جريح في هجوم استهدف بعثة الامم المتحدة في مالي
Read this story in Englishبعد خمسة ايام على توقيع اتفاق السلام في مالي، اعلنت بعثة الامم المتحدة في مالي في بيان ان حارس مقر لها في باماكو جرح الاربعاء برصاص اطلقه رجل مسلح نجح في الفرار تاركا في المكان قنبلتين يدويتين غير منفجرتين.
وتعذر الحصول على اي تعليق على الفور من مصادر مالية حول هذا الهجوم الذي يأتي بعد انتقادات حادة وجهها الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا للبعثة في 15 ايار خلال حفل توقيع اتفاق السلام في مالي.
لكن محققا ماليا قال لوكالة فرانس برس انه "بلا شك (...) عمل ارهابي" ويجري البحث عن منفذه بجد.
وقالت البعثة في بيان ان الهجوم وقع "صباح الاربعاء حوالى الساعة 2,30 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) في حي فاسو كانو" جنوب شرق العاصمة، كما قالت البعثة.
واضافت ان "رجلا مسلحا حاول اضرام النار في آلية للبعثة متوقفة امام مقر اقامة عدد من العاملين العسكريين فيها".
واشارت الى ان الرجل "وقبل ان يلوذ بالفرار اطلق النار على الحارس الذي اصيب بجروح، وعلى المنزل وعلى السيارات التابعة للبعثة المتوقفة في المكان وكلها تحمل شعار الامم المتحدة، مما ادى الى اضرار مادية". وتابعت ان "الحارس نقل الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم".
واوضح البيان ان "الشرطة المالية التي ابلغت بالحادث انتشرت في المكان مع الطاقم الامني للبعثة لاجراء التحقيقات الاولية" بينما كلف فريق في ادارة نزع الالغام في البعثة "بابطال مفعول قنبلتين يدويتين لم تنفجرا وعثر عليهما في المكان".
وقال صحافي من وكالة فرانس برس توجه الى مكان الهجوم انه شاهد في الموقع آثار خمس رصاصات على الاقل على سيارة بيك اب تابعة للبعثة كسر زجاج نوافذها.
وينتشر عدد من الخبراء الماليين ودرك الامم المتحدة في المكان الذي يطوقه شريط للشرطة العلمية والتقنية.
وصرح المحقق المالي ردا على سؤال لفرانس برس ان "التحقيق يتقدم" لكن "المهاجم ارتكب بلا شك عملا ارهابيا". وتحدث عن خطة لكمين تورط فيه عدة شركاء على الارجح.
وتابع ان الهدف الاول كان احراق آلية للامم المتحدة لاخراج جنود حفظ السلام من المبنى "ثم اطلاق النار واستخدام قنابل يدوية". واضاف "بما ان هذه الخطة فشلت اطلق الرجل النار على الحارس" قبل ان يلوذ بالفرار.
واكدت البعثة انها "تدين باشد العبارات هذا الهجوم على طاقمها وممتلكاتها وترى انه يشكل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي".
واضافت انها "تدعو السلطات المالية الى ان تفعل كل شىء لكشف المسؤول عن هذا العمل واحالته على القضاء"، موضحة انها "تتحمل مسؤولية امن طاقمها وخصوصا في باماكو".
واشار ايفان غيشاوا الخبير بمنطقة الساحل واستاذ في جامعة ايست انغليا البريطانية، في تغريدة على تويتر الى ان الهجوم يأتي بعد "تصريحات ضد بعثة الامم المتحدة" ادلى بها الرئيس المالي "ولم تكن حكيمة".
واضاف ان "انتقاد بعثة الامم المتحدة بشكل متواصل لا يساهم في تهدئة الاجواء السياسية".
وكان الرئيس المالي هاجم خلال حفل توقيع الاتفاق رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو. وقال "هل انتهكنا يوما وقف اطلاق النار؟ يبدو ان على الامم المتحدة ان تبرهن على العدالة في هذا الشأن".
وفي اليوم التالي حمل لادسو بعنف على السلطات المالية التي لا تبدو ممتنة لقوات الامم المتحدة التي خسرت 53 من عناصرها في هذا البلد.
ويأتي هذا الهجوم بعد اكثر من شهرين على اول عملية شهدتها باماكو ