استئناف خجول للتظاهرات في بوروندي والجيش يحاول تفرقة المحتجين
Read this story in Englishحاولت مجموعات صغيرة معارضة للرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا التجمع صباح الاثنين في احياء عديدة من بوجومبورا حيث معاقل المحتجين على ولاية ثالثة للرئيس حيث يتولى الجيش عمليات حفظ السلام.
الى ذلك قام الرئيس البوروندي بتعديل وزاري شمل ثلاثة وزراء بينهم وزيار الدفاع والخارجية كما افاد مصدر رسمي.
وقال باسيفيك نينيناهازوي احد قادة حركة الاحتجاج ان الاثنين "اليوم ال23 للتظاهرات المعارضة لولاية ثالثة لنكورونزيزا" وهو اختبار لاستمرارية هذا التحرك مع الهدف المعلن "للدخول" دون استفزاز او عنف الى وسط المدينة.
وظهرا حاولت مجموعات تضم عشرات المتظاهرين التجمع على جادات احياء موساغا ونياكابيغا وسيبيتوكي حيث معاقل المعارضة.
وابعدوا على الفور من الشارع باطلاق العسكريين النار في الهواء الذين غالبا ما كان عددهم اكبر من المحتجين وكانوا مدججين بالسلاح.
وكان عدد الشرطيين محدودا في الشوارع في حين كانت قوات الشرطة الاداة الرئيسية للقمع الذي اوقع ما لا يقل عن 20 قتيلا منذ بدء التظاهرات في 26 نيسان/ابريل احتجاجا على ترشح الرئيس نكورونزيزا لولاية ثالثة.
وبعد خمسة ايام على فشل انقلاب خطط له جنرال، يترجم الانتشار العسكري استعادة السلطة سيطرتها على المؤسسة العسكرية في حين اشاد المتظاهرون بحيادها حتى الان لرفضها المشاركة في اعمال القمع وحتى انها فصلت بين المحتجين والشرطيين تفاديا لاي تجاوزات.
واضطر العسكريون غير المجهزين بالهراوات او الدروع لكن ببنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ ار بي جي ورشاشات ثقيلة، الى اطلاق النار في الهواء او الركض وراء المتظاهرين الذين اعادوا التجمع على الطريق على مسافة ابعد.
وقال جندي في حي سيبيتوكي لوكالة فرانس برس "هدفنا هو ان يغادروا الشارع لانه يحظر التظاهر. نحاول تفريقهم سلميا".
وقال جندي اخر مهددا "اخرجوا من الشارع لا نطلق المياه بل الرصاص". وقال زميل له "لسنا هنا لاطلاق النار على الاشخاص".
وتكرر المشهد في نياكابيغا وموساغا مع عمليات كر وفر بين مجموعات صغيرة من المتظاهرين وجنود رغم اطلاق النار تحذيرا كما افاد صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال جندي "ليس من السهل حفظ الامن لان هذه ليست مهمتنا" بل مهمة الشرطة.
وذكر متظاهر "من الواضح ان الجنود يريدون ترهيبنا. وحتى سيفتحون النار باتجاهنا لكننا سنبقى في الشارع الى ان يعدل نكورونزيزا عن ولاية ثالثة".
وكلما اطلق النار في الهواء القى المتظاهرون انفسهم على الارض ورددوا النشيد الوطني.
وقال روجيه (36 عاما) وهو مقاول "كل حي نياكابيغا يؤيد التظاهرة" في حين وزع سكان المياه في اكواب من الكرتون. واضاف "ندعم التظاهرة باشكال مختلفة. هناك من يقدم المياه او الطعام. وتوقفنا جميعا عن الذهاب الى العمل لاظهار تصميمنا على التصدي لولاية ثالثة".
وقال احد المحتجين ويدعى باتريك (35 عاما) "ليس هناك الكثير من الاشخاص لان الشرطة حذرت من انها ستطلق النار وشعر الناس بالخوف. واضاف "نتوقع ان يزداد عددنا للتوجه الى وسط المدينة".
والاربعاء الماضي تجمع المتظاهرون باعداد كبيرة وسلميا في وسط المدينة في ساحة الاستقلال الرمزية وحاولت الشرطة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وهذا الخرق الرمزي حتى قلب العاصمة اعقبه اعلان الجنرال غودوفروا نيومباري اقالة الرئيس نكورونزيزا.
وربطت السلطات بين الانقلاب الفاشل الذي خطط له ضباط كبار بقيادة الجنرال غودوفروا نيومباري وبين حركة الاحتجاج. وفور عودته الى القصر حذر الرئيس المتظاهرين وطالب ب"الوقف الفوري لحركة الاحتجاج".
ومساء الاحد هدد رئيس بلدية بوجمبورا سعدي جوما المتظاهرين على التلفزيون الوطني "من انهم سيعتبرون انقلابيين وسيعاملون كانقلابيين".
وفي حين انه يصعب القول ما اذا خرج الرئيس اقوى او اضعف بعد محاولة الانقلاب فان فشل او نجاح حركة الاحتجاج ستكون اساسية في الازمة السياسية في بوروندي قبل اقل من 10 ايام من الانتخابات العامة مع اقتراع تشريعي في 26 ايار ورئاسي في 26 حزيران.