نهاية "سايبروس ايرويز" صدمة جديدة لقبرص الغارقة في الركود

Read this story in English W460

عززت النهاية المفاجئة لشركة الخطوط الجوية القبرصية "سايبروس ايرويز" التي كان يعمل بها 560 موظفا المخاوف في قبرص حيث بلغ معدل البطالة مستويات قياسية مع حالة الركود الاقتصادي.

وابدى نحو 300 من موظفي الشركة الاثنين "حزنهم وغضبهم" على الحكومة وعلى ادارة الخطوط الجوية القبرصية المتهمة بسؤ الادارة.

واغلقت الشركة ابوابها الجمعة بقرار من السلطات التي اعتبرت انها عاجزة عن تسديد 65 مليون يورو من المساعدات العامة تطالب بها المفوضية الاوروبية.

ماريوس خريستودولوس يقول لفرانس برس والدموع في عينيه "امضيت 23 عاما في هذه الشركة. كانت كل حياتي" مضيفا "لم يعد لي مستقبل في قبرص" ولا في الخارج في مجال الطيران. وتساءل "من الذي يقبل تشغيل مضيف جوي في الثالثة والاربعين من العمر" معربا عن قلقه على مستقبل ابنائه الثلاثة الذين يبلغ اصغرهم الرابعة واكبرهم ال18.

هذا القلق تشعر به ماريا التي كانت تعمل في قسم حجز التذاكر في الشركة والتي قالت لفرانس برس وهي تبكي ايضا "ابلغ الخمسين من العمر، الى اين اذهب الان؟".

معدل البطالة في الجزيرة بلغ في الواقع "16% وهو رقم ضخم يجعل قبرص في المرتبة الثالثة في الاتحاد الاوروبي بعد اسبانيا واليونان" كما اوضح استاذ الاقتصاد في جامعة قبرص ميخاليس ميخايل.

كانت قبرص على وشك الافلاس عندما وافقت عام 2013 على خطة انقاذ بقيمة عشرة مليارات يورو مرفقة بشروط صارمة.

وهي حاليا تعاني من ركود اقتصادي بعد ما واجهته من صعوبات وخاصة بعد اغلاق ثاني بنك في الجزيرة "لاييكي بنك" وفرض قيود على 47% من الحسابات التي تزيد عن مائة الف يورو في اكبر بنوكها "بنك اوف سايبروس" وخفض الرواتب في القطاعين العام والخاص وزيادة الضرائب.

ادى ذلك ايضا الى ارتفاع كبير في نسبة البطالة. ويذكر ميخاليس بان هذه النسبة "كانت 4% قبل اربع سنوات ولم تزد عن 5% لسنوات طويلة".

كان لهذه الظاهرة تاثير التسونامي في الجزيرة التي غادرها الكثير من الاجانب بعد ان اصبحوا بلا عمل والتي اغلقت اكثر متاجرها ابوابها الواحد تلو الاخر. هكذا خيمت الكآبة على جادة ماكاريوس او "شانزليزيه" نيقوسيا سابقا بعد اغلاق معظم المقاهي والمتاجر التي كانت تزخر بها لتجعل الحركة  لا تهدأ فيها حتى ساعة متاخرة من الليل.

وبعد تراجع اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 6% عام 2013 سجل تراجعا اضافيا بنسبة 2,8% عام 2014 ليقترب من الصفر هذا العام.

جاءت التوترات بين اوكرانيا وروسيا، التي تدهورت عملتها كثيرا، لتزيد من معاناة الجزيرة مع تهديد الاستثمارات الروسية المستقبلية التي تعد حيوية لقبرص التي يشكل  الروس القسم الاكبر من سياحها.

قطاع السياحة، وهو من القطاعات القليلة التي لا تزال مزدهرة، يمكن ايضا ان يتاثر باغلاق الخطوط القبرصية.

يرى ميخاليس انه من المرجح ان تقوم شركات اخرى بشغل الفراغ الذي تركته "سايبروس ايرويز" وان توظف بعضها قسم من موظفيها ما يدعوه الى الاعتقاد بان هذا التاثير سيكون محدودا.

الموظفون الذين يطالبون باعادة تشغيلهم في حال انشاء شركة طيران وطنية جديدة يؤكدون انهم قبلوا منذ عام 2005 عدة تخفيضات لرواتبهم املا في "انقاذ" الشركة التي انشئت عام 1947 والتي كانت صرفت بالفعل نحو 500 موظف منذ 2013.

الطيار اندرياس خريستودولو يندد ب"مجلس ادارة من الهواة. الذين لم يكونوا يعرفون شيئا عن قطاع الطيران" واتهمهم بالابقاء على "خطوط غير مربحة" مثل خط جدة السعودية، وعلى عدد كبير من الموظفين "لاسباب سياسية".

ميخاليس يؤكد ان "الفساد" و"عدم اتخاذ اجراءات جادة لتحسين عائدات سايبروس ايرويز" اغرقا الشركة في الديون.

وفي حين تتضمن خطة انقاذ الجزيرة خصخصة عدد من المؤسسات العامة حذر الكابتن خريستودولو من ان "اليوم الدور كان علينا" لكن "عاجلا ام اجلا" سياتي الدور على العاملين في هيئة الاتصالات وفي هيئة الكهرباء.

التعليقات 0