نتانياهو يزن خياراته لتشكيل ائتلاف حكومي ويتفادى الرد على منتقديه

Read this story in English W460

اكدت النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية الخميس انتصار حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحصول معسكر اليمين في اسرائيل على 67 مقعدا في البرلمان من اصل 120، بحسب لجنة الانتخابات.

وقالت لجنة الانتخابات المركزية ان حزب الليكود حصل على 30 مقعدا بينما حصل خصمه الاتحاد الصهيوني بزعامة العمالي اسحق هرتزوغ على 24 مقعدا، وتأتي القائمة العربية المشتركة في المركز الثالث مع 13 مقعدا.

ومن المتوقع ان يقوم الرئيس رؤوفين ريفلين بتكليف نتانياهو الحاكم منذ عام 2009، بتشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة اذا اضيفت فترة ترأسه الحكومة بين العامين 1996 و1999.

ويزن نتانياهو خياراته بهدوء الخميس لتشكيل الائتلاف الحكومي مواصلا الصمت حول نواياه على الرغم من الضغوطات الاميركية والاوروبية.

وتعهدت الولايات المتحدة الاربعاء بمواصلة العمل من اجل قيام دولة فلسطينية لكنها اقرت بان الموقف المتشدد لنتانياهو خلال حملته الانتخابية يدفعها الى اعادة تقييم استراتيجيتها.

وجاء ترحيب البيت الابيض بفوز نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية فاترا حيث اتصل به وزير الخارجية الاميركي جون كيري لتهنئته، على هامش المفاوضات التي يجريها مع ايران حول برنامجها النووي.

واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتصل بنتانياهو " في الايام المقبلة".

واعرب البيت الابيض الاربعاء عن قلقه حيال بعض التصريحات "التي تزرع الانقسام" والتي تم الادلاء بها اثناء الحملة الانتخابية في اشارة الى تصريحات نتانياهو وحزبه حول تصويت العرب حيث نشر نتانياهو يوم الثلاثاء شريط فيديو على صفحته على فيسبوك قال فيه "ان سلطة اليمين في خطر. الناخبون العرب يتوجهون بكثافة الى صناديق الاقتراع".

والعلاقات بين اسرائيل وحليفتها في ادنى مستوياتها حاليا فيما كانت علاقة نتانياهو واوباما على الدوام باردة.

وكان نتانياهو صرح الاثنين انه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه في الانتخابات. وشدد مسؤولون اميركيون على ان واشنطن لن تحيد عن سياستها الرسمية التي تؤكد ان اي اتفاق سلام اسرائيلي-فلسطيني يجب ان يؤدي الى دولتين تعيشان جنبا الى جنب.

واقرت الولايات المتحدة ان موقف نتانياهو قد يدفعها الى اعادة تقييم استراتيجيتها.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين قولهم ان ادارة اوباما قد تقوم بالسماح لمجلس الامن، وهو مكان لطالما حظيت فيه اسرائيل بدعم اميركي ثابت، بتبني قرار حول حل الدولتين على اساس حدود عام 1967.

وواصل معسكر نتانياهو صمته حول التصريحات الاميركية بينما اكد جلعاد اردان وهو الرقم الثاني في لائحة نتانياهو الانتخابية ومرشح لمنصب وزير الخارجية للاذاعة العامة "كنت اتمنى لو ان الخطاب (الاميركي) لا يتضمن تهديدات حتى لو كانت مبطنة، لاننا عندما نتحدث عن اعادة التقييم، فهذا نوع من التهديد المبطن".

وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان "الصمت" من طرف نتانياهو، يأتي بسبب رغبته في تشكيل ائتلاف حكومي في اسرع وقت ممكن.

وطرح نتانياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لأمن دولة خاضت ثماني حروب منذ انشائها في العام 1948 غير ان خطاباته التهويلية ومداخلته الاستثنائية امام الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الايراني لم تكف لوقف تقدم خصومه.

بينما ركز خصومه على ارتفاع اسعار المساكن وغلاء المعيشة.

وقالت صحيفة هارتس اليسارية ان نتانياهو ربح الانتخابات باظهاره "وجهه الحقيقي" عبر قوله "انا اليمين الحقيقي، ومصمم على الدفاع عن قيم المعسكر الوطني وبدأ بكراهية العرب ومعارضة الانسحاب من الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967".

وبحسب الصحيفة فان الناخب الاسرائيلي لا يعرف نفسه حسب موقف المرشحين من اسعار المساكن او الملف النووي الايراني بل "بموقفه من الفلسطينيين والاقلية العربية في اسرائيل والمستوطنات".

واوردت صحيفة معاريف ان  نتانياهو عقد اجتماعا سريا في مسكنه في القدس مع قادة المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة قبل ستة ايام من الانتخابات قائلا "انا في طريقي للخسارة. وان خسرت فعليكم ان تبدأوا بتوضيب امتعتكم" لترك المستوطنات.

ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد في مقر الرئاسة في رام الله  ان تصريحات نتانياهو حول عدم قيام دولة فلسطينية وتصريحات وزير خارجيته افيغدور ليبرمان حول قتل كل العرب في اسرائيل "احاديث عنصرية".

واضاف "ان صح هذا الكلام، فمعنى ذلك انه لا توجد جدية لدى الحكومة الاسرائيلية للحل السياسي الذي يؤدي الى اقامة دولتين على اساس الشرعية الدولية، دولة فلسطين وعاصمتها القدس" الشرقية.

واكد الرئيس الفلسطيني "لن نتراجع عن موقفنا. من حقنا ان نتوجه الى اي مكان في العالم من اجل ان يتحقق الحق وتتحقق الشرعية الدولية".

وفشلت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في نيسان 2014. 

واعلنت القيادة الفلسطينية انها ستقدم اول لائحة اتهام ضد اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في الاول من نيسان المقبل.

التعليقات 0