هل يلهم قرار اوسلو بالتخلص من الفحم الدول أخرى أكبر؟
Read this story in Englishعندما تبيع اوسلو استثمارات الفحم في أصولها المالية الشهر المقبل ستسجل سابقة تاريخية في العالم لتتنصل من الوقود الاكثر تلويثا.
والمدينة هذه هي واحدة من أبرز المدن في سلسلة من المناطق الحضرية الرئيسية التي قامت بهكذا خطوة جريئة في الايام الماضية القليلة، حيث تخلصت من استثمارات المواد الأحفورية لتصبح أكثر الكربون صديقة للبيئة.
"ليو تشارتد" في استراليا صوتت للتخلص نهائيا من المواد الاحفورية خلال ثلاث سنوات، بينما "بايرون باي" أعلنت عن قرارها لتطبيق نظام تقليل الانبعثات الملوثة.
مدن اميركية صغيرة بدات بتطبيق هذه الاجراءات بطرق مختلفة بينما الاسبوع الماضي في لندن مررت الـ GLA اقتراحا يطلب من رئيس البلدية الموافقة على سحب صندوق التقاعد لقاعة المدينة من جميع حيازات المواد الأحفورية.
المدن التي بدأت تتخلص من الفحم بدأ عددها يتزايد ولكن هل قرار اوسلو يعني حقا الكثير؟ علما ان صندوق التقاعد للنروج يواصل الاستثمار في الفحم الأحفوري؟ وهل الزخم وراء تخلص البلدية من الفحم لا يمكن وقفها كما يبدو؟ وأمر التخلص منها يمكن او يجب، أن يحتذى من قبل المدن الكبرى مثل لندن؟
اريك لاي سولبرغ، نائب رئيس بلدية أوسلو للتمويل، اقر أن قرار مدينته لبيع اربعين مليون كرون من قيمة استثمارات الفحم في صندوق المعاشات التقاعدية في أوسلو ليس كثيرا. ولكنه ارسل إشارة، كما يقول، أن أوسلو لا تريد للمساهمة في معظم الوقود الأحفوري الضارة بالمناخ، وأن المدينة لديها هدف أوسع لتكون صديقة للمناخ.
وأضاف "لقد رأينا أن الفحم هو مصدر الطاقة الأكثر ضررا" ، وتابع "لقد قيل أن مدن العالم تسهم بنحو 70٪ من انبعاثات الكربون.لذلك فانه واضح ان مدن العالم هي جزء مهم من مشكلة تغير المناخ ".
في عام 2011 وضع مجلس اوسلو هدفا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المدينة بنسبة 50٪ بحلول عام 2030، لتكون محايدة للمناخ بحلول عام 2050.
و للقيام بذلك وضعت مجموعة من التدابير، منها 258 محطة لشحن السيارات الكهربائية، لإعادة تدوير النفايات المنزلية لإنتاج الوقود الحيوي لتشغيل الحافلات في المدينة.
مع ذلك، فإنها معضلة للنروج لانها منتج رئيسي للنفط (وإلى حد أقل، الفحم)، التي تحول عائداتها النفطية الفائضة في صندوق التقاعد الخاص به.
وقاومت الحكومة حتى الآن دعوات برلمانية لسحب استثماراتها من الفحم. وأوصت لجنة عينتها الحكومة مؤخرا أن الصندوق لا يجرد من الوقود الأحفوري. وخلصت إلى ان " إنتاج الطاقة يشكل أساسا هاما لمجتمعنا، وأنواع الوقود الأحفوري - على حد سواء البترول والفحم - سيبقى واقعا لعدة عقود قادمة".
"والسؤال ليس ما إذا كان المستثمرون سيمتلكون هذه الشركات، لكن اي مستثمرين هم "ملاك جيدين " من منظور مالي وأخلاقي.
الصندوق النروجي العملاق يملك استثمارات ما لا يقل عن 316.7bn عن (£ 26.8bn) الكرونة في استثمارات النفط والغاز والفحم في عام 2014، وفقا للمنظمات غير الحكومية Urgewald والمستقبل في أيدينا.
وقد سحب الصندوق استثماراته من 52 شركة فحم في العام الماضي، لكن urge wald يقول أنه انتهى فعلي بزيادة قيمة حيازاته للفحم، من 82.2bn الكرونة في عام 2013 إلى 85.7bn الكرونة العام الماضي.
لم تكن مدن النروج التي خاضت هذه الحملة للتخلص من الفحم، فهذه الحركة بدات في مجتمع صغير كـ"عيد" يبلغ عدد سكانه 6،000، نسمة.
عمدة منطقة "عيد" في النرويج ألفريد بجورلو بدا الحملة مع مدير صندوق معاشات التقاعد منذ أكثر من عامين، بعد أن كانت مستوحاة من مدينة في الولايات المتحدة.
واوضح "لقد كان في نهاية عام 2012 عندما وعن طريق الصدفة، وأنا أقرأ عن خطط بلدية سياتل لسحب جميع صناديق اموال الفحم".
وقال عمدة المنطقة "فكرت لو مدينة مثل "سياتل" الاميركية يمكن أن تفعل شيئا من هذا القبيل، فمن الممكن تطبيق هذا في النروج".
وبالفعل كانت سياتل اول مدينة أميركية تنضم الى حملة سحب الاستثمارات الأحفورية الحرة بقيادة 350.org.
الا أن عمدة "سياتل" مايك ماكجين اعلن في كانون الثاني كانون الاول/ ديسمبر 2012 ان "سياتل" لن تستثمر أي من شركاتها $ 1.4bn التدفق النقدي في اي من شركات المواد الأحفورية.
أماما إذا كانت المدن الكبرى سوف تحذي الخطوة عينها فهي مسألة أخرى تماما.
تم التصويت الاسبوع الماضي على دعوة رئيس بلدية لتجرد في لندن جنيه استرليني 2BN GLA المجموعة نقابة الاستثمار من الاستثمارات الوقود الأحفوري، وكذلك لمطالبة رئيس لمحفظة جنيه استرليني 4.8bm لندن صندوق التقاعد السلطة (LPFA) للالتزام سحب الاستثمارات منها، تقع على بوريس جونسون - الذي أشار إلى ما اعتبرته عيوب المكتب.
وقال متحدث باسم العمدة أن مكتب رئيس البلدية يعتقد ان "سحب الاستثمارات المفاجئ من جانب لندن من الاستثمارات الاحفورية من شأنها أن تسبب "اضطراب هائل في الاقتصاد العالمي، ناهيك عن خطط التقاعد بالنسبة للملايين من سكان المملكة المتحدة ".
وقال المتحدث "نحتاج إلى أن يكون هناك انتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري وليس مفاجئة جرف الحافة".
الاسبوع المنصرم تم التصويت لدعوة عمدة لندن للسير في اجراءات للتخلص من استثمارات في الوقود الاحفوري. لكن مكتب العمدة لفت الى ان هناك تداعيات سلبية لمثل هذه الخطوة.
وقال متحدث باسم العمدة أن الاخير يعتقد ان سحب الاستثمارات المفاجئ من جانب لندن من استثمارات الفحم الأحفوري من شأنها أن تسبب "اضطراب هائل في الاقتصاد العالمي، ناهيك عن خطط التقاعد بالنسبة للملايين من سكان المملكة المتحدة".
وأضاف المتحدث ان الانتقال الى مثل هذه الخطوة يجب ان يسير تدريجيا وليس بشكل مفاجىء.
الناشطة دانيل بافارد قالت ان عمدة لندن هو من المؤيدين للنفط الاخفوري لكنها غير متفائلة.
وتقول ان مع الانتخابات البلدية في العام المقبل، قضية سحب الاستثمارات يمكن أن تصبح جزءا كبيرا من النقاش.
كما انها تعمل للمستقبل في حملة لتشجيع بعض المدن الاوروبية .
زميلتها ايمي ميللر صاحبة الحملة Fossil Free UK divestment قالت أن أمستردام وبرلين وستوكهولم، يعملون للتخلص من المواد الاحفورية و تحدثت عن تقدم يحصل في ولايات اميركية في هذه المسألة مثل ولاية ماساتشوستس، وفي مدينة نيويورك والعاصمة واشنطن.
وسواء كانت نيويورك اكثر التزاما في سحب الماود الاحفورية والسير في هذه الاجراءات أكثر من لندن، يبقى الساسة بحالة قلق إزاء الأثر المالي المحتمل
يبقى ان ساسة من مدينة نيويروك اعربوا ع قلقهم إزاء الانعكاسات المالية المحتملة لسحب استثمارات الفحم.
مصدر: http://www.theguardian.com/cities/2015/mar/23/oslo-divest-coal-campaigners-london-new-york
يمكن متابعتنا على #climatechangelb to engage with us.
يمكن زيارة موقع "التغير المناخي" www.moe.gov.lb/climatechange
هذا المقال هو نتيجة الشراكة بين فريق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة في لبنان وفريق موقع نهارنت. وجهات النظر و الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء أصحابها ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف أي جهة أو مؤسسة.