القادة اليونانيون يستقطبون الدعم فيما يبدون مستعدين لتسويات
Read this story in English
سبق ان حصل القادة اليونانيون الجدد على دعم مذهل من عدة جهات في سعيهم الى رفض التقشف وقد ينالون دعم الحكومة الايطالية الثلاثاء في روما، فيما يبدون استعدادا للعودة عن طلب تخفيض ديون البلاد.
ففي حديث مع صحيفة فاينانشل تايمز تحدث وزير المالية يانيس فاروفاكيس الذي يلتقي ظهر الثلاثاء نظيره الايطالي كارلو بادوان عن "برنامج لتبادل الديون" يشمل السندات المرتبطة بالنمو.
وبحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية عن الوزير، لن تتعلق المسألة بعد الان بتقليص الدين اليوناني الهائل الذي يفوق 300 مليار يورو، بل باعادة التفاوض عليه بفضل تبادل سندات، مع التعهد بالابقاء على فائض في الميزانية من اجل طمأنة الاسواق.
واكد الوزير مساء الاثنين في بيان "ان دعت الحاجة الى الاستعانة بابتكارات ومناورات مالية لاخراج البلاد من عبودية الدين فسنفعل ذلك".
وافتتحت البورصات الاوروبية الثلاثاء على ارتفاع من دون بوادر قلق حيال المفاوضات بين اليونان ودائنيها الدوليين. وسجلت بورصة اثينا ارتفاعا فاق 4% عند الافتتاح.
يلتقي رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بعد ظهر الثلاثاء في روما محادثا مؤيدا في هذه المسائل بالذات وهو رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي الذي لطالما ندد بالتوجه "الى التقشف التام" في اوروبا.
فطوال الاشهر الستة لرئاسة ايطاليا للاتحاد الاوروبي في اواخر 2014 كرر رينزي التصريحات الداعية الى تعديل اتجاه سياسة اقتصادية اعتبرها شديدة التركيز على تقليص العجز العام على حساب النمو.
وصرح رينزي الاثنين "نريد نقل النقاش حول السياسة الاقتصادية من التقشف والتشدد الى النمو والاستثمار".
وتابع "عندما قلنا اننا نريد تعديل السياسة الاقتصادية اردنا ذلك في اوروبا، وليس من اجل اليونان او بلد محدد اخر بمفرده".
الاثنين اعتبر وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن في استقبال نظيره اليوناني في لندن ان الوقت حان كي تغير منطقة اليورو سياستها وتتبنى "خطة افضل من اجل الوظائف والنمو".
والاحد تلقت اثينا دعما مفاجئا من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعتبر انه من "الصعب جدا احداث التغيير ان كان مستوى معيشة الناس تدهور بنسبة 25%. على المدى الطويل لا يمكن للنظام السياسي والمجتمع تحمل ذلك".
واعرب تسيبراس الاثنين في اثناء زيارة الى العاصمة القبرصية نيقوسيا عن سعادته وقال "لم اكن اتوقع ان يبدي هذا القدر من القوى الكبرى دعما لمبادرتنا من اجل التوصل الى اطار جديد".
بالرغم من هذا الدعم لم تبد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اي اشارة حول تليين موقفها، محافظة اكثر من اي وقت على موقعها كقائدة تيار التشدد المالي في اوروبا.
بالتالي ابقى القادة الاوروبيون ومن بينهم الايطاليون على الحذر في المحادثات مع السلطة الجديدة في اثينا.
واكد رينزي الاثنين "في ما يتعلق باليونان اعتقد انه ينبغي ابداء قدر كبير من الجدية والحذر والمسؤولية وسنبحث ذلك مع رئيس الوزراء تسيبراس".
واضاف رئيس الوزراء الايطالي "ناقشت المسالة بالامس مع (المستشارة الالمانية) انغيلا ميركل وسنواصل النقاشات مع جميع الاخرين في اوروبا، بدءا (بالرئيس الفرنسي) فرنسوا هولاند"، مبديا حرصا على الا يظهر انه يتصدر "محورا متوسطيا" ضد اوروبا الشمالية.
ويلتقي تسيبراس هولاند الاربعاء في باريس بعد لقاء في بروكسل مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر. وسبق ان تحادث تسيبراس هاتفيا مع يونكر الذي اقر الاثنين باجراء "محادثات صعبة".
واكد يونكر في كلمة امام النواب الاوروبيين الثلاثاء انه مستعد للحوار مع اليونانيين قبل 24 ساعة من لقائه تسيبراس لكنه يرفض "تغيير كل شيء" في اوروبا لارضاء اليونان التي تريد تخفيف اعباء ديونها.
وقال يونكر "سيتطلب الامر تعديل سياساتنا في بعض المجالات ولكننا لن نغير كل شيء بسبب نتائج انتخابية تروق للبعض وليس للبعض الآخر".
وسابقا كان فاروفاكيس اجرى اول اتصال مع عضو في المفوضية الاوروبية بلقائه بيار موسكوفيسي المكلف الشؤون الاقتصادية، الذي اكد اجراء تبادل "بناء" لوجهات النظر في لقاء استغرق ساعة.