اوباما يعتذر عن مقتل رهينتين غربيين في عملية اميركية لمكافحة الارهاب
Read this story in Englishقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس اعتذاره عن مقتل رهينتين اميركي وايطالي عن طريق الخطأ خلال عملية اميركية لمكافحة الارهاب على الحدود الافغانية الباكستانية في كانون الثاني مؤكدا انه يتحمل "كامل المسؤولية".
واعرب اوباما عن "اسفه الشديد" لعائلتي الرهينتين الاميركي وارين فاينشتاين (73 عاما) ويعمل كمستشار اقتصادي والعامل الانساني الايطالي جيوفاني لوبورتو (39 عاما).
وفي وقت سابق اعلن البيت الابيض ان الرهينتين قتلا عن طريق الخطأ خلال العملية بالاضافة الى القيادي الاميركي في القاعدة احمد فاروق. كما اتاحت عملية اخرى تصفية الناطق باسم التنظيم المتطرف الاميركي ادم غدن المعروف باسم "عزام الاميركي".
وكشف اوباما عن تفاصيل محدودة حول العملية، فيما تحدث مسؤولون عن غارة لطائرة من دون طيار استهدفت مجمعا لتنظيم القاعدة في باكستان.
وقال اوباما "كرئيس وقائد للقوات المسلحة اتحمل المسؤولية كاملة لكافة عملياتنا لمكافحة الارهاب وبينها تلك التي اودت بالخطأ بحياة وارين وجيوفاني".
واضاف "اعرب عن اسفي الشديد لما حصل. وباسم الولايات المتحدة اقدم اعتذاري لعائلاتيهما".
وتابع "انها حقيقة قاسية ومرة بان تحصل اخطاء، احيانا مميتة، في ضبابية الحروب عامة وفي حربنا ضد الارهابيين خاصة".
كما اعلن البيت الابيض ان عائلتي الرهينيتن ستتلقيان تعويضات عن مقتلهما.
وقال المتحدث باسم الادارة الاميركية جوش ارنست ان "تعويضات سيتم دفعها للعائلتين".
ولفت اوباما الى انه ابلغ رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رنزي بالمعلومات التي توصلت اليها ادارته.
ووصفت وزارة الخارجية الايطالية مقتل لوبورتو بـ"المأساوي والخطأ الكارثي من قبل حلفائنا الاميركيين والذي اعترف به الرئيس (باراك) اوباما". واكدت ان مسؤولية مقتل الرجلين "تقع بالكامل على عاتق الارهابيين"، مشددة على التزام روما في مكافحة الارهاب مع حلفائها.
ويثير هذا الاعلان الاخير الشكوك حول سياسة ادارة اوباما لمكافحة الارهاب، التي اعتمدت في غالبية الاحيان على غارات الطائرات من دون طيار.
وفي ما بدا دفاعا عن سياسته قال اوباما "نعتقد ان العملية قتلت اعضاء خطيرين في القاعدة".
ووفق البيت الابيض فان "احمد فاروق، القيادي الاميركي في تنظيم القاعدة، قتل في العملية ذاتها التي اودت بحياة فاينشتاين ولوبورتو". واضاف ان عملية اخرى في الوقت ذاته والمنطقة ذاتها قتلت ادم غدن، الاميركي من كاليفورنيا الذي اعتنق الاسلام في مراهقته وسافر للانضمام الى تنظيم القاعدة واصبح المتحدث باسمه.
وبحسب اوباما فانه "منذ (هجمات) 11 ايلول منعت جهودنا لمكافحة الارهاب هجمات ارهابية وانقذت ارواحا بريئة هنا في اميركا وفي كافة انحاء العالم".
ورغم دفاع اوباما عن سجله في مكافحة الارهاب، طالبت قيادات في الكونغرس بتعزيز الرقابة على العمليات الخاصة بالطائرات من دون طيار.
وطالبت عضو مجلس الشيوخ الديموقراطية ديان فاينشتاين بـ"تقرير سنوي يتضمن عدد القتلى من المقاتلين والمدنيين جراء الغارات الاميركية".
اما السيناتور الجمهوري جون ماكين فقال انه يجب ان تحصل مراجعة للحادث، مشيرا في الوقت ذاته الى ان برنامج الطائرات من دون طيار يجب ان يستمر.
من جهته قال المسؤول في الاتحاد الاميركي للحريات المدنية جميل جعفر ان "هذا الكشف الاخير يثير اسئلة مقلقة حول دقة اجهزة الاستخبارات التي تعتمد عليها الحكومة لتبرير غارات الطائرات من دون طيار".
وكان تنظيم القاعدة خطف وارين فاينشتاين العامل الانساني في 13 اب 2011 من منزله في لاهور في باكستان (شرق)، وهو الذي كان يستعد للعودة الى بلاده بعد سبع سنوات امضاها في باكستان.
وظهر في وقت لاحق في شريط فيديو طلب فيه من الولايات المتحدة اطلاق سراح معتقلين لديها من تنظيم القاعدة.
وحملت زوجته ايلين فاينشتاين تنظيم القاعدة "المسؤولية كاملة"، مشيرة في الوقت ذاته الى خيبة املها من جهود الحكومتين الاميركية والباكستانية لضمان امن زوجها من يد التنظيم المتطرف.
اما الحكومة الاميركية فتلقت الانتقادات الاكثر قسوة، اذ اعربت ايلين فاينشتاين عن تقديرها لبعض النواب والمسؤولين في مكتب التحقيقات الفدرالي ولكنها اضافت "ان الدعم الذي تلقيناه من مكونات اخرى في الحكومة الاميركية كان مخيبا للآمال ومتقطعا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة".
اما لوبورتو فاختفى في كانون الثاني العام 2012 في باكستان بعد ايام قليلة على بدء مهمته الثانية في البلاد. ولوبورتو، من صقلية الايطالية، عمل في كرواتيا وجمهورية افريقيا الوسطى وهاييتي.