فرنسوا هولاند في كازاخستان لبحث الاعمال والازمات الاقليمية والتعاون الجامعي

Read this story in English W460

نفى رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف الجمعة ان يكون "طلب اي شىء" من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قضية عمولات دفعت على هامش عقود بيع مروحيات لكازاخستان تعرف باسم "كازاخغيت".

وقال نزارباييف ردا على اسئلة الصحافيين "لم اطلب اي شىء من السيد ساركوزي، انها شائعات".

وكان الرئيس الكازاخستاني يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي بدأ اليوم زيارة رسمية الى كازاخستان تستمر 48 ساعة وتتركز على ثلاثة محاور هي تكثيف المبادلات الاقتصادية وكذلك السياسية والجامعية مع هذه القوة الناشئة في اسيا الوسطى.

وفور وصوله الى استانا قبل ظهر الجمعة توجه هولاند الى القصر الرئاسي حيث استقبله وسط مراسم احتفالية نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف الذي يحكم بلاده بلا منازع منذ استقلالها عام 1991.

وبعد لقاء اول، يعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا يليه حفل غداء رسمي ثم يلقي هولاند كلمة امام ندوتين اقتصادية وجامعية قبل ان يلتقي الجالية الفرنسية في استانا.

ومن المتوقع ان يتوجه هولاند عصرا الى الماتي المحطة الثانية من زيارته لكازاخستان.

ولم تستقبل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ استقلالها سوى رئيسين فرنسيين هما فرنسوا ميتران في ايلول 1993 ونيكولا ساركوزي في تشرين الاول 2009.

وعلى الصعيد الدبلوماسي يبحث الرئيسان الازمات الاقليمية وفي طليعتها اوكرانيا، كما يتطرقان الى الشراكة المعززة التي اقيمت في تشرين الاول بين بروكسل واستانا، والاتحاد الاقتصادي الاوروبي الاسيوي الذي يدعو اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتسعى موسكو من خلال هذا المشروع لاعادة بسط نفوذها على الجمهوريات السوفياتية السابقة لكن الرئيس الكازاخستاني اوضح لجاره الشمالي القوي ان انضمامه الى هذه المنظمة يقتصر على البعد الاقتصادي ولا يعني على الاطلاق ولاء سياسيا.

وتستند استانا الى موقعها الجغرافي لتسعى الى تاكيد دورها كدولة محورية عند اقاصي روسيا والصين.

والى هذه الاعتبارات الدبلوماسية، من المتوقع ان تهيمن المسائل الاقتصادية والتجارية على زيارة هولاند.

وتعتبر كازاخستان المنتج الاول لليورانيوم في العالم ومزود المحطات النووية الفرنسية وهي تملك ثروات من النفط والمنغانيز والحديد والكروم والفحم، غير انها تعمل كذلك على تنويع اقتصادها وتحديثه بشكل سريع.

وهذا ما يبرر حجم وفد الشركات الكبرى والصغرى الذي يرافق هولاند في زيارته، والذي يمثل حوالى خمسين شركة تسعى لتحقيق مكاسب في قطاعات متنوعة تتراوح من ادارة المياه والنفايات الى المواصلات مرورا بالطيران والفضاء والبناء، وكذلك الصناعات الغذائية والطاقات المتجددة والصحة والسياحة.

وتعكس قائمة الشركات حجم الطموحات حيث يضم الوفد مجموعات مثل شركة الكهرباء الفرنسية وشركة جي دي اف سويس للغاز، فيوليا، سويس للبيئة، ايرباص، بيجو، سانوفي، الشركة الوطنية للسكك الحديد (اس ان سي اف)، ايفاج، فينشي، اريفا، توتال وغيرها.

غير انه من غير المرتقب توقيع عقود ضخمة. واوضحت اوساط هولاند بهذا الصدد "لا نقوم بهذه الزيارة من اجل توقيع عقود" ولو انه قد يتم ابرام عقود على هامش الزيارة.

والمحور الثالث للزيارة هو تطوير التعاون الجامعي والعلمي مع وجود ممثلين عن عشرين جامعة ومؤسسة فرنسية للتعليم العالي ضمن الوفد.

وافيد في باريس قبل الزيارة ان "العمل الذي نقوم به على الصعيد الاقتصادي انما كذلك الجامعي يساهم في تحديث هذا البلد وفتحه واعداد كوادر فيه".

وفي ذلك رد على انتقادات المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الانسان بالنسبة لهذا البلد المصنف في المرتبة 161 من اصل 180 في الترتيب العالمي لحرية الصحافة للعام 2014 الذي وضعته منظمة مراسلون بلا حدود. كما نددت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في تموز 2013 بافلات قوى الامن في هذا البلد من العقاب وبممارسة التعذيب بشكل اعتيادي في مراكز الاعتقال فيه.

ومن الملفات التي تتصدر القائمة ملف الثري الكازاخستاني مختار ابليازوف المعتقل في فرنسا منذ اكثر من عام والذي يعتبر من وجوه المعارضة البارزة وقد سمحت محكمة استئناف في ليون بتسليمه الى روسيا التي تتهمه مثل اوكرانيا وكازاخستان باختلاس مليارات الدولارات.

وقال مصدر في الاليزيه عشية زيارة هولاند "اننا لا نتدخل في هذه القضية" مضيفا انه "قد يتم التطرق" الى موضوع حقوق الانسان خلال المباحثات الثنائية.

التعليقات 0