احتفالات اوروبية بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية وسط تهديدات جديدة
Read this story in Englishاحتفلت اوروبا الجمعة بالذكرى السبعين لانتصارها على المانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية في وقت لم تخمد فيه نيران الحرب في شرق اوكرانيا،ويخيم شبح الاسلام الجهادي المتطرف على القارة.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال خطابه الاسبوعي الذي قرب موعده ليتزامن مع الذكرى السبعين للانتصار "فلنبقى موحدين الى جانب حلفائنا في اوروبا وابعد منها باسم قيمنا المشتركة: الحرية والامن والديموقراطية وحقوق الانسان (...) ضد التعصب والكراهية بكافة اشكالها، وذلك ليكسب هذا القسم معنى: +لن ننسى، لن يتكرر هذا ابدا".
وتحتفل واشنطن بالانتصار في احتفال تشارك فيه طائرات من الحرب العالمية الثانية.
وفي فرنسا قال الرئيس فرانسوا هولاند، "لم نعش الحرب لكننا ننظر اليها كحقيقة بعيدة واحيانا بتجرد فقط، رغم انها ليست بعيدة عنا، في اوكرانيا (...) وفي الشرق الاوسط، ما يعني انها على بعد اربع الى خمس ساعات بالطائرة". وتابع "لا يزال هناك قضايا من شأنها ان تحركنا".
وتطرق هولاند الى مئات الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال الى جانب الجهاديين في سوريا والعراق.
وكانت فرنسا تعرضت في كانون الثاني الى هجمات دامية شنها متطرفون اسلاميون اسفرت عن مقتل 17 شخصا خلال ثلاثة ايام.
وشارك هولاند في احتفال عند قوس النصر بحضور رئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الخارجية الاميركي جون كيري المتواجد في باريس للقاء نظرائه في دول الخليج.
وبدوره قال كيري في خطاب مكتوب "اليوم نقف معا الى جانب الشعب الاوكراني في وجه العدوان الروسي"، مشيدا بالقيادة الاوروبية "في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، كما بتحركها لانقاذ حياة المهاجرين في البحر المتوسط.
وفي بريطانيا، من المفترض ان يشارك السياسيون في احتفال الساعة 12,30 تغ وسط تساؤلات حول مستقبل البلاد في الاتحاد الاوروبي خصوصا بعد فوز المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية. وحددت دقيقتا صمت عند الساعة 14,00 تغ في اشارة الى توقيت خطاب رئيس الحكومة آنذاك ونستون تشرشل التاريخي الذي اعلن خلاله انتهاء الحرب.
اما المانيا، الخاسرة في العام 1945 ثم اثبتت وجودها في اوروبا كدولة ديموقراطية وقوة اقتصادية، فاحتفلت ايضا بـ"تحريرها" من النازية وشكرت الحلفاء الغربيين والجيش الاحمر الروسي على دورهم في محاربة النازية.
وقال رئيس البوندستاغ (البرلمان) نوربرت لامرت "لقد وضعوا حدا لنظام الرعب القومي الاشتراكي مقابل تضحيات لا يمكن تخيلها".
ورغم وقوفهم الى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء اثناء احتفلات الذكرى الـ60 العام 2005، لا يشارك القادة الغربيون هذه المرة في احتفالات موسكو غدا السبت بسبب موقفهم من الازمة الاوكرانية.
وتتهم الدول الغربية موسكو بدعم وتسليح الانفصاليين الموالين لها في شرق اوكرانيا، الامر الذي تنفيه روسيا.
ويشارك 16 الف جندي و194 وحدة مدرعات في الاحتفالات في الساحة الحمراء السبت، فضلا عن 143 طائرة وطوافة. وتحتفل روسيا بذكرى انتهاء الحرب في التاسع من ايار وليس في الثامن من الشهر ذاته بسبب الفرق في التوقيت بين روسيا والمانيا خلال توقيع الاخيرة اتفاق الاستسلام في برلين.
والحرب في اوكرانيا هي الازمة الاسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، وتثير قلق دول اوروبا الشرقية التي تتخوف من طموحات روسيا.
وحذر الرئيس البولندي برونيسواف كوموروفسكي من انه "لا يزال هناك في اوروبا قوات تذّكر بالاوقات الاكثر سوداوية في تاريخ اوروبا في القرن العشرين، وتتبع استراتيجية مناطق النفوذ وتريد ان تبقي جيرانها في حالة خضوع".
اما اوكرانيا، الدولة السوفياتية السابقة، فقررت ان تحتفل بنهاية الحرب في الثامن من ايار وليس التاسع منه كما كانت تفعل خلال الاعوام السبعين الماضية.
وازيلت الستارة عن خريطة لاوكرانيا مغطاة بزهور شقائق النعمان امام متحف للحرب العالمية الثانية في العاصمة كييف بحضور الرئيس بترو بوروشنكو والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.