صلوات وسط تدابير امنية مشددة بعد اعتداء طالبان على كنائس في باكستان
Read this story in Englishرفع مسيحيون صلوات عن راحة نفوس موتاهم وسط تدابير امنية مشددة الثلاثاء في لاهور بعد هجوم شنته حركة طالبان على كنائس، واعتبر الاكثر دموية خلال اكثر من 18 شهرا ضد هذه الاقلية التي غالبا ما تتعرض للقمع.
والاعتداء الانتحاري المزدوج التي شنته طالبان الاحد على كنيستين قريبتين في حي يوحنا اباد في لاهور، اسفر عن 17 قتيلا.
واثار الهجومان اللذان نفذتهما حركة طالبان الباكستانية لدى خروج المصلين من كنيستين في حي يوحنا اباد الاحد اعمال عنف نادرة لدى المسيحيين في لاهور الذين انهالوا بالضرب حتى الموت على رجلين للاشتباه بصلتهما بالانتحاريين والحقوا اضرارا بسيارات ومواقف حافلات.
وقال مقبول باتي الذي كان في عداد المتظاهرين لوكالة فرانس برس "نزلنا الى الشارع للمطالبة بالعدل والحماية"، مضيفا بغضب "لم يكن هناك اي امن الاحد، وعلى الحكومة ان تحمي جميع الكنائس في البلاد".
والمسيرة التي ضمت الاف المسيحيين تخللتها اشتباكات عنيفة بين متظاهرين مسلحين بعصي وعناصر الشرطة. وقالت المتحدثة باسم شرطة البنجاب نبيلة غضنفر "نسعى الى الحفاظ على الهدوء".
وفي حي يوحنا اباد الذي يقيم فيه عشرات الاف المسيحيين، انتشر "خمسة الاف شرطي ومن الانصار" الثلاثاء للحؤول دون اندلاع اعمال عنف جديدة، كما قال لوكالة فرانس برس المسؤول الكبير في الشرطة المحلية حيدر اشرف.
اما المتاجر فبقيت مقفلة، فيما رفع الناس الصلوات عن راحة انفس قتلى الاعتداء، كما قال مراسل لوكالة فرانس برس. واعلن الاسقف عرفان جميل "ارجو منكم ان تحافظوا على هدوئكم وتخوضو متحدين المعركة ضد الارهاب"، موضحا ان نصبا تذكاريا سيقام تكريما "لشهداء يوحنا اباد".
واعلنت سلطات اقليم البنجاب الذي تعتبر لاهور عاصمته، عن اجراء تحقيق لتحديد هوية الاشخاص الذين انهالوا بالضرب على رجلين بعد الاعتداء. وكان مصور لوكالة فرانس شاهد جثتيهما المحترقتين تحيط بهما جموع غاضبة، لكن كان متعذرا التأكد من مقتل هذين الرجلين قبل احراقهما او احراقهما وهما على قيد الحياة.
ورفعت عائلة احد هذين الرجلين شكوى، مؤكدة ان لا علاقة له بالهجوم على الكنائس. واكد وزير الداخلية شودري نيسار ان "الذين فعلوا ذلك سيعرفون من خلال صور (التلفزيون) وسيتم توقيفهم".
ويشكل المسيحيون الباكستانيون الذين غالبا ما تسند اليهم مهمات وضيعة، حوالى 2% من سكان هذا البلد الذين يناهزون 200 مليون نسمة معظمهم من المسلمين.
والهجوم الذي وقع في لاهور هو الاكثر دموية الذي يستهدف هذه الاقلية منذ اعتداء ايلول 2013 على كنيسة في بيشاور اسفر عن 82 قتيلا.
واقيم حفل تكريم لضحايا التفجيرين اللذين تبنتهما حركة طالبان الباكستانية في كنائس البلاد الاثنين.
ودان البابا فرنسيس بشدة هجومي طالبان على الكنيستين في لاهور وقال "ان اشقاءنا المسيحيين تهدر دماؤهم فقط لانهم مسيحيون".
واعتبر وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار علي خان ان التفجيرين يشهدان على "احباط" المتمردين الاسلاميين الذين ضعفت قدراتهم برأيه بسبب هجمات الجيش الاخيرة.
وقال "انهم يهاجمون الان اهدافا تعتبر من الاكثر ضعفا: الكنائس والمساجد والمدارس".
واكد في الوقت نفسه ان "احراق شخصين حيين والحاق اضرار في ممتلكات عامة هو (...) شكل من الارهاب ايضا". واضاف ان "الذين فعلوا ذلك سيتم التعرف عليهم من تسجيلات الفيديو وسيتم توقيفهم".
وكانت حركة طالبان الباكستانية تبنت الهجوم الذي استهدف في كانون الاول مدرسة في بيشاور واوقع 154 قتيلا بينهم اكثر من 130 تلميذا.