الحلف الاطلسي يدرس الخميس انهاء الحملة العسكرية في ليبيا
Read this story in Englishدرس أعضاء الحلف الاطلسي موعد انهاء العملية العسكرية في ليبيا بعد تطويق قوات معمر القذافي التي باتت خارج نطاق المقاتلات الغربية.
وقال مسؤولون الاربعاء أن "القوات الموالية للزعيم السابق باتت محاصرة في سرت وبني وليد وهي تحتمي بين السكان مما يجعل غارات الحلف الاطلسي أقل فاعلية ويزيد من مخاطر سقوط ضحايا بين المدنيين."
وأشار مسؤول غربي رفض الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس" الى أن "القوة الجوية ليست بالضرورة الاداة المناسبة لمواجهة مثل هذه التهديدات".
ولم تعد قوات القذافي بعد ان كانت تجوب البلاد على متن دبابات وشاحنات، هدفا طبيعيا لمقاتلات الحلف الاطلسي لانها تختبئ في أماكن مأهولة.
وأوضح أنه "ليس من الممكن ضرب هدف لا يمكن رؤيته"، مؤكدا أنه "من غير الممكن استهداف قناص على سطح أحد الابنية (بغارة جوية".
وتراجعت وتيرة غارات الحلف بشكل ملحوظ في الاسابيع الاخيرة، مع تسجيل غارة واحدة الثلاثاء، بعد أن كان المعدل يتراوح بين 15 و20 غارة في اليوم في مطلع النزاع، بحسب مسؤولين من الحلف الاطلسي.
ويتباحث وزراء دفاع الحلف المجتمعون في بروكسل الاربعاء والخميس في شروط وموعد انهاء الحملة المستمرة منذ ستة أشهر والتي يعود اليها الفضل في قلب موازين القوى لصالح المعارضة وارغام القذافي على الفرار.
وبدات غارات الحلف في آذار عندما كانت قوات القذافي تحاصر المعارضين، واتاحت لهؤلاء ان يحرروا العاصمة في آب وبالتالي حصولهم على اعتراف دولي.
وعرض القائد الاعلى للقوات الحليفة الادميرال جيمس ستافريدس تقييمه للحرب الجوية بينما اعلن الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن ان "التقدم الذي حققته الحملة يبعث على الامل".
وقال راسموسن أن قرار وقف العلميات يمكن أن يؤثر على قدرة قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي على الحفاظ على الامن وليس على مصير القذافي.
وصرح أمام صحافيين أن "انهاء العملية ليس رهنا بالقذافي"، مردفا: "سنقيم الوضع الامني بدقة وطبعا سناخذ في الاعتبار قدرة المجلس الانتقالي على ضمان امن السكان المدنيين".
ورأى المسؤولون أن على الحلف أن يتخذ قرارا سياسيا يوازن بين الحاجة لتفادي شن هجمات على المدنيين وضرورة عدم اعطاء انطباع بانه يتدخل في الشؤون الداخلية.
وصرح مسؤول رفيع المستوى في الحلف "سيكون قرارا سياسيا يشارك فيه الحلف الاطلسي والمجلس الوطني الانتقالي، كما يجب أن يكون هناك اجماع عام بان الوقت حان".
وتابع أن "الخطر الاكبر يكمن في أن نوقف العملية لتقع مجزرة في اليوم التالي ونكون بذلك قد فشلنا".
وأعرب مسؤولون عسكريون يشرفون على العملية من نابولي في ايطاليا عن استعدادهم المتزايد لانهاء العملية نظرا لانسحاب قوات القذافي، بحسب المسؤولين.
الا أن أعضاء الحلف ينتظرون نتيجة حاسمة للمعارك في سرت وبني وليد حيث تحاول قوات المجلس الانتقالي القضاء على قوات القذافي.
ومن المتوقع ان يصدر القرار بانهاء حملة الغارات الجوية في وقت لاحق من الشهر الحالي اذا استمر الوضع على منحاه الحالي.
وتعتبر الكلفة المتزايدة للحملة الجوية مسالة اخرى تدرسها دول الحلف التي تواجه ضغوطا في موازناتها أدت الى اقتطاعات في ميزانياتها الدفاعية.
ولفت المسؤولون الى أن الحلف الاطلسي يقوم في الوقت الحالي بادارة الحركة الجوية، وليس من الواضح ما اذا كانت القيادة الجديدة في ليبيا قادرة على تحمل هذه المسؤولية بعد.