تسارنييف المدان بتفجير بوسطن ينتظر الحكم والادعاء يطالب بالاعدام
Read this story in Englishيعود جوهر تسارناييف المدان بتفجير ماراثون بوسطن في 15 نيسان 2013، الى المحكمة الثلاثاء بانتظار صدور الحكم بحقه حيث سيطالب الادعاء بالاعدام للشاب البالغ من العمر 21 عاما.
ويواجه تسارناييف حكم السجن المؤبد او الاعدام بعدما دانته المحكمة الفدرالية الاميركية بداية الشهر الحالي بـ30 تهمة مرتبطة بتفجير ماراثون بوسطن، وقتل شرطي وسرقة سيارة واطلاق النار اثناء فراره.
وتبدأ مرحلة اصدار الحكم بحق تسارناييف الثلاثاء في بوسطن بعد يوم واحد على مشاركة 27 الف شخص في ماراثون بوسطن السنوي الذي لا يزال يذكر هجوم العام 2013 الذي اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 245 آخرين، وهو الاكثر دموية في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 ايلول 2001.
كذلك تبدأ عملية اصدار الحكم في وقت يعارض فيه الكثير من الناجين حكم الاعدام بحق تسارناييف، الذي لم يكن قد تجاوز 19 عاما عندما شن الهجوم مع شقيقه الاكبر تيمورلنك.
وانضم الزوجان جيسيكا كينسكي وباتريك داونز اللذان تعرضا لبتر اطراف خلال الهجوم، الاسبوع الحالي الى والدي الطفل الضحية مارتن ريتشارد (8 اعوام) بدعوتهما الى حكم بالسجن المؤبد من دون اطلاق سراح مشروط او استئناف بدلا من الاعدام.
وقال الزوجان لصحيفة "بوسطن غلوب" ان الحكم على تسارناييف بالسجن المؤبد من دون اطلاق سراح مشروط او استئناف هو الطريقة الافضل "لضمان اختفائه من وعينا الجماعي في اقرب وقت ممكن".
والجمعة نشر والدا الطفل مارتن ريتشارد رسالة مفتوحة اعربا فيها عن معارضتهما لانزال عقوبة الاعدام بتسارناييف.
وقال بيل ودينيس ريتشارد "نحن نعرف ان الحكومة لديها اسبابها لطلب انزال عقوبة الاعدام (بتسارناييف)، ولكن السعي المستمر لتطبيق هذه العقوبة قد يؤدي الى سنوات من طلبات الاستئناف واطالة الفترة التي نعيش فيها مرارا اكثر يوم مؤلم في حياتنا".
ويجب ان يصدر قرار التخلي عن عقوبة الاعدام في المحكمة من قبل المدعي العام اريك هولدر.
وخلال عملية اصدار الحكم المتوقع ان تستمر ثلاثة الى اربعة اسابيع في المحكمة الفدرالية في مدينة بوسطن (شمال شرق) سيطلب كل من الادعاء وهيئة الدفاع شهود عيان لتقديم افادتهم.
ولم يفصح اي من الطرفين عن الشهود الذين سيصعدون الى المنصة. الى ذلك ليس واضحا ما اذا كان تسارناييف سيحضر المحكمة او ان كان سيشهد اي من اقربائه خلالها.
ويعيش والداه حاليا في روسيا، فيما تعيش شقيقتاه وزوجة شقيقه تيمورلنك، المولودة في الولايات المتحدة واعتنقت الاسلام، في الولايات المتحدة.
وسيحاول الادعاء اقناع هيئة المحلفين بان هناك ما يكفي من الاسباب للحكم بالاعدام على تسارناييف ومن بينها ارتكاب الجريمة مع سبق الاصرار والترصد، اضافة الى عدد القتلى في الهجوم وعدم اعرابه عن ندمه.
اما هيئة الدفاع عن تسارناييف المسلم الشيشاني الاصل المهاجر الذي اصبح مواطنا اميركيا في 2012، فستقول انه كان مراهقا مشوشا عمل بتاثير من شقيقه الاكبر المتطرف تيمورلنك، الذي قتل برصاص الشرطة اثناء فراره.
وقال البرت شير الاستاذ في جامعة نيوهامبشير والخبير في عقوبة الاعدام "اعتقد اننا سنسمع معلومات اكثر من الدفاع عن المدان وصغر سنه وكيف عاش حياته وعلاقته مع شقيقه الاكبر".
ويواجه تسارناييف حكم الاعدام في 17 من اصل 30 تهمة مدان بها وفق القانون الفدرالي الاميركي.
ومن اسباب اختيار اعضاء هيئة المحلفين الـ12 انفتاحهم على فرض عقوبة الاعدام المثيرة للجدل في ولاية ماساتشوستس التي لم تنفذ فيها هذه العقوبة منذ العام 1974 وحيث يعارضها الاساقفة الكاثوليك.
وترأس هيئة الدفاع عن تسارناييف المحامية جودي كلارك التي استطاعت انقاذ موكلين عدة شهيرين من عقوبة الاعدام.
ويبدو ان الاحصاءات في صالح تسارناييف، على اعتبار انه منذ اعادة العمل بعقوبة الاعدام في العام 1984 صدرت بحق 79 شخصا ولم تنفذ سوى بحق ثلاثة مدانين، وفق مركز المعلومات حول عقوبة الاعدام.
وقد نفذ حكم الاعدام بحق كل من المدان بتفجير اوكلاهوما تيموثي ماكفي وتاجر المخدرات خوان غارزا في العام 2001، بالاضافة الى الجندي السابق في حرب الخليج لويس جونز الذي ادين في العام 2003 بخطف واغتصاب وقتل مجندة في الـ19 من العمر.
وحكم على ثلاثة آخرين بالاعدام ولكن خففت العقوبة الى السجن المؤبد بعد منحهما الحق في محاكمات جديدة.
واظهر استطلاع للرأي الشهر الماضي ان نسبة دعم عقوبة الاعدام انخفضت الى ادنى مستوياتها منذ 40 عاما في الولايات المتحدة.
وبحسب مركز بيو للابحاث فان 63 في المئة من الاميركيين يجدون ان عقوبة الاعدام مبررة في جرائم مثل القتل.
ووفق شير، فان قرار هيئة المحلفين بحق تسارناييف يجب ان يصدر بالاجماع. وبالتالي اذا اعتقد احد اعضاء الهيئة بتخفيف العقوبة، فانه سيحكم عليه بالسجن المؤبد.
وقال شير "هذا قرار صعب للغاية بالنسبة لهيئة المحلفين"، فعليهم ان يتفقوا على ما اذا كانت العوامل كافية لاصدار حكم الاعدام.