اليمين في اسبانيا قلق بعد نتائج الاقتراع في اندلوسيا

Read this story in English W460

أثارت نتائج الانتخابات الاقليمية في اندلوسيا قلق اليمين الحاكم في اسبانيا في ضوء سنة انتخابية حافلة خصوصا مع تقدم حزب بوديموس اليساري وسيودادانوس الخيار الجديد من اليمين الوسط.

وقبل اقل من عام على الانتخابات التشريعية المقررة في نهاية السنة وصل الحزب الشعبي (يمين) الحاكم في مدريد منذ نهاية 2011، الاحد في المرتبة الثانية في اندلوسيا مع 26,7% من الاصوات بعد الحزب الاشتراكي (35,4%) حيث معقله منذ 32 عاما يليه بوديموس (14,84%) وسيودادانوس (9,2%).

وهي اسوأ نتائج له في هذه المنطقة الاكثر اكتظاظا في اسبانيا، منذ 1990 و"تحذير ثان" بعد فشل الانتخابات الاوروبية في ايار 2014 حيث خسر الحزب الشعبي ثمانية مقاعد.

وتعليقا على النتائج كتبت صحيفة ال موندو (وسط يمين) "فشل ذريع" ومقال في صحيفة آه بي ثي (يمين) "الحزب الشعبي يغرق" في حين وصفت صحيفة لا راثون المحافظة النتائج ب"الكارثية".

وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل غارثيا مارغالو "النتائج بانها اسوأ بكثير مما كان متوقعا".

وكان رئيس الوزراء ماريانو راخوي شارك شخصيا في الحملة وقام بخمس زيارات على الاقل على الارض.

ويبدو انه لم ينجح في اقناع ناخبي اندلوسيا بالتخلي عن الاشتراكيين المتورطين محليا في فضيحة فساد كبيرة ورغم تسجيل نهوض (+1,4% من نمو اجمالي الناتج الداخلي في 2014) بعد ست سنوات من الازمة.

ورأى فرناندو الفاريز اوسوريو الاستاذ في القانون الدستوري في اشبيلية ان "الحزب الشعبي هو الحزب الذي يواجه مشكلة جدية جدا لانها ربما بداية هزيمة".

وبين التفسيرات ينبغي في الحالتين النظر الى الحزب الجديد الاخر غير المعروف بعد خارج اسبانيا بسبب الاهتمام الذي اثاره حزب بوديموس، وهو حزب سيودادانوس الذي نشأ في كاتالونيا في 2006 داعيا الى الشفافية ومكافحة الفساد والذي دخل الان الى الساحة الوطنية. وحصل هذا الحزب على 9% من الاصوات وتسعة نواب.

وهذه الاصوات التي يصعب على حزب "كاتالوني" الحصول عليها في اندلوسيا انتزعت جزئيا من ناخبي اليمين وايضا من المترددين الذين كان في امكانهم التصويت لحزب بوديموس. وهم ناخبون خابت امالهم من سياسات التقشف للحزب الشعبي في حين ان ربع الاشخاص القادرين على العمل عاطلون (23,7%) ومن الفساد المتفشي في صفوف هذا الحزب.

ولم يحقق بوديموس النتائج التي كانت مرتقبة وذلك بسبب ظهور هذا الخيار الرابع وليس نتيجة الصعوبات التي يواجهها حليفه اليوناني سيريزا.

وقال الفاريز ان "العديد من الشباب الذين يدورون في فلك الحزبين الشعبي والاشتراكي يجدون في حزب سيودادانوس شبها مع +بوديموس+" لانه في الوسط ويشيع طمأنينة اكبر.

من جهته قال خوسيه فرنانديز البيرتوس المحلل السياسي في المركز العالي للتحقيقات العلمية "موضوعيا اذا كان قيل لنا قبل عام ان حزب يدعى بوديموس سيحصل على 15% من الاصوات واخر باسم سيودادانوس سيحصل على 9 او 10% من الاصوات لكان ذلك بدا لنا ضربا من الجنون وتسونامي ضخم".

وانهيار الثنائية الحزبية في اسبانيا معضلة بالنسبة الى راخوي لانه سيضطر في الاشهر المقبلة الى التعامل مع رهانات صعبة. ففي ايار تنظم انتخابات مناطقية في 13 منطقة وبلدية، وفي ايلول انتخابات في كاتالونيا تتركز على الاستقلال وفي نهاية العام انتخابات تشريعية.

وسيضطر الى التعامل مع عدة جبهات ففي اليسار بوديموس وفي اليمين الوسط سيودادانوس في حين يشهد الحزب الشعبي تجاذبات.

وطلبت صحيفة لا راثون الاثنين في مقال بان يعود الحزب الى "قييمه السالفة" كمشروع منع الاجهاض.

التعليقات 0