مجلس الامن الدولي يوجه انتقادات لبيونغ يانغ حول حقوق الانسان

Read this story in English W460

تعرضت كوريا الشمالية لسيل من الانتقادات الاثنين خلال جلسة لمجلس الامن الدولي بعد اتهامها من قبل الولايات المتحدة بانها تفرض "كابوسا" على سكانها.

ونددت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باول بالنظام الدكتاتوري الشيوعي الحاكم في بيونغ يانغ خلال الجلسة المخصصة لملف حقوق الانسان في كوريا الشمالية.

واشارت باور الى شهادات معتقلين سابقين في معسكرات كورية شمالية تحدثوا فيها عن "اعمال وحشية" مثل اضطرار معتقلين الى اكل جذور نباتات وفئران حتى لا يموتوا جوعا وتعرضهم للتعذيب والاغتصاب و"لعقوبات سادية". وختمت باور بالقول ان هذه الشهادات "دليل على ان الكوريين الشماليين يعيشون كابوسا".

واحصت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة بين 80 و120 الف معتقل في المعسكرات الكورية الشمالية.

واضافت باور ان هذه الممارسات تشكل "تهديدا للسلام والامن الدوليين". وتابعت ان على "مجلس الامن الدولي استعراض وضع حقوق الانسان في كوريا الشمالية بانتظام"، بعد هذه الجلسة الاولى "طالما مثل هذه الجرائم لا تزال ترتكب".

وطلبت ان "يدرس المجلس توصية" الجمعية العامة للامم المتحدة بتقديم شكوى امام المحكمة الجنائية الدولية ضد كوريا الشمالية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وهذه المطالب دعمتها دول غربية اخرى مثل فرنسا واستراليا وبريطانيا، الا ان الصين حليفة بيونغ يانغ يمكن ان تلجا الى الفيتو لاعتراض رفع اي شكوى امام المحكمة الجنائية الدولية، بحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة.

وندد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر ب"الالية الرهيبة التي يستخدمها النظام الكوري الشمالي لاستعباد شعبه".

واضاف دولاتر "مجلس الامن اجتمع اخيرا لسماع استغاثة ضحايا هذا النظام الدموي". وتابع "يجب ان يحاسب المسؤولون عن هذا الرعب وفي مقدمتهم السلطات الكورية الشمالية على افعالهم امام القضاء".

وذكر بان بيونغ يانغ "دولة مارقة" وتخضع لعقوبات دولية بسبب قيامها بتجارب لصواريخ بالستية ونووية.

من جهته، اعتبر السفير البريطاني مارك لايل غرانت ان لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة "فتحت اعين" الاسرة الدولية.

وردت كوريا الشمالية على الانتقادات بالتلويح بالرد وبرفضها المشاركة في جلسة مجلس الامن.

واعتبر السفير الكوري الجنوبي اوه جون ان الجلسة لها صدى خاص "لان ملايين الكوريين الجنوبيين لديهم اقارب في الشمال... ونحن نتاثر كثيرا عندما نقرا الشهادات التي جمعتها" الامم المتحدة.

واعتبر ان رفع شكوى امام المحكمة الجنائية الدولية "ليس السبيل الوحيد" الممكن، ولا بد من السعي الى "تعاون مع كوريا الشمالية حول حقوق الانسان".

وحاولت الصين ان تعارض انعقاد الجلسة دون جلسة الا ان 11 عضوا وافقوا في تصويت اجرائي على عقد الاجتماع مقابل صوتين هما الصين وروسيا وامتناع تشاد ونيجيريا عن التصويت.

واشار السفير الصيني ليو جياي الى ان على مجلس الامن "ان يمتنع عن اي عمل من شانه تصعيد التوتر".

كما اعتبر السفير الروسي ان حقوق الانسان ليست من صلاحية مجلس الامن وان مثل هذه الجلسة "لن يكون لها سوى تاثير سلبي".

ومع ان مجلس الامن لم يصدر عنه اي قرار، الا ان جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان اعتبرت ان هذه المبادرة تشكل منعطفا.

وصرح المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث "اليوم حذر مجلس الامن الدولي بيونغ يانغ من ان عقود الوحشية ضد شعبها يجب ان تتوقف".

ولم تتطرق باور سوى لماما الى القرصنة المعلوماتية التي تعرضت لها سوني ونسبتها واشنطن الى كوريا الشمالية. وقالت "يبدو ان النظام الكوري الشمالي الذي لا يكتفي بحرمان شعبه من حرية التعبير، بات يريد منع امتنا ايضا من التمتع بهذه الحرية الاساسية".

وقررت شركة سوني التي تعرضت لقرصنة واسعة وتهديدات العدول عن عرض فيلم كوميدي يتناول مؤامرة خيالية ضد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون.

والاثنين، انقطع الانترنت في كوريا الشمالية واشار خبراء في المعلوماتية الى امكان تعرض البلاد لرد اميركي.

التعليقات 0