اسرائيل تسعى لتهدئة غضب اليهود من اصول اثيوبية

Read this story in English W460

سعت السلطات الاسرائيلية الاثنين لتهدئة غضب اليهود الاثيوبيين بعد يوم على اندلاع اشتباكات عنيفة اثر  تظاهرة احتجاج على عنف الشرطة والتمييز الذي يتعرض له الاسرائيليون من أصول اثيوبية.

ودعا رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاثنين الى القضاء على العنصرية.

وقال نتانياهو في ختام لقاء مع ممثلين عن  الاسرائيليين من اصل اثيوبي، "علينا ان نكون موحدين ضد ظاهرة العنصرية والتنديد بها والقضاء عليها".

واكد نتانياهو انه كلف لجنة وزارية معالجة مشاكل الاندماج التي يعاني منها الاسرائيليون من اصول اثيوبية خاصة في مجالات التعليم والاسكان والعمل.

ومن جانبه، اعترف الرئيس رؤوفين ريفلين الاثنين بان الدولة العبرية ارتكبت "اخطاء" بحق اليهود الاثيوبيين ووصف معاناتهم بـ"الجرح المفتوح".

وقال ريفلين في بيان "لقد ارتكبنا أخطاء، ولم نستمع بما فيه الكفاية" لمعاناتهم. واضاف "كشفت التظاهرات في القدس وتل ابيب جرحا مفتوحا في قلب المجتمع الاسرائيلي (...) معاناة مجتمع يصرخ بسبب شعوره بالتمييز والعنصرية دون ان يلقى استجابة".

واصيب  اكثر من 50 شخصا بجروح، غالبيتهم من عناصر الشرطة، في صدامات دارت في وسط تل ابيب مساء الاحد اثر تظاهرة احتجاجية على عنف الشرطة والتمييز الذي يتعرض له الاسرائيليون من اصول اثيوبية.

واطلق عناصر من شرطة الخيالة القنابل الصوتية لتفريق جموع المتظاهرين ومنعهم من اقتحام بلدية تل ابيب، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

ورشق بعض المتظاهرين عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة وكراس اخذوها من المقاهي المجاورة.

كما استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين فروا الى الشوارع المجاورة، لكنهم ما لبثوا ان عادوا للتجمع، في عمليات كر وفر متكررة.

واعلنت الشرطة ان 46 من عناصرها وسبعة متظاهرين على الاقل، اصيبوا بجروح في الصدامات، مشيرة الى انها اعتقلت 26 متظاهرا.

وقدرت الشرطة عدد المشاركين في التظاهرة بنحو ثلاثة آلاف شخص، فيما نقلت وسائل الاعلام عن منظمي الاحتجاجات ان عدد المتظاهرين بلغ عشرة الاف.

والاثنين، بدت الشرطة الاسرائيلية في حالة تأهب في بلدة كريات جات جنوب اسرائيل بسبب الاعلان عن تظاهرة جديدة بعد ظهر الاثنين هناك.

وجاءت الاحتجاجات بعد ايام من تظاهرة غاضبة في مدينة القدس تخللتها صدامات اصيب فيها عشرة متظاهرين وثلاثة شرطيين بجروح وتنادى اليها المحتجون اثر بث تسجيل فيديو ظهر فيه رجلا شرطة يضربان جنديا اسرائيليا من اصل اثيوبي. 

وقال الجندي الاثيوبي سامس باكادا الاثنين لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه لم يتمكن من المشاركة في التظاهرة الاحد لانه كان يرتدي الزي العسكري، مؤكدا "انا ضد العنف ولكن يجب الاستماع لاصوات مجتمعنا" الاثيوبي.

وقال نتانياهو مساء الاحد انه "سيتم درس كل الشكاوى" المقدمة ضد الشرطة، لكنه اكد انه "ليس هناك اي مكان للعنف".

ومن المتوقع ان يقوم الاثيوبيون بتظاهرة جديدة الاثنين في القدس امام مكتب رئاسة الوزراء. بينما اكد مراسل لفرانس برس ان الشرطة الاسرائيلية نشرت قوات معززة واغلقت كافة المداخل المؤدية الى الموقع على الرغم من غياب المتظاهرين.

ويعيش اكثر من 135 الف اثيوبي يهودي في اسرائيل التي هاجروا اليها في موجتين العامين 1984 و1991. الا انهم يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الاسرائيلي.

وتقول الجمعية الاسرائيلية  لليهود الاثيوبيين ان متوسط دخل اليهودي الاثيوبي في اسرائيل يقل بمعدل 40% عن متوسط الدخل العام للاسرائيليين.

ويعيش اكثر من ثلث الاسر الاثيوبية تحت خط الفقر (38,5%) مقابل 14,3% من السكان اليهود.

و اكدت حاغيت هوفاف من الجمعية ان "انفجار العنف الاحد لا يأتي فقط ضد العنف الذي تمارسه الشرطة ولكنه يمثل الغضب ضد التمييز" مشيرة الى ان اليهود الاثيوبيين "يرغبون في ان يكونوا اسرائيليين بشكل كامل والتمتع بفرص متكافئة" مع غيرهم.

وقال وندي اكالي (54 عاما) وهو مدير عام المنظمات الاثيوبية في اسرائيل "لقد طفح الكيل".

واضاف "يشعر الشبان من مجتمعنا الذين ولدوا هنا وادوا خدمتهم العسكرية بالتمييز فقط بناء على لون بشرتهم. المجتمع الاسرائيلي عزلنا في احياء غيتو".

بينما تعهد الناشط الاثيوبي بيني مالاسا بان يواصل المجتمع الاثيوبي "نضاله لكن دون عنف. انا احب هذا البلد وارغب ان يكون لاطفالي مستقبل هنا. ولكني اليوم اشعر بانني اسود اكثر مني يهودي لان الدولة جعلتنا مواطنين من الدرجة الثانية".

التعليقات 0