أرمينيا تحيي ذكرى مرور مئة عام على الابادة

Read this story in English
  • W460
  • W460
  • W460

يحيي الارمن اليوم الجمعة ذكرى الابادة التي ارتكبها الاتراك العثمانيون بين 1915 و1917 ضد الارمن في احتفال رسمي شارك فيه خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند الذي دعا انقرة الى الاعتراف بالابادة الارمنية.

وسارت تظاهرات وتجمعات في ذكرى الضحايا في عدد من العواصم والمدن الكبرى في العالم بما في ذلك اسطنبول حيث تجمع رمزيا حوالى مئة شخص امام سجن قديم احتجز فيه الارمن في 24 نيسان 1915 في العملية التي دشنت المجازر.

 وفي خطاب امام وفود من ستين بلدا اجتمعوا في يريفان امام نصب ضحايا الابادة، دعا هولاند رئيس اول دولة اوروبية تعترف بالابادة الارمنية في 2001، تركيا الى الاعتراف بهذا الطابع للمجازر.

وقال الرئيس الفرنسي ان تركيا قالت "كلاما مهما" عن الابادة الارمنية لكنه "ينتظر منها كلاما اخر" بينما ترفض انقرة الاعتراف بالابادة. واضاف "صدر عن تركيا كلام مهم لكن ينتظر منها الادلاء بكلام اخر ليتحول تقاسم الحزن الى تقاسم للمصير".

واضاف "انحني في ذكرى الضحايا وجئت اقول لاصدقائي الارمن اننا لن ننسى ابدا المآسي التي مر بها شعبكم".

من جهته، اكد الرئيس الروسي ان لا شيء يمكن ان "يبرر المجازر الجماعية" ضد الارمن، وذلك خلال مراسم احياء الذكرى في يريفان.

وقال "لا شيء يمكن ان يبرر المجازر الجماعية. اليوم نقف بخشوع الى جانب الشعب الارمني".

وكان قادة من العالم وقفوا في يريفان دقيقة صمت على ارواح ضحايا الابادة الارمنية غداة اعلان الكنيسة الارمنية الضحايا الذين يقدر الارمن عددهم ب1,5 مليون شخص قديسين رغم انتقادات تركيا التي ترفض وصف هذه المجازر بالابادة.

وعبر الرئيس الارمني سيرج سركيسيان عن شكره للقادة الحاضرين وبينهم بوتين وهولاند اللذان وضعا اكاليل من الورود على نصب الضحايا على تلال يريفان.

وشكر سركيسيان قادة العالم على مجيئهم الى يريفان، مؤكدا ان "لن ننسى شيئا". واضاف "نتذكر ونطالب" بالاعتراف بطابع الابادة لهذه المجازر.

وبعد الاحتفال الرسمي، شارك مئات الآلاف من الارمن بمسيرة الى النصب التذكاري لوضع شموع وورود امام الشعلة الخالدة.

وتنظم الجاليات الارمنية في عدد من دول العالم تجمعات في هذه الذكرى خصوصا في لوس انجليس وستوكهولم مرورا بباريس وبيروت. 

وفي ايران تجمع اكثر من الف شخص الجمعة للاحتجاج امام السفارة التركية في طهران للمطالبة بالاعتراف بالابادة الارمنية بينما شارك نحو 500 شخص في قداس في القدس قبل ان يتوجهوا الى القنصليةالتركية هاتفين "عار على تركيا".

ويؤكد الارمن ان هؤلاء الضحايا سقطوا في حملات قتل ممنهجة بين 1915 و1917 في السنوات الاخيرة للسلطنة العثمانية واعترفت دول عدة بينها فرنسا وروسيا بانها كانت ابادة.

وترفض تركيا هذه العبارة وتتحدث عن حرب اهلية في الاناضول رافقتها مجاعة اودت بحياة ما بين 300 و500 الف ارمني وعدد مماثل من الاتراك.

وقال رئيس الكنيسة الارمنية الكاثوليكوس كراكين الثاني خلال حفل اعلان قداسة ضحايا الابادة، وهو الاكبر عدديا الذي تقرره كنيسة مسيحية، ان "اكثر من مليون ارمني تم ترحيلهم وقتلهم وتعذيبهم لكنهم احتفظوا بايمانهم بالسيد المسيح".

واضاف ان "شعبنا اقتلع من جذوره بالملايين وقتل بسبق اصرار وعن عمد وذاقوا مرارة التعذيب والحزن".

واقيم القداس في الهواء الطلق في ايتشميادزين على بعد نحو عشرين كيلومترا عن يريفان امام اكبر كاتدرائية في العالم تعود الى القرن الرابع.

وبعد ذلك قرعت الاجراس في كل كنائس البلاد وكذلك في عدة كنائس ارمنية في العالم لا سيما مدريد وبرلين والبندقية وباريس بحسب التلفزيون الارمني فيما لزم الجميع دقيقة صمت.

وقال كراكين الثاني ان الكنيسة وعبر اعلانها قداسة الضحايا "لا تقوم الا بالاعتراف بالوقائع، اي الابادة".

من جهته، قال الرئيس الارميني "من واجبنا الاخلاقي ولزام علينا نحن الارمن ان نتذكر 1,5 مليون من الارمن الذين تعرضوا للقتل ومئات الاف الاشخاص الذين عانوا الاهوال".

وقد اعترف الرئيس الالماني يواكيم غاوك الخميس بـ"الابادة" الارمنية مشددا على "مسؤولية جزئية" لبلاده في ما حدث.

وقال خلال احتفال في كاتدرائية البروتستانت في برلين "يجب علينا نحن الالمان ان نتصالح مع الماضي بالنسبة لمسؤوليتنا المشتركة، واحتمال تقاسم الذنب نظرا للابادة التي ارتكبت بحق الارمن".

من جهته، وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ما تعرض له الارمن ب"المجازر المرعبة" متجنبا استخدام كلمة "ابادة".

ووقف البرلمان النمساوي الاربعاء دقيقة صمت في ذكرى الابادة الارمنية، وهي خطوة غير مسبوقة في هذا البلد الذي كان في تلك الفترة حليفا للسلطنة العثمانية ولم يستخدم ابدا هذا التعبير بصورة رسمية.

وفي الايام الاخيرة، ادت تصريحات البابا فرنسيس الذي تحدث للمرة الاولى عن "ابادة" الارمن، والبرلمان الاوروبي الذي طلب من انقرة الاعتراف بالابادة، الى اغضاب تركيا وريثة السلطنة العثمانية منذ 1923.

التعليقات 0