استقالة الرئيس اليمني والحكومة و4 محافظات في الجنوب ترفض تلقي اي امر عسكري من صنعاء
Read this story in English
قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته مساء الخميس بحسب مستشاره سلطان العطواني في حين تعصف ازمة سياسية حادة بهذا البلد.
وفي الرسالة الموجهة الى البرلمان الذي رفض الاستقالة، برر هادي قراره بـ"بالمستجدات التي ظهرت منذ 21 ايلول (دخول الميليشيا الشيعية الى صنعاء) على سير العملية الانتقالية للسلطة سلميا والتي حرصنا جميعا على ان تتم بسلاسة".
ودعا البرلمان اليمني الى جلسة طارئة صباح الجمعة لبحث الازمة السياسية، بحسب ما افاد مسؤول يمني رفيع.
وقال هذا المسؤول لـ"فرانس برس"، رافضا كشف هويته ان "مجلس النواب، ممثلا برئيسه يحيى الراعي، رفض استقالة الرئيس وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة".
وتأتي استقالة منصور هادي التي أكدها مستشارون رئاسيون اخرون بعد استقالة حكومة خالد بحاح في وقت تعزز فيه الميلشيا الشيعية سيطرتها على صنعاء في الايام الاخيرة.
وقال مصدر حكومي ان "الحكومة التي يتراسها خالد بحاح قدمت استقالتها الى الرئيس" من دون ان يوضح ما اذا كان الاخير قبل الاستقالة.
و بحسب بيان للجنة الامنية في هذه المحافظات مساء الخميس، قررت اربع محافظات جنوبية في اليمن بينها عدن رفض تلقي اوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الامن.
واكدت اللجنة المكلفة الشؤون الامنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وابين الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي انها اتخذت هذا القرار اثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.
وما زال المسلحون الشيعة منتشرين في كل انحاء صنعاء الخميس على رغم التزامهم بالانسحاب من القطاعات الرئيسية في مقابل تنازلات سياسية من جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وعلى رغم ان اتفاق الخروج من الازمة الذي تم التوصل اليه مساء الاربعاء ينص على تطبيقه فورا، ما زالت ميليشيا انصار الله الشيعية تحاصر العاصمة الخميس.
وما زال التوتر واضحا في عدد كبير من الاحياء، لكن المتاجر فتحت ابوابها بعد معارك بداية الاسبوع، كما ذكر مراسل وكالة "فرانس برس".
وفي شمال المدينة، تظاهر مئات الاشخاص امام جامعة صنعاء، رافعين شعار "لا للانقلابات". واحتشد آخرون بالقرب من مقر اقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي للتعبر عن تضامنهم معه.
وقد استولت الميليشيا الشيعية التي دخلت صنعاء في 21 ايلول، على القطاعات الاساسية في العاصمة هذا الاسبوع، واحكم عناصرها الطوق حول الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد معارك مع قوات حكومية اسفرت عمن 35 قتيلا و94 جريحا.
ويفيد اتفاق النقاط التسع الذي اعلن مساء الاربعاء، ان عناصر الميليشيات تعهدوا بالانسحاب من القصر الرئاسي الذي اقتحموه، وكذلك من "كل المواقع التي تشرف على مقر اقامة الرئيس".
ووعد الحوثيون ايضا بالانسحاب من منطقة سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في وسط المدينة، وبالافراج عن مدير مكتب الرئيس احمد عوض بن مبارك الذي خطف السبت.
لكن مسؤولا في الرئاسة قال لوكالة "فرانس برس" ان بن مبارك "لم يفرج عنه بعد".
وفي مقابل هذه الالتزامات، قدم الرئيس اليمني تنازلات مهمة، وقال بعض الخبراء ان الرئيس قدم تنازلات "تحت التهديد".
وسيكون ممكنا "ادخال تعديلات" على مشروع الدستور الذي كان ينص حتى الان على صيغة فدرالية تتضمن ستة أقاليم يرفضها الحوثيون.
كذلك بات يحق للحوثيين والحراك الجنوبي والفصائل السياسية الاخرى "المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة تعيينهم في هذه المؤسسات".
واعتبرت الولايات المتحدة، حليفة صنعاء مساء الاربعاء ان الرئيس اليمني ارغم على الموافقة على "معظم مطالب" الحوثيين.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان عناصر الميليشيات يعتبرون عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن.
وتعتبر واشنطن حكومة صنعاء حليفا استراتيجيا في التصدي لتنظيم القاعدة. وتقدم لها الولايات المتحدة مساعدة عسكرية وتستخدم طائرات من دون طيار لتوجيه ضربات الى مسؤولي القاعدة.
وذكر مندوب للامم المتحدة ان الامم المتحدة لم تشارك في المفاوضات التي افضت الى اتفاق بين الرئيس اليمني والحوثيين.
الا ان مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر سيرأس مساء الخميس اجتماعا لابرز الفصائل السياسية اليمنية، كما ذكر مكتبه في صنعاء.
وقد قدم الرئيس اليمني تنازلات فيما كانت البلدان العربية الخليجية الست المجاورة التي اجتمعت الاربعاء في الرياض، تعلن عن دعمه الاكيد وتنتقد "انقلاب" الحوثيين.
وكانت هذه البلدان تولت مع الامم المتحدة وبلدان غربية، رعاية الاتفاق السياسي الذي اتاح في 2012 تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتسلم عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم، والذي ينص على انتقال سياسي في اليمن.
وفي مناخ الازمة الشاملة، يمكن ان تؤدي بؤرة توتر اخرى الى موجة جديدة من اعمال العنف.
فقد قتل الخميس مسلحان ينتميان الى القبائل السنية في محافظة مأرب شرق صنعاء، في كمين نصبه عناصر ميليشيات شيعية، كما اكد مصدر قبلي، مشيرا الى سقوط عدد غير محدد من القتلى بين الحوثيين.
وكان زعيم الميليشيا الشيعية عبد الملك الحوثي، هدد في الرابع من كانون الثاني بالاستيلاء على هذه المحافظة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يطمع بها انصاره منذ سيطرتهم على العاصمة في ايلول.
لكن القبائل السنية في هذه المنطقة التي ينتشر فيها تنظيم القاعدة ايضا، تؤكد باستمرار انها ستتصدى لهم بالقوة.
وارسلت قبائل سنية اخرى في مناطق اخرى من اليمن تعزيزات الى مأرب التي طرح وضعها الامني في الاتفاق المعقود مساء الاربعاء والذي ينص على تدابير امنية لخفض حدة التوتر فيها.

It has become like Lebanon whereby the State is a figure of speech, the streets and institutions controlled by armed and sectarian militia, and all decisions are to be arrived at by dialogue at gun point instead of by the constitution and the the laws.