تغير المناخ لبناني ايضاً
Read this story in Englishككل البلدان في العالم، يساهم لبنان في تغير المناخ من خلال انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الطاقة والنقل والنفايات ومياه الصرف الصحي والغابات والصناعة والزراعة. ولبنان معرّض للآثار السلبية لتغير المناخ على بيئته والاقتصاد والمجتمع.
اجمالى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في لبنان هو 18.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون (CO2) أو ما يعادلها. وهذا يشكل 0.07٪ من الانبعاثات في العالم.
قطاع الطاقة هو المساهم الابرز في الانبعاثات في لبنان، وتوليد 54٪ من الإجمالي الوطني لانبعاثات الغازات الدفيئة، الأمر الذي يعكس الاعتماد الكبير للبنان على المنتجات النفطية المستوردة لتلبية احتياجاته من الطاقة.
النقل البري، بما في ذلك جميع أنواع المركبات من المقطورات والحافلات والدراجات النارية على الطريق، تساهم في 21٪ من إجمالي الانبعاثات الوطنية.
قطاع النفايات ومياه الصرف الصحي هو المسؤول عن 9.4٪ من إجمالي الوطنية لانبعاثات الغازات الدفيئة. هذا القطاع، يشكّل أكبر مصدر لانبعاثات غاز الميثان في لبنان، وهو ما يمثل 87.5٪ من إجمالي انبعاثات الميثان الوطنية.
ويشكّل القطاع الزراعي 5.76٪ من غازات الاحتباس الحراري الوطني (الدفيئة)، والتي تنبع أساساً من استخدام الأسمدة الاصطناعية.
اما بالنسبة للقطاع الصناعي، فإنه يمثل 9.62٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة الوطنية. وصناعة الاسمنت هي أكبر مساهم.
على الرغم من كل ذلك، فإن لبنان هو معني اكثر في تغير المناخ، في ما يتعلق بآثاره السلبية.
تعرف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ(IPCC) التعرض لتغير المناخ بأنه "الدرجة التي تجعل الأنظمة الجيوفيزيائية والبيولوجية والاجتماعية والاقتصادية غير قادرة على التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ".
ويعرف التكيف من قبل IPCC بـ"تعديل في النظم الطبيعية أو البشرية استجابة للمثيرات المناخية الفعلية أو المتوقعة أو تأثيراتها، بطريقة تخفف الاضرار أو تستغل الفرص المفيدة".
في لبنان، وضعت سيناريوهات مختلفة لتغير المناخ من أجل التنبؤ بالتغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار في نهاية القرن الـ21.
وأظهرت النتائج أنه بحلول عام 2040 درجات الحرارة ستزيد بنسبة حوالي درجة مئوية واحدة على الساحل إلى 2 درجة مئوية فى البر، وفي العام2090 فإنه سيتم زيادة بنسبة 3.5 درجة مئوية إلى 5 درجات مئوية، على التوالي.
ومن المتوقع ان ينخفض هطول الأمطار بنسبة 10-20٪ في عام 2040 الى ان تنخفض في وقت لاحق إلى 45٪ في العام 2090.
وسيشهد لبنان فترات أقل رطوبة ودفئاً على نحو مستدام ما سيؤدي الى امتداد وقت المناخ الحار والجاف. أيام الصيف ستشهد ارتفاعا في درجة الحرارة لتصل الى فوق 35 درجة مئوية وسيشهد ليالي استوائية بدرجات حرارة تصل الى 25 درجة مئوية.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم وضع ضغط كبير على نظام إنتاج الطاقة والعرض بسبب الطلب العالي للتبريد في الصيف. وستواجه المياه انخفاضا من 6٪ إلى 8٪ من إجمالي حجم الموارد المائية مع زيادة درجة الحرارة درجة مئوية واحدة ، ومن 12٪ إلى 16٪ تخفيض مع ارتفاع في درجة الحرارة، درجتين مئويتين.
هذا الامر، سيؤثر على الأنهار والمياه الجوفية، وسوف يؤثر على توفر المياه خلال فترات موسم الصيف والجفاف. ومن المتوقع أن يكون لها تأثيرات متنوعة على بيئة لبنان والاقتصاد والبنية الاجتماعية. فإن الزيادة في حرائق الغابات، وتفشي الآفات، وارتفاع مستوى سطح البحر تهدد التنوع البيولوجي الهش، والنظم الإيكولوجية والموائل الطبيعية.
ومع تزايد الضغوط القسري من قبل التحضر والنمو السكاني إلى جانب محدودية موارد المياه والأراضي، فالزراعة هي القطاع الأكثر ضعفا مع العائد الزراعي الكلي للمحاصيل في خطر ومن المتوقع تن يشهد انخفاضاً في الإنتاج.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم وضع ضغط كبير على نظام إنتاج الطاقة والعرض بسبب الطلب العالي التبريد في الصيف. وستواجه المياه انخفاضا من 6٪ إلى 8٪ من إجمالي حجم الموارد المائية مع زيادة درجة الحرارة واحد بالمئة ، ومن 12٪ إلى 16٪ تخفيض مع ارتفاع في درجة الحرارة، درجتين مئويتين.
هذا المقال هو نتيجة الشراكة بين فريق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة في لبنان وفريق موقع "نهارنت". وجهات النظر و الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء أصحابها ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف أي حزب أو مؤسسة.