مخاوف على العملية الإنتقالية في مصر والبابا شنودة يندد بوقوف "مندسين" وراء الصدامات

Read this story in English W460

بعثت المواجهات التي جرت الاحد بين متظاهرين اقباط وقوات الامن مخلفة اكثر من 24 قتيلا ومن 150 جريحا مخاوف من تفاقم حدة التوترات الطائفية والسياسية في بلد يمر بمرحلة انتقالية هشة منذ اطاحة الرئيس السابق حسني مبارك.

واليوم كلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يتولى قيادة البلاد منذ تنحي مبارك في شباط الماضي الحكومة بسرعة اجراء تحقيق في اعمال العنف هذه.

وقال الجيش في بيان تمت تلاوته عبر التلفزيون ان "المجلس قرر تكليف مجلس الوزراء بسرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على ما تم من احداث لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية الرادعة حيال كل من يثبت تورطه في تلك الاحداث بالاشتراك أو التحريض".

وصدر هذا البيان اثر اجتماع طارىء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة "لبحث تداعيات أحداث ماسبيرو" الاكثر دموية منذ اطاحة مبارك في 11 شباط الماضي.

وقد اندلعت اعمال العنف هذه، الاكثر دموية منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت مبارك، خلال تظاهرة شارك فيها الاف الاقباط احتجاجا على هدم كنيسة في ادفو بمحافظة اسوان، في صعيد مصر.

والقي القبض على 40 شخصا على الاقل اثر هذه الصدامات كما صرح مسؤول امني لفرانس برس من دون ان يحدد عدد المسلمين والمسيحيين بينهم.

وفرض حظر التجول في عدد من احياء وسط العاصمة من الساعة الثانية فجرا الى السابعة صباحا (00,00 الى 5,00 ت غ) لمحاولة اعادة الهدوء، كما تم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف المصري القريبة من ميدان التحرير في القاهرة.

وعقدت حكومة عصام شرف اجتماعا طارئا ظهر اليوم بدأ بدقيقة صمت كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وكان شرف حذر الليلة الماضية من ان البلاد "في خطر".

من جانبه اتهم البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاثنين "غرباء اندسوا" في مسيرة الاقباط الاحد باشعال المواجهات بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الامن.

وجاء في بيان للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية الذي عقد الاثنين برئاسة البابا شنودة، اوردته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان البابا "المح الى ان غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التى ألصقت بالاقباط".

واكد المجمع المقدس في بيانه ان "الكنيسة روعت لما حدث بالامس امام مبنى ماسبيرو والذي تسبب فى استشهاد 24 شخصا واصابة 200 جريح والذين خرجوا في مسيرة سلمية للتعبير عن مشكلاتهم".

واوضح بيان الكنيسة بعد اجتماع البابا وسبعين اسقفا ان "الايمان المسيحي يرفض العنف"، ولمح الى ان "غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التي الصقت بالاقباط".

وقال ان "الاقباط لهم مشاكل تتكرر دون محاسبة المعتدين ودون اعمال القانون او وضع حلول جذرية لتلك المشاكل".

ولم تتضح بعد اسباب تحول هذه التظاهرة السلمية للاقباط التي بدأت بمسيرة من حي شبرا الى ماسبيرو الى صدامات عنيفة.

وكان لهذه الاحداث تاثير فوري على البورصة المصرية التي تكبدت خسائر جسيمة وهوى مؤشرها الرئيسي بعد دقائق من بدء التعاملات الاثنين بمقدار 5,1%،. فقد تراجع المؤشر الرئيسي (اي.جي.اكس-اندكس) 207,31 نقطة ليصل الى 3821,40 نقطة ما يمثل هبوطا بنسبة 5,15%.

ويعكس هذا الهبوط الازمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد ومخاوف المستثمرين على مستقبلها السياسي.

وكان شرف اكد ليلا ان مصر "في خطر" مشددا في تصريحات للتلفزيون الحكومي ان "هذه الاحداث اعادتنا الى الوراء (...) بدل ان تاخذنا الى الامام لبناء دولة عصرية على قواعد ديموقراطية سليمة".

ودعا رئيس الحكومة المصريين "الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا ان "الفتنة نار تحرق الجميع".

واضاف ان "ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بابناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف".

