المساعدة الانسانية تصل الى اليمن غداة دخول الهدنة حيز التنفيذ
Read this story in Englishبدات المساعدة الانسانية بالوصول الاربعاء الى اليمن في ظل هدنة يبدو انها صامدة بعد سبعة اسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها الائتلاف بقيادة السعودية على المتمردين الحوثيين.
وكان وقف اطلاق النار مطبقا بشكل عام رغم اعلان السعودية سقوط قذائف من اليمن على منطقتين في جنوب المملكة مؤكدة انها تنتهج سياسة ضبط النفس احتراما للهدنة.
واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع انه "في تمام الساعة العاشرة صباحا (7,00 ت.غ) سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجازان" بدون ان توقع اصابات مضيفا "كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية". واضاف ان "موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاما بالهدنة الانسانية التي قررتها قوات تحالف +عملية اعادة الامل+" ودخلت حيز التنفيذ الثلاثاء عند الساعة 20,00 ت.غ.
وهو اول حادث مسلح تعلن عنه الرياض منذ بدء العمل بالهدنة. ومنذ نهاية اذار قتل حوالى عشرة مدنيين في جنوب السعودية بقصف اطلق من شمال اليمن فيما قتل 12 عسكريا في مواجهات مع المتمردين على الحدود بحسب السلطات السعودية.
وباشرت سفينة تابعة لبرنامج الاغذية العالمي ومحملة بالوقود توزيع حمولتها على مختلف المحافظات اليمنية بعدما رست مؤخرا في ميناء الحديدة، على ما افاد مصدر في المرفأ لوكالة فرانس برس.
كما بدأت سفينة ثانية تابعة لبرنامج الاغذية العالمي بافراغ مؤن في الحديدة، بحسب المصدر ذاته.
وهرع سائقو السيارات الى محطات الوقود حيث وقفوا في صفوف انتظار كما في صنعاء على امل ملء خزاناتهم بالوقود، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
من جهته اعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مضاعفة المساعدة الانسانية الى اليمن لتبلغ 544 مليون دولار، مفتتحا مراسم وضع حجر الاساس لمركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الذي يطمح الى ادارة المساعدات الى اليمن بشكل مركزي، بحسب ما اوضحت السلطات.
وحض مجلس الامن الدولي جميع اطراف النزاع على الالتزام بالهدنة و"السماح بدخول وايصال الاغاثة الاساسية للسكان المدنيين بما في ذلك المواد الغذائية والادوية والوقود".
واعرب السكان الذين يعانون من ازمة انسانية وصفتها الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانها "كارثية" عن ارتياحهم.
وقال توفيق عبد الوهاب احد سكان العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون ان "صنعاء عاشت ليلة هادئة بعدما توقف دوي الصواريخ المضادة للطائرات وعمليات القصف التي كانت تخيف المواطنين".
ودخلت الهدنة الانسانية حيز التنفيذ في الحادية عشرة ليلا الثلاثاء بمبادرة من السعودية التي تقود منذ 26 اذار ائتلافا عسكريا يشن حملة غارات جوية على المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران والذين كانوا يهددون بالسيطرة على اليمن بمجمله.
وقتل ما لا يقل عن 1578 شخصا واصيب 6504 مذذاك وفقا لحصيلة جديدة وضعت حتى التاسع من ايار ونشرتها الاربعاء منظمة الصحة العالمية.
وحذر الائتلاف بانه سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهك المتمردون الحوثيون الهدنة معلنا مواصلة عمليات "الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة" فوق اليمن تحسبا لاي انتهاك محتمل.
واطلق المتمردون فجر الاربعاء صواريخ مضادة للطائرات في صنعاء عندما حلقت طائرات استطلاع تابعة للائتلاف بشكل وجيز فوق المدينة، على ما افاد شهود مشيرين الى عودة الهدوء فيما بعد الى العاصمة.
وفي منتصف قبل الظهر اطلق المتمردون ثلاث قذائف دبابات في مدينة الضالع، في ما بدا عملا معزولا، على ما افاد شهود.
وقال محمد السعدي (25 عاما) احد سكان صنعاء "نامل ان تصبح هذه الهدنة دائمة. تمكنا اخيرا من النوم بهدوء".
واشار سكان ومقاتلون يحاربون المتمردين الى مناوشات بسيطة في محافظتي الضالع وشبوة وتعز (جنوب غرب) وفي مأرب (شرق صنعاء) بعيد بدء تطبيق الهدنة.
وتجددت المواجهات المسلحة بين مقاتلي المقاومة الشعبية من جهة وقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية مساء اليوم في أنحاء متفرقة بمدينة تعز حسبما افادت مصادر حكومية محلية.
وتركزت المواجهات التي يستخدم فيها الدبابات ايضا في شارع الستين والخمسين وحوض الإشراف والزنقل وفقا لتلك المصادر.
والهدف من الهدنة التي تستمر خمسة ايام ايصال مساعدات ينتظرها السكان بشكل ملح مع ان المنظمات الانسانية حذرت من انها بحاجة الى وقت اكبر.
واعلنت ممثلة منظمة اطباء بلا حدود في اليمن ماري اليزابيت اينغر الاربعاء لوكالة فرانس برس ان المنظمة تريد "اغتنام الهدنة التي تبدو نافذة" لتوسيع نطاق عملياتها في هذا البلد.
لكنها رات ان خمسة ايام "غير كافية نظرا الى حاجات السكان" مشيرة الى ان طائرة استاجرتها اطباء بلا حدود وتنقل طواقم طبية ستصل الاربعاء على ان تتبعها طائرة ثانية الخميس.
وفيما يلتقي قادة الخليج في واشنطن لعقد قمة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما محوره ايران، حذرت طهران بشدة الولايات المتحدة من اعتراض سفينة مساعدات ايرانية في طريقها الى اليمن غداة مطالبة واشنطن طهران بتسليم المساعدات الى الامم المتحدة.
والمح الجنرال مسعود جزائري المسؤول الثاني في القوات المسلحة الايرانية الى ان ايران تعتزم ايصال المساعدات الى مرفا يمني وليس عبر المنصة التي اقامتها الامم المتحدة في جيبوتي قبالة سواحل اليمن.
واشارت الامم المتحدة الى سقوط 828 قتيلا من المدنيين منذ بدء عمليات التحالف العسكرية كما ادى النزاع الى تدهور الوضع الانساني في البلاد حيث يعاني 12 مليون شخص من نقص المواد الغذائية.