النظام ومعارضون سوريون جاهزون للحوار برعاية روسية

Read this story in English W460

خرجت الزيارات التي قام بها مسؤولون سوريون ومعارضون الى روسيا باتفاق مبدئي مع موسكو على اطلاق محادثات تهدف الى انهاء النزاع الدامي في هذا البلد والذي قتل فيه اكثر من 200 الف شخص، بحسب مصادر الجانبين.

وتزور روسيا منذ تشرين الثاني الماضي وفود معارضة، مدنية وعسكرية، يقودها الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة، معاذ الخطيب، فيما استقبلت الاسبوع الماضي وفدا رسميا سوريا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم.

وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد والتي كانت ضمن الوفد السوري الرسمي في تصريح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "الاجتماعات مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(وزير الخارجية سيرغي) لافروف كانت ايجابية جدا".

واضافت "اخذت روسيا على عاتقها مهمة البحث بشكل جدي عن حل سياسي عبر الحوار مع المعارضة، وقد حصلت على موافقة الحكومة السورية".

وبحسب مصدر قريب من الوفد السوري الرسمي، فانه "لم يجر بعد وضع جدول زمني للمحادثات مع المعارضة".

واوضح المصدر ان "الروس ارادوا ان يعلموا ما اذا كنا موافقين على الفكرة، ونحن قلنا لهم ان ليس هناك من مانع لدينا"، مضيفا "الروس قالوا لنا: لدينا اتصالات، واذا وافقتم على الفكرة، فسنبدا التحضير لحوار في موسكو".

وكان المعلم قال في لقاء مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني عقب زيارته الاخيرة الى روسيا "خرجنا بنتائج مرضية بين الطرفين ابرزها ايجاد الية لوضع اسس الحوار واهدافه وللمضي قدما فيه".

واضاف "الجانب الروسي يريد الحوار مع المعارضة الوطنية، بمعنى حوار سوري سوري بعيدا عن اي تدخل خارجي، وهو ما نصبو اليه، لكن العملية قد تحتاج الى مزيد من الوقت (...) والى اعادة نظر من قبل مجموعات المعارضة بمواقفها الجامدة السابقة اذا كانت جادة في ايصال الحوار (...) الى نتائجه المرجوة".

وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة في جنيف في كانون الثاني وشباط 2013، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف اذار 2011.

وتمسكت المعارضة حينها بطلب اقصاء الاسد عن السلطة، وهو ما يرفضه النظام رفضا قاطعا.

لكن الاولويات تغيرت اليوم، اذ جرى اعادة انتخاب الاسد لولاية جديدة، في انتخابات رئاسة نظمت في حزيران وعارضها الغرب وخصوم النظام من السوريين، فيما اصبحت مقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف تحتل صدارة هذه الاولويات.

ومن هذا المنطلق، اكد معاذ الخطيب لـ"فرانس برس" انه مستعد لخوض محادثات مع النظام بهدف وضع حد النزاع الدامي الذي قتل فيه اكثر من 200 الف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الخطيب في تصريح عبر الهاتف "من اجل مصلحة الشعب السوري، لنجلس ونرى ما هي الطريقة التي يمكن ان نخلص من خلالها الشعب من الالم والعذاب".

وعن التمسك بطلب رحيل الاسد، اوضح "الى متى يجب ان يبقى؟ شهر، ثلاثة اشهر، خمسة اشهر او ستة اشهر؟ عندما يتضح هذا الامر وتكون هناك رؤية صريحة واضحة تعلن للشعب السوري، يتم وضع ترتيب معين. هذا الشخص سيغادر بالتاكيد، على ان تنتهي صلاحيته بطريقة معينة، وهذا امر معقول".

ومن بين الافراد الذين يتوقع ان يكونوا ضمن كبار الشخصيات المعارضة المشاركة في الحوار المحتمل، نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل المقيم في موسكو، وهيثم مناع الذي يعيش في باريس.

واكد جميل لفرانس برس دعوة موسكو له للمشاركة في محادثات، لكنه قال "لا استطيع ان اؤكد ان هناك اجتماعا محددا في كانون الثاني"، مستدركا "لا تزال هناك امور مبهمة تتطلب التوضيح".

ويعارض الائتلاف السوري هذه المقاربة، الا ان هذا التجمع المعارض فقد الكثير من نفوذه على الارض في سوريا خلال الفترة الاخيرة.

وتدفع الخلافات التي تعصف بهذا الائتلاف بين اعضائه، من موالين للسعودية واخرين حلفاء لقطر، اضافة الى تركيز واشنطن جهودها على التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، موسكو الى التحرك في اتجاه رعاية الحوار السوري السوري.

وقال مصدر مقرب من الوفد السوري الرسمي بشان طبيعة الدور الاميركي المحتمل في محادثات مماثلة "لم نطرح السؤال على الروس لكنني لا اعتقد انهم سيمضون قدما من دون اشراك الاميركيين".

وتابع "يسعون للحصول على غطاء جامع".

التعليقات 0