اجتماع امني في قصر الاليزيه غداة اكبر تعبئة في فرنسا رفضا للارهاب
Read this story in Englishيعقد اجتماع قمة مخصص للامن الداخلي صباح الاثنين في قصر الاليزيه غداة تعبئة تاريخية في باريس وكل انحاء فرنسا ضد الارهاب الذي ضرب البلاد في الايام الاخيرة.
وفي مواجهة مخاطر اكبر من اي وقت مضى بوقوع اعتداءات جديدة يجمع الرئيس فرنسوا هولاند حوله رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف ووزيرة العدل كريستيان توبيرا وكذلك مسؤولي الاجهزة الامنية.
وكان هولاند حذر الجمعة بان "فرنسا لم تنته من التهديدات" فيما اقرت الحكومة بوجود "ثغرات" في الامن في وقت تحركت فرنسا في عدة عمليات ضد الجهاديين.
ونزل مد بشري قياسي الاحد الى الشوارع فاق عدده 3,7 مليون نسمة، بينهم 1,2 الى 1,6 مليون في باريس وحدها بحسب وزارة الداخلية، وساروا وسط الدموع والابتسامات بدون ان يسجل اي حادث تعبيرا عن رفضهم الارهاب الاسلامي الذي ضرب قلب العاصمة على مدى ثلاثة ايام.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات "انا شارلي" وكذلك "انا يهودي" و"انا شرطي" و"انا مسلم" في اشارة الى القتلى ال17 ضحايا الاعتداءين على صحيفة شارلي ايبدو الهزلية وعملية احتجاز الرهائن في متجر الاطعمة اليهودية.
وكانت المسيرة تهدف بالاساس الى تكريم ذكرى الضحايا ال17 الذين قتلهم الجهاديون الثلاثة وبينهم 12 سقطوا في المجزرة التي وقعت الاربعاء في صحيفة شارلي ايبدو بينهم اربعة من اشهر رسامي الكاريكاتور وشرطيان والشرطية الشابة التي قتلت الخميس واربعة يهود قتلوا الجمعة في متجر الاطعمة.
غير انها كانت غير مسبوقة من حيث بعدها العالمي ومشهد القادة الاجانب يسيرون جنبا الى جنب مشبوكي الايدي على مسافة مئات الامتار، يتوسطهم الرئيس فرنسوا هولاند يحيط به المالي ابراهيم بوبكر كيتا والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفلسطيني محمود عباس تفصله امتار قليلة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، والبريطاني ديفيد كاميرون وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني والايطالي ماتيو رنزي، وغيرهم.
وصفقت الحشود للقادة عند انضمامهم الى المسيرة ثم لزموا دقيقة صمت قبل ان يغادروا التظاهرة ويعودوا الى قصر الاليزيه.
وحيا هولاند مطولا عائلات الضحايا واقرباءهم الذين كانوا في مقدم الموكب ثم زار عائلة احمد مرابط الشرطي المسلم الذي قتله المهاجمان بدم بارد الاربعاء بعد الاعتداء على شارلي ايبدو.
واعلن الرئيس الفرنسي الاحد "باريس اليوم عاصمة العالم. البلاد برمتها سترتقي الى افضل ما لديها"، قبل ان ينضم الى المتظاهرين الذين رفعوا شعارات منها "ارفعوا اقلامكم" و"حرية، مساواة، ارسموا، اكتبوا".
"انا شارلي، انا يهودي، انا شرطي" ذلك الشعار اختصر التكريم لضحايا الاعتداءات ال17.
وفي ساحة لا ريبوبليك رفع المتظاهرون اعلاما فرنسية انما كذلك فلسطينية وتونسية ولبنانية واوكرانية الجمهورية وعمت مشاعر التضامن والتاثر.
وتخللت التظاهرة مشاهد غير اعتيادية حيث صفقت الحشود مطولا لقوات الامن وحيتها على طول مسيرتها.
غير ان البعض رفض التظاهر لاسباب مختلفة "حتى لا نعطي الجهاديين اهمية" و"تنديدا بتسييس" التظاهرة و"بدافع الخوف" او لانهم لا يوافقون على خط صحيفة شارلي ايبدو التي كانت تسخر من الاديان ونشرت مرارا في السنوات الاخيرة رسوما كاريكاتورية عن النبي محمد، وقد امتنع الوفد المغربي عن المشاركة في التظاهرة "بسبب رفع رسوم مسيئة للنبي".
كما شهدت العديد من المدن الفرنسية تعبئة غير مسبوقة ومنها ليون (وسط شرق) حيث تظاهر 300 الف شخص ما يوازي ربع سكان المدينة.
وجرت تظاهرات دعم ايضا في العديد من العواصم الاوروبية والاميركية في مدريد ولندن وبروكسل وبرلين وواشنطن ومونتريال.
وفي المساء زار هولاند ونتانياهو كنيس باريس الكبير حيث تم استقبالهما بالتصفيق قبل ان يشاركا في مراسم تابين "كل ضحايا" اعتداءات باريس.
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اثار الاستياء في باريس بدعوته يهود فرنسا الى القدوم الى اسرائيل، انه يثمن "موقف (فرنسا) الشديد الحزم" ضد "معاداة السامية الجديدة" والارهاب وشكر موظفا مسلما في المتجر انقذ حياة رهائن الجمعة اذ خبأهم على الخاطف.
من جهة اخرى يحرز المحققون تقدما في تحقيقاتهم حول احمدي كوليبالي احد الجهاديين الثلاثة الذين نفذوا الاعتداءات الاخيرة.
وكوليبالي هو منفذ عملية احتجاز الرهائن في متجر الاطعمة اليهودية في شرق باريس وقتل الشرطية في مونروج بضاحية باريس القريبة كما يشتبه بانهم اطلق النار الاربعاء على شخص واصابه بجروح بالغة.
وعقد مؤتمر دولي حول الارهاب بشكل طارئ صباح الاحد في باريس دعا خلاله وزراء الداخلية الاوروبيون والاميركي الى تشديد اجراءات مراقبة التنقلات على حدود الاتحاد الاوروبي الخارجية واعلن وزير العدل الاميركي اريك هولدر عن عقد قمة لمكافحة التطرف في 18 شباط/فبراير في الولايات المتحدة.
وقبل ان يقتلهم عناصر الكومندوس الفرنسيون الجمعة، اعلن الشقيقان شريف وسعيد كواشي منفذا المجزرة في صحيفة شارلي ايبدو انتماءهما الى تنظيم القاعدة، فيما اعلن احمدي كوليبالي انتماءه لتنظيم "الدولة الاسلامية".
غير ان اريك هولدر صرح الاحد انه "لا توجد معلومات موثوقة" حتى الان تؤكد وقوف تنظيم القاعدة او تنظيم "الدولة الاسلامية" وراء الاعتداءات.