من جهة اخرى، اعتبر شرف في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط انها "مؤامرة لابعاد مصر عن الانتخابات" التشريعية الاولى التي تجري منذ سقوط نظام مبارك اعتبارا من 28 تشرين الثاني.

وتثير قوانين هذه الانتخابات خلافات بين مختلف القوى والتيارات السياسية فيما يخشى كثيرون من ان تتخلها اعمال عنف دامية.

كما ان الجيش الذي يتولى زمام الامور في البلاد منذ استقالة مبارك تحت ضغط الشارع لم يقدم جدولا زمنيا محددا لتسليم السلطة الى المدنيين بعد انتخابات رئاسية لم يحدد موعدها رسميا بعد.

من جانبه، دعا شيخ الازهر الامام الاكبر احمد الطيب اعضاء "بيت العائلة المصرية" المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع لمحاولة "احتواء الازمة" وفقا للتلفزيون.

وعنونت صحيفة الشروق المستقلة الاثنين "ليلة سوداء على مصر الثورة" فيما جاء عنوان المصري اليوم "مصر" بحروف تقطر دما.

وفي حديث لقناة العربية اعتبر اللواء فؤاد علام قائد الشرطة لعقدين من الزمن ان على "القادة اتخاذ اجراءات جادة لمعالجة المشاكل من جذورها والا يمكن ان يؤدي الوضع الى حرب اهلية".

وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا للتوترات الطائفية.

وقد سعت السلطات المصرية الجديدة الى تهدئة الاقباط بالاعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد.

وفي السابع من ايار الماضي قتل 15 شخصا واصيب 200 اخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الاسلام في احدى هاتين الكنيستين.

ويشكو الاقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر من تعرضهم للتمييز والتهميش. كما تعرضوا لاعتداءات عدة وخصوصا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس السنة.

التعليقات 5
Default-user-icon TITUS (ضيف) 18:52 ,2011 تشرين الأول 10

As usual the Supreme Criminal in Tehran and Qom and his protege Criminal accessory the Assad regime feed on the Anxiety, fear, instinct, Misery, and anguish and desperation of the peoples of the ME and North Africa. This Genocidal criminal should be made to pay very dearly for all of his Satatnic regime's millions of crimes (be them directly or indicrectly through brainwashing of zombies and non-stop incitement) against his own people and the people of the greater ME and the world!!! The ME or the world for that matter can never know Peace before the criminal regimes in Tehran and Damascus are toppled and brought to justice!!

Default-user-icon Frattino (ضيف) 19:45 ,2011 تشرين الأول 10

These infiltrators are called Sunni crazies. They are trained, indoctrinated and funded by Saudi Arabia, a close friend of the US and with its blessing, too. Congratulations world for such associations of the filthy. Add to them Israel, and you get an evil trio of filth.

Default-user-icon mehdi (ضيف) 20:24 ,2011 تشرين الأول 10

Pope Shenouda III is a wise man he knows that this violence is not a coincidence and that it comes immediately on the heal of the Egyptian authorities rearresting the Hezballah terrorist that had escaped from prison during the uprising. Remember he was trying to ignite a strife when he was first arrested and Hezballah tried to deny he existed until groundhog Hassan had no other choice but to admit it.

Missing m.c. 23:33 ,2011 تشرين الأول 10

Why do we always give a "get out of jail free card" in the Middle East to the real perpetrator and inject an imaginatory third person every time a problem occurs. Why can't we call it as it is and be brave to blame ourselves, this is a clear case of islamic rise in Egypt who currrently believe that the oust of Mubbarak has paved their way to power. They do not tolerate other religions and they will try to subjugate them to their own will. I am not saying it is all of Egypt muslims but it is apparent that a certain element will try and create an religious state that will not tolerate the Copts. I hope it doesn't succeed and I believe the vast majority of Egypt will help making sure they don't. The shear virtue of the Copts protesting infuriate these fanatics that believe the Copts should not have rights based on their faith. I believe that's the issue on hand and not a third element that is never, ever, named, or often is blamed on the US or Israel.

Default-user-icon The Truth (ضيف) 05:46 ,2011 تشرين الأول 11

People accusing the US, Israel, Saudi, Syria, Iran and Huzb Allah all of being behind the violence, but in reality this is probably an all Egyptian affair and the accusations of foreign intervention are probably propaganda and conspiracy talk which is extremely common in the middle east.

The Egyptian military members that killed unarmed protesters should be tried and they should be working on defending the people (including minorities).