18 قتيلا على الاقل في اوكرانيا مع اقتراب موعد وقف اطلاق النار

Read this story in English W460

لم تشهد المعارك في شرق اوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين هدوءا الجمعة مع مقتل 18 عسكريا ومدنيا خلال 24 ساعة، بانتظار دخول اتفاق وقف النار الذي تم الاتفاق عليه في مينسك، حيز التنفيذ الاحد

ومنح اتفاق "مينسك 2"،الذي ابرم بعد مفاوضات استمرت 16 ساعة بين المسؤولين الروس والاوكرانيين والفرنسيين والالمان، "بارقة امل" لوقف اعمال العنف التي زادت حدتها في الاسابيع الاخيرة، ورفعت حصيلة القتلى الى ما يناهز 5500 خلال 10 اشهر.

وعبر كثير من المسؤولين عن شكوكهم حيال تطبيق الاتفاق. وقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الجمعة "لا اريد ان اعبر عن آمال كاذبة... لا يزال هناك طريق طويل قبل الوصول الى السلام". واضاف ان "لا احد واثق تماما من تطبيق كافة الشروط المتفق عليها في مينسك".

ولمح كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل منذ يوم الخميس الى صعوبات في تنفيذ اتفاق "مينسك 2" وهددا روسيا بفرض عقوبات جديدة عليها في حال فشل الهدنة.

وتركت الولايات المتحدة الثنائي الفرنسي-الالماني وحده على المسرح الديبلوماسي للتوصل الى اتفاق حول اوكرانيا مع روسيا، ولكنها عمدت الى دعم حلفائها الاوروبيين من خلف الكواليس كما واصلت ممارسة الضغوط على موسكو.

وميدانيا، ذكرت السلطات الاوكرانية والانفصاليون في تقديرات اولية ان 11 عسكريا اوكرانيا قتلوا وجرح 40 خلال 24 ساعة في شرق البلاد.

وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسينكو "في الساعات الـ24 الماضية خسرنا احد عشر جنديا اوكرانيا وجرح اربعون آخرون".

وكان متحدث آخر فلاديسلاف سيليزنيف اكد في لقاء مع صحافيين صباح الجمعة ان الوضع "صعب" حول ديبالتسيفي التي تشكل نقطة استراتيجية بين عاصمتي المنطقتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك حيث يطوق المتمردون القوات الاوكرانية.

وقتل ثلاثة مدنيين وجرح خمسة آخرون في عمليات القصف التي استؤنفت على لوغانسك، حسبما ذكرت البلدية. وقتل آخران في شاستيا المدينة التي تسيطر عليها القوات الاوكرانية وتبعد نحو 20 كلم شمال لوغانسك كما اعلنت السلطات الموالية لكييف في المنطقة.

وفي منطقة دونيتسك اعلنت السلطات مقتل مدنيين اثنين.

وفي مدينة دونيتسك عاصمة المتمردين، ذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان الليلة كانت اكثر هدوءا من العادة لكن اطلاق النار استؤنف حوالى الساعة السادسة صباحا بقاذفات غراد متعددة الفوهات وعشرات القذائف المدفعية من الطرفين.

ويعتبر عدد من المحللين ان الانفصاليين سيحاولون استعادة ديبالتسيفي قبل البدء بتطبيق الوقف الجديد لاطلاق النار.

وقال مصدر اوكراني قريب من مفاوضات مينسك لوكالة فرانس برس ان تطبيق الهدنة الاحد هو نتيجة "تسوية لان الروس كانوا يريدون اسبوعا".

لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اكد الجمعة ان روسيا كانت تريد وقفا "فوريا" لاطلاق النار وليس في 15 شباط، وقد اعتمد هذا الموعد بضغط من الانفصاليين.

ويسود الاعتقاد ان اتفاق "مينسك 2" ليس سوى "صورة عن السلام" فهو لا ينص على آليات ملموسة لحل القضايا اللوجستية وخصوصا مراقبة الحدود. وتتهم اوكرانيا والبلدان الغربية روسيا باستخدام هذه الحدود لنقل الاسلحة والمقاتلين والقوات النظامية.

واقر وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين الجمعة امام النواب، بأن الاتفاق لم ينص "للأسف على تاريخ" محدد لانسحاب القوات الاجنبية من الاراضي الاوكرانية.

الى ذلك فان مصير ناديا سافتسينكو، المعتقلة في روسيا وتطالب اوكرانيا باطلاق سراحها، لا يزال معلقا. وبالرغم من ان اتفاق "مينسك 2" نص على تبادل الرهائن والاسرى، فان الكرملين اعلن الجمعة انه في ما يخص مصير هذه الطيارة الاوكرانية، فان القضاء الروسي يبقى صاحب القرر. 

وكتب مركز "اوراسيا غروب" في مقال تحليلي ان "كل المؤشرات تدل على ان اتفاق مينسك 2 معرض للفشل في الاشهر المقبلة، ومن المتوقع حصول تصعيد لاعمال العنف وتشديد العقوبات هذه السنة".

التعليقات 0