"عاصفة الحزم": أهمية القرار بحجم نتائجه
Read this story in Englishأهمية الحرب التي شنتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في تحالف "عاصفة الحزم" على الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن تتعدى النتائج الميدانية التي يمكن أن تحققها العمليات العسكرية الجوية والبحرية وربما البرية، بالنسبة الى كل من الفريقين المتصارعين.
فمجرد التحرك العسكري للمملكة العربية السعودية وحلفائها أعاد خلط الأوراق في المنطقة، لأنه عبر عمليا عن "انقلاب" في السياسة السعودية خصوصا والخليجية عموما تجاه ما تشهده منطقتا الخليج والشرق الأوسط منذ سنوات من تمدد النفوذ الإيراني في أكثر من دولة.
فحتى الأمس القريب كانت السياسة السعودية تقوم على الإستيعاب واحتواء الصدمات وتلافي الصدامات المباشرة وغير المباشرة مع إيران... هكذا تصرفت المملكة في لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مرورا بـ 7 أيار وال "س – س" الشهيرة، وصولا الى الإنقلاب على الرئيس سعد الحريري ونفيه من لبنان...
وهكذا تصرفت المملكة العربية السعودية في العراق مع حكم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ومن ثم مع حكم حيدر عبادي...
وهكذا تصرفت المملكة في سوريا عندما حدت دعمها لمعارضي الرئيس بشار الأسد بالحد الأدنى من المساعدات التي لا تكفي لمواجهة عسكرية متكافئة مع النظام وحلفائه الخارجيين.
أما "عاصفة الحزم" فشكلت رسالة سياسية – ميدانية سعودية الى إيران بأن الإستراتيجية السعودية تغيرت، وهي انتقلت من "عهد الإحتواء والقتال التراجعي" الى "عهد المواجهة والقتال المباشر".
إن مجرد التغيير في الإستراتيجية السعودية أحدث عملية خلط للأوراق على مستوى المنطقة، وأفرز معطيات جديدة ستجبر جميع اللاعبين، وفي مقدمهم ايران على أخذها في الاعتبار عند تحديد السياسات وبلورة الخيارات بمعزل عما يمكن أن تنتهي اليه العملية العسكرية السعودية من نتائج ميدانية على أرض اليمن.