت فيه الديمقراطية بانتكاسات في بعض دول وسط اوروبا اولها المجر.
وفوز بونتا يعني تركز السلطات بيد الحزب الاجتماعي الديمقراطي (الشيوعي سابقا) الذي يملك مع ائتلافه اليساري اغلبية عريضة في البرلمان.
ويثير هذا الوضع قلق السلطة القضائية التي نجحت في تحقيق تقدم كبير في مكافحة الفساد. فمع ان بونتا يقول انه يحترم استقلالية القضاء الا انه انتقد مرارا عمل النيابة المكافحة للفساد التي يعتبرها منحازة، وحاولت حكومته تحجيم سلطاتها.
وبدت التعبئة للتصويت مرتفعة بشكل خاص في الخارج حيث امتدت طوابير طويلة امام السفارات والقنصليات خصوصا بباريس ولندن وشتوتغارت وتورينو ، بحسب وسائل اعلام محلية.
وفي حين لم يتمكن آلاف المغتربين من التصويت في الدور الاول بسبب العدد غير الكافي لمكاتب الاقتراع، فقد دعا سكان بوخارست الى الاحتجاج على "الحواجز" التي اقيمت من اجل "منع المشاركة" في الاقتراع.
وقال منظمو الاحتجاجات "ننزل الى الشارع لنتمكن من التصويت بحرية" مذكرين بان الف روماني قتلوا في كانون الاول 1989 للحصول على هذا الحق الذي كان النظام الشيوعي يرفضه.
وكتب تودور بوبيسكو في صحيفة "قندول انفو" ان "ذكرى هذا الاحد ستظل راسخة في ذاكرة الرومانيين الذين لن يكونوا ابدا لامبالين ازاء انتهاك الدولة للقانون والديمقراطية".
وبحسب محللين فان التعبئة هي مفتاح الاقتراع.
فاذا اقبل الشباب وسكان المدن الكبرى ، المؤيدين اكثر للمعارضة، بكثافة على التصويت فان "يوهانيس يملك حظوظا"، بحسب كرستين غينيا مدير المركز الروماني للسياسات الاوروبية.
وقد تكون اصوات المغتربين حاسمة ويبلغ عدد هؤلاء ثلاثة ملايين وهم في الغالب من انصار اليمين. وقبل خمس سنوات سمحت اصواتهم بفوز الرئيس المنتهية ولايته ترايان باسيسكو.
وفي الدور الاول حصل يوهانيس على 46 بالمئة من اصوات المغتربين مقابل 15,8 بالمئة لبونتا.
ويوهانيس نموذج غير معهود على الساحة السياسية فهو استاذ فيزياء ولا يرتاح للكاميرات وبقي بمناى عن الجدل في الوقت الذي اتهم فيه بانه ليس "رومانيا اصليا".
وايا كان الفائز فان الرئيس الجديد سيكون عليه العمل على اصلاح الهياكل الاقتصادية والادارة غير الناجعة في البلد الذي يبلغ عدد سكانه اكثر من 20 مليونا.
وسيتم الاعلان عن استطلاعات الراي لدى الخروج من المكاتب عند الساعة 19,00 ت غ.
وتنشر النتائج الجزئية الاولى ليل الاحد الى الاثنين.