ادانة دولية واسعة للهجوم "الارهابي" غير المسبوق على "شارلي ايبدو"
Read this story in Englishأعرب عدد كبير من قادة الدول عن ادانتهم الشديدة للهجوم "الارهابي" و"البربري" الاربعاء على مقر الصحيفة الاسبوعية شارلي ايبدو الساخرة في باريس ما ادى الى مقتل 12 شخصا على الاقل، مع ترجيح فرضية ضلوع اسلاميين متشددين بالهجوم.
وادان مجلس الامن الدولي الهجوم الذي وصفه ب"الهجمي الارهابي الجبان" مؤكدا ان اعضاء المجلس "يدينون بشدة الهجوم الارهابي الذي لا يمكن التساهل معه، واستهدف صحافيين وصحيفة".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اول المنددين بالهجوم "الارهابي الشنيع" معبرا عن تضامنه مع فرنسا في معركتها ضد الارهاب.
وقال كاميرون ان "الجرائم التي ارتكبت في باريس شنيعة. ونحن نقف الى جانب الشعب الفرنسي في معركته ضد الارهاب ومن اجل الدفاع عن حرية الصحافة".
كما دان الرئيس الاميركي باراك اوباما الهجوم الذي وصفه بانه "ارهابي".
وقال اوباما "نحن على اتصال بالمسؤولين الفرنسيين، وقد اوعزت الى ادارتي بتقديم المساعدة المطلوبة لاحضار الارهابيين امام العدالة".
وفي واشنطن، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري تضامن بلاده قائلا بالفرنسية "اريد ان اتوجه مباشرة الى الباريسيين والى كل الفرنسيين لاقول لهم ان جميع الاميركيين يقفون الى جانبكم".
وفي انقرة، نددت الحكومة التركية الاسلامية المحافظة بالهجوم الا انها حذرت في الوقت نفسه من خطر الاسلاموفوبيا.
وقال وزير الخارجية مولود شاويش "نندد بكل حزم بالارهاب. نحن ضد الارهاب بجميع اشكاله بغض النظر عن مصدره ودوافعه" لكنه انتقد "العنصرية" و"كراهية الاجانب" و"الاسلاموفوبيا" في اوروبا داعيا الى مكافحتها بطريقة موحدة.
و دانت ايران الاربعاء الاعتداء الذي استهدف شارلي ايبدو، معتبرة أن "اي عمل ارهابي يستهدف ابرياء غريب عن فكر وتعاليم الاسلام".
وقالت مرضية افخم المتحدثة باسم الخارجية الايرانية حسب ما نقلت عنها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) ان هذه الاعمال "هي استمرار لموجة تشدد وعنف جسدي ونفسي لا مثيل له انتشر في العالم خلال السنوات العشر الماضية".
الا انها اعتبرت ان هذه الاعمال تسببت بها ايضا "السياسات السيئة وسياسة الكيل بمكيالين بمواجهة اعمال العنف والتطرف".
وتطرقت المتحدثة الايرانية الى مسالة نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبي محمد من قبل شارلي ايبدو وغيرها من الصحف الاوروبية فقالت "ان استخدام حرية التعبير واهانة الديانات السماوية وقيمها ورموزها غير مقبول".
قد اوقع الهجوم برشاش وقاذفة صواريخ شنه ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين ملثمين على مقر صحيفة شارلي ايبدو 12 قتيلا بينهم شرطيان، بالاضافة الى 11 جريحا، في عملية غير مسبوقة ضد وسيلة اعلام في فرنسا.
وبين القتلى اشهر رسامي الكاريكاتور في الاسبوعية الساخرة هم شارب وكابو وولينسكي وتينوس.
والاعتداء هو الاكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما على الاقل.
ونقل مصدر في الشرطة الفرنسية عن شهود عيان ان منفذي الهجوم هتفوا "انتقمنا للنبي".
وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ الى سطح بناء ووضعه على الانترنت موقع فرانس تلفزيون العام يسمع رجل يهتف "الله اكبر الله اكبر" بين عدة عيارات نارية.
وفي القاهرة، دان الازهر الهجوم "الاجرامي" مؤكدا ان "الاسلام يرفض اي اعمال عنف" بينما اعلنت الجامعة العربية انها "تندد بشدة بهذا الهجوم الارهابي".
من جهته، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تعزية الى هولاند يدين فيها ب"حزم" الهجوم "الارهابي".
وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان "موسكو تدين بحزم الارهاب بجميع اشكاله. ونظرا للحادث الماسوي في باريس، يقدم الرئيس بوتين تعازيه الحارة الى عائلات الضحايا وكافة الشعب الفرنسي".
بدورها، نددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في رسالة تعزية الى الرئيس الفرنسي بالهجوم ووصفته بانه "حقير".
وقالت ميركل "اصبت بالصدمة فور معرفتي بالهجوم الحقير على الصحيفة في باريس".
في روما زار رئيس الحكومة ماتيو رنزي مقر السفارة الفرنسية في العاصمة الايطالية واعلن بالفرنسية "نحن جميعا فرنسيون لاننا نعتبر ان الحرية هي علة الوجود الوحيدة لاوروبا وللمواطنين الاوروبيين".
وفي كندا، ندد رئيس الوزراء ستيفن هاربر بالهجوم "الارهابي البربري" وكتب على حسابه في تويتر "لقد روعني هذا العمل الارهابي البربري"، مضيفا " ان "افكار الكنديين وصلواتهم هي مع الضحايا وعائلاتهم".
كما ندد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بالهجوم "البربري الذي لا يطاق".
وقال في بيان "اصبت بالصدمة جراء الهجوم الوحشي وغير الانساني على مقر شارلي ايبدو. انه عمل بربري لا يطاف".
ووصفت مدريد الهجوم بانه "عمل ارهابي جبان وخسيس".
واعربت الحكومة الاسبانية عن "تعازيها باسم الشعب الاسباني وادانتها الشديدة" مشيرة الى "دفاعها اليوم اكثر من اي وقت مضى عن حرية الصحافة".
وفي بغداد، دان رئيس الوزراء حيدر العبادي الهجوم الارهابي" مشيرا الى ان العراق "عانى الامرّين على يد الجماعات الارهابية".
وفي عمان، دانت الحكومة الاردنية "الهجوم الارهابي" ووصفته بانه "اعتداء على المبادئ والقيم السامية، كما انه اعتداء على فرنسا الصديقة".
كما اعربت قطر عن ادانتها "الشديدة" معتبرة ان "مثل هذه الأعمال التي تستهدف المدنيين العزل تتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية".
ودان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرئسه رجل الدين القطري من اصل مصري يوسف القرضاوي "الهجوم الاثم" بغض النظر عن مرتكبيه او الجهة التي تقف وراءه.
وفي ابو ظبي، ادانت الامارات الهجوم "الارهابي الغادر" وشددت على أن "مثل هذه الأعمال الإجرامية المفجعة تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لإستئصال هذه الظاهرة التي تسعى إلى نشر الدمار و الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار."
وفي تونس، دانت الحكومة بشدة الهجوم "الإرهابي الجبان" وجددت دعوتها "المجموعة الدولية لمزيد التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة الارهاب التي تستهدف الامن والاستقرار في العالم".
من جهته، ندد وزير الخارجية في الحكومة الليبية التي يعترف بها المجتمع الدولي محمد دايري ب"الاعتداء الجبان" مؤكدا ان مكافة الارهاب قضية مشتركة مع فرنسا".
وفي فرنسا، دان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الهجوم واكد "باسم لمسلمين في فرنسا" انه عمل "بربري بالغ الخطورة وهجوم على الديموقراطية وحرية الصحافة".
وفي بيان منفصل ندد اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا القريب من جماعة الاخوان المسلمين ب"اشد العبارات بالهجوم المجرم وعمليات القتل المرعبة".
بدوره، قال الحاخام الاكبر للطائفة اليهودية حاييم كورسية لفرانس برس انه "وقت الحزن يجب ان نجتمع كلنا".
واضاف "نحن بحاجة في هذا الوقت الى الوحدة الوطنية وان ندافع عن الحريات وضمنها حرية التعبير (...) بعدها يجب ان يكون هناك رد قوي من الحكومة كونها القوة الشرعية التي يجب ان تسيطر على العنف في مجتمع ديموقراطي".
كما ادانت الطبقة السياسية في فرنسا بكافة اطيافها الهجوم.
وقد قرر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس رفع مستوى الانذار في باريس وضواحيها الى الحد الاقصى اي "انذار بوقوع هجمات".
من جانب اخر، اعلنت رئاسة الحكومة الفرنسية استخدام "كل الوسائل" من اجل "كشف واعتقال" مهاجمي شارلي ايبدو مشيرة الى انها وضعت وسائل الاعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة".
وعية الساخرة تلقت عدة تهديدات في السابق منذ ان نشرت رسوما كاريكاتورية تتعلق بالنبي محمد عام 2006.
وفي تشرين الثاني 2011 احرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية انذاك "اعتداء".