السلطات تتراجع امام الاحتجاجات الشعبية على تعديل القانون الانتخابي في الكونغو الديموقراطية
Read this story in Englishاعلن معسكر الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا شطب مادة مثيرة للجدل من مشروع قانون انتخابي ادى الى اعمال عنف سقط فيها قتلى في كينشاسا حيث من المقرر ان يصوت مجلس الشيوخ على النص صباح اليوم الاحد.
واعلن رئيس الجمعية الوطنية في الكونغو الديموقراطية اوبان ميناكو "سحب الفقرة" المثيرة للجدل التي تفتح الطريق لامكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية التي يفترض ان تنظم قبل نهاية شباط/فبراير، ما يعني بقاء كابيلا في الرئاسة بعد انتهاء مدة ولايته.
وقال فيتال كاميرهي رئيس الاتحاد من اجل الامة الكونغولية احدى المنظمات التي تقود المعارضين للقانون، لوكالة فرانس برس "انه انتصار (...) الانتخابات الرئاسية لن تؤجل".
ويرئس كابيلا جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ 2001 لكن الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثانية.
وكانت الجمعية الوطنية تبنت في 17 كانون الثاني/يناير مشروع تعديل للقانون الانتخابي يربط بين الانتخابات الرئاسية المقبلة وتنظيم احصاء سكاني يفترض ان يبدأ خلال السنة الجارية.
لكن محللين رأوا ان احصاء السكان يمكن ان يستغرق ثلاث سنوات في هذا البلد الكبير الذي يمتد على مساحة اكبر من فرنسا بخمس مرات والمحروم من البنى التحتية وما زالت مجموعات مسلحة تنشط في شرقه.
واثار مشروع اصلاح القانون الانتخابي احتجاجات عنيفة في كينشاسا. فقد شهدت العاصمة من الاثنين الى الاربعاء اعمال عنف اودت بحياة ما بين 12 و24 شخصا حسب المصادر.
وبدأت الاضطرابات بقمع تظاهرات للمعارضة. وتحول الاحتجاج بسرعة الى اعمال شغب ونهب في عدد من الاحياء الشعبية. وشهدت غوما اكبر مدينة في شرق البلاد احتجاجات ايضا سقط فيها قتيل واحد على الاقل الخميس.
وذكرت مصادر دبلوماسية ان سفراء خمس دول في كينشاسا (بلجيكا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي) يرافقهم رئيس بعثة الامم المتحدة في الكونغو الديموقراطية التقوا صباح السبت كابيلا ليعبروا له عن "قلقهم" بعد اعمال العنف ويطلبوا منه سحب الفقرة المثيرة للجدل.
وصرح دبلوماسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان تغيير موقف السلطة الذي اعلنه ميناكو زعيم الاغلبية الرئاسية "فاجأنا نظرا للتصميم (على تمرير النص) الذي عبر عنه" الرئيس امام السفراء. واضاف "نتساءل عما تخفي هذه الخطوة وراءها".
وما جعل المفاجأة اكبر هو ان مجلس الشيوخ اقترح الجمعة حلا "وسط" لكن اللجنة التي كلفت العمل على تنسيق نصوص مجلسي البرلمان عقدت عدة اجتماعات غير مثمرة الجمعة والسبت. وقال مصدر برلماني انها اجتمعت مساء السبت لتعرض نصا نهائيا على مجلسي البرلمان.
ويفترض ان يصوت مجلس الشيوخ على النص صباح الاحد على ان تقره الجمعية الوطنية الاثنين اليوم الذي دعت فيه المعارضة الى تظاهرات جديدة.
وكان الاتحاد من اجل الديموقراطية والتقدم الاجتماعي الذي يقوده المعارض التاريخي اتيان تشيسيكيدي دعا الكونوليين الى احتلال الشوارع "بطريقة سلمية" اعتبارا من هذا اليوم الى ان يغادر كابيلا السلطة.
لكن رئيس الجمعية الوطنية حذر الجمعة من انه "لن يتكون هناك بوركينا فاسو في كينشاسا". وكتب على حسابه على موقع تويتر للرسائل القصيرة "كفوا عن الحلم". وهو يشير بذلك الى الاحتجاجات التي ادت الى سقوط الرئيس بليز كومباوري في بوركينا فاسو في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
ووصل جوزف كابيلا الى السلطة في 2001 بعد اغتيال والده لوران ديزيريه كابيلا الذي كان متمردا واصبح رئيس الدولة. وانتخب جوزف كابيلا في 2006 رئيسا في اول اقتراع حر في الكونغو الديموقراطية منذ استقلالها عن بلجيكا في 1960.
وقد اعيد انتخابه في 2011 بعد اقتراع شهد مخالفات كبيرة.
ودعا المعارضون للقانون المؤيدون لحركة تحرير الكونغو ومنشقون عن حزب تشيسيكيدي ايضا الى التظاهر الاثنين.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، تحدث كاميرهي عن مادة اخرى في مشروع القانون تثير جدلا. وهذه المادة تربط تحديد الدوائر الانتخابية بنتائج الاحصاء السكاني ويمكن ان تؤدي الى ارجاء الانتخابات التشريعية المقبلة التي يفترض ان تنظم مع الاقتراع الرئاسي.