متمردو القوات المسلحة الثورية يعلنون وقفا لاطلاق النار لمدة غير محددة في كولومبيا
Read this story in Englishاعلن متمردو القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) الاربعاء وقفا لاطلاق النار في البلاد لمدة غير محددة في خطوة غير مسبوقة منذ بدء عملية السلام، رحبت بها الحكومة الكولومبية التي تعارض اي هدنة عسكرية قبل اتفاق نهائي.
وقالت الرئاسة الكولومبية في بيان "انها بداية جيدة من اجل خفض لحدة القتال على الاراضي الوطنية يمكن ان يؤدي اذا توصلنا الى اتفاق لانهاء النزاع الى وقف ثنائي ونهائي لاطلاق النار ".
واعلن وفد فارك على مدونته في هافانا حيث تجري محادثات السلام منذ سنتين "قررنا اعلان وقف احادي الجانب لاطلاق النار ووقف المعارك لفترة غير محددة، يفترض أن يفضي الى هدنة" في النزاع الدائر منذ 50 سنة.
وكانت حركة التمرد الماركسية التي تعد الاقدم في اميركا اللاتينية وما زالت تضم ثمانية آلاف مقاتل، التزمت في الماضي وقف اطلاق النار لفترة موقتة في بعض اعياد الميلاد.
الا انها حذرت من ان هدنتها ستعلق "اذا تعرضت لهجمات من قبل القوات الحكومية" ودعت الى نشر مراقبين دوليين وهو شرط جديد في مفاوضاتها.
وقالت الحكومة الكولومبية في بيانها انها "لا تقبل بهذا الشرط" وتذكر بان "حماية المواطنين" هي "اوجب وطني".
وقال الخبير السياسي خايمي زولواغا الذي يدرس في الجامعة الوطنية في بوغوتا لوكالة فرانس برس ان "هذا الاعلان يشكل قرارا سياسيا اساسيا لفارك للتقدم باتجاه البحث عن نهاية للمواجهة حتى قبل توقيع اتفاق بشكل نهائي".
ودعت حركة التمرد هذه مرارا الى وقف متبادل لاطلاق النار كجزء من المحادثات لكن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس رفض ذلك بحجة ان المتمردين قد يستخدمونه لتعزيز صفوفهم وانه قد يطيل امد النزاع.
واسفر هذا النزاع عن مقتل اكثر من 220 الف شخص وتشريد اكثر من 5,3 ملايين شخص منذ تأسيس فارك في 1964 اثر ثورة للمزارعين.
وفي الثمانينات سمحت محاولة سابقة للحوار بالتوصل الى وقف لاطلاق النار من قبل المتمردين التزمت به حكومة بيليساريو بيتانكور حينذاك. لكن سلسلة اغتيالات لناشطين يساريين متطرفين ادت الى احباط التجربة.
ورأى خورخي ريستريبو مدير مركز الدراسات الكولومبي ان الاقتراح الحالي لفارك "فيه جانب خبيث اذ يلزم الحكومة بالرد على مبادرة السلام هذه". واضاف ان "الحكومة يمكن ان تجد مخرجا باعلانها تعليق العمليات الهجومية على فارك".
وتابع ان "ذلك لن يكون وقفا لاطلاق النار ثنائيا لان الحكومة لن تكون ملزمة مثلا بابقاء قواتها في الثكنات او التخلي عن عملياتها العسكرية لمراقبة الاراضي".
وبذلك تجد الحكومة نفسها محشورة من قبل المتمردين بعد الازمة الخطيرة التي شهدتها عملية السلام في الاشهر الاخيرة في اعقاب اسر جنرال في الجيش افرج عنه في 30 تشرين الثاني.
وسمح اطلاق سراح هذا الضابط باستئناف مفاوضات السلام التي علقت بمبادرة من سانتوس، وتعهد الجانبان حينها المساهمة "بخفض التوتر" في النزاع من اجل تسريع وتيرة المفاوضات.
وكان تم خلال الحوار التوصل الى اتفاقات جزئية بشان التنمية الريفية ومكافحة تهريب المخدرات ومشاركة حركة التمرد في الحياة السياسية بعد التوصل الى اتفاق عام.
وبعد تسوية مسالة التعويض للضحايا التي كانت تناقش قبيل تعليق الحوار، يبقى تحديد النهاية الفعلية للنزاع وبنود التصديق على اتفاق سلام شامل محتمل.
وقال ريستريبو "ما زال هناك الكثير من الامور التي يجب التفاوض حولها وقرار المتمردين لا يقدم اي ضمانة لنهاية النزاع لكنه مع ذلك يشكل تقدما".
واحيا اعلان المتمردين وقف اطلاق النار مخاوف معارضي عملية السلام الجارية في كولومبيا الذين يقودهم الرئيس السابق الفارو اوريبي الذي ما زال يتمتع بشعبية رغم موقفه الحازم من فارك.
وكتب اوريبي على موقع تويتر بعد اعلان فارك امس انه "ابتزاز"، معتبرا ان حركة التمرد تريد ان يبقى الجيش "هادئا لتعزز مواقعها" او "لتحميله مسؤولية استمرار العنف".