واشنطن وهافانا لم تحددا مهلة لاعادة فتح سفارتيهما
Read this story in Englishلم يتمكن الكوبيون والاميركيون الخميس من تحديد مهلة لاعادة فتح سفارتيهما، لكنهم اعلنوا انهم سيجتمعون مجددا قريبا في محاولة لجعل اعادة علاقاتهما الدبلوماسية امرا ملموسا.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي روبرتا جاكوبسون للصحافيين "لا يمكنني ان احدد متى سيحصل ذلك. نعمل جميعا على هذه الموضوعات باسرع ما نستطيع و(سنعيد فتح السفارة) ما ان نتمكن من معالجة كل الموضوعات العملية التي نحتاج الى تناولها".
من جهتها، اوضحت مديرة القسم المكلف الولايات المتحدة في وزارة الخارجية الكوبية جوزيفينا فيدال ان الجانبين سيجتمعان مجددا "في موعد قريب" لم يحدد بعد. واضافت "لا يمكنني ان اقول لكم ما اذا كانت اجتماعات اخرى ستكون ضرورية بعد هذا الاجتماع".
واكدت جاكوبسون ان المناقشات كانت "ايجابية وبناءة"، مضيفة "هذه القضايا التي تشكل جزءا من عملية تطبيع اوسع معقدة وتعكس الخلافات العميقة بين بلدينا" لكن "مناقشتها ستتواصل".
وتابعت "علينا ان نتجاوز اكثر من خمسين عاما من العلاقات التي لم تكن تستند الى الثقة".
ولكن قبل التطرق الى عودة السفيرين الى كلا البلدين، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الثلاثاء في واشنطن من ضرورة البحث في عدة قضايا تخص القيود المفروضة على "قسم المصالح" القائم بين البلدين منذ 1977.
ومن بين المواضيع التي يوليها الاميركيون اهمية خاصة رفع القيود المفروضة على تنقل الدبلوماسيين داخل الاراضي الكوبية وعلى عدد الموظفين الدبلوماسيين المعتمدين.
وذكر كيري بان واشنطن تطالب "برفع القيود على تجهيز بعثتنا (الدبلوماسية) كي نتمكن من تشغيلها كما ينبغي" وكذلك الوصول بدون قيود الى قسم المصالح في هافانا، مشيرا الى امكانية قيام كوبا بالمثل في واشنطن.
وفي هافانا تحدث الوفد الكوبي الثلاثاء عن الصعوبات المالية التي تواجهها البعثة الكوبية في واشنطن بسبب القيود المرتبطة بالحصار الاميركي المفروض على كوبا منذ 1962.
وذكرت وزارة الخارجية الكوبية مساء الثلاثاء ان "قريبا ستمر سنة على القسم القنصلي" دون ان يتمكن من الاستفادة من خدمات مصرفية الامر الذي "يتسبب في بلبلة كبيرة لاجهزته".
وتوقف هذا القسم بين شباط وايار/مايو 2014 عن تسليم جوازات السفر للكوبيين المقيمين في الولايات المتحدة بسبب عدم تمكنه من التعامل مع اي مصرف مستعد للتكفل بحساباته المالية.
وعلى غرار الدبلوماسيين الاميركيين في كوبا، يخضع الكوبيون المرسلون الى واشنطن للعديد من القيود لا سيما ضرورة الحصول على اذن لمغادرة واشنطن. واوضح كيري انها مفاوضات تقتضي "توافقا متبادلا" معربا عن تفاؤله وعن استعداده "لزيارة كوبا لتدشين سفارة رسميا" لكن فقط "عندما يكون الوقت مناسبا".
ولم تثمر الاربعاء الجلسة الاولى المغلقة للمباحثات التي تناولت اعادة النظر في اتفاقية الهجرة الموقعة في 1994، اي اتفاق.
وذكر الوفد الكوبي باستيائه من الامتيازات التي تمنحها الولايات المتحدة للمهاجرين الكوبيين القادمين الى اراضيها في حين اكد الاميركيون عزمهم على الاستمرار على هذه السياسة.
واعتبر ارتورو لوبيث ليفي استاذ العلاقات الدولية في جامعة نيويورك لفرانس برس انه "مع ان هافانا وواشنطن ليس لديهما هدف مشترك على المدى الطويل، الا انهما على الطريق نفسه".
وحضرت جاكوبسون وهي اول مسؤولة اميركية من هذا المستوى تطأ قدماها الاراضي الكوبية منذ ادارة جيمي كارتر، مساء الاربعاء "عشاء عمل" مع قياديين من النظام الشيوعي لارساء الاسس لحوار الخميس.
ولم يتسن لمصدر اميركي اتصلت به فرانس برس ان يوضح ما اذا كان من المتوقع ان تلتقي المسؤولة الرئيس راوول كاسترو قبل رحيلها السبت.
وادرج على برنامجها الجمعة لقاء مع ممثلي المجتمع المدني بمن فيهم منشقون، وذلك لاظهار اهتمام واشنطن بوضع حقوق الانسان في صلب هذا التواصل التاريخي.
وقال مسؤول اميركي لفرانس برس "انها من الامور التي نريد التحدث فيها وهي مهمة جدا بالنسبة لنا".
ورحبت اغلبية كبيرة من الاميركيين بهذا التغيير السياسي تجاه كوبا المعلن في منتصف كانون الاول، لكن النواب الجمهوريين وقسما من المنشقين الكوبيين ينتقدون واشنطن لانها لم تنتزع شيئا في المقابل في مجال الانفتاح السياسي والحقوق المدنية.
ووعد الرئيس باراك اوباما بان يعرض على الكونغرس رفع الحظر وعمد الاسبوع الماضي الى رفع سلسلة من القيود التجارية والمالية على الرحلات، في حين افرجت هافانا من جانبها عن 53 معتقلا سياسيا مدرجين على اللائحة التي سلمتها الولايات المتحدة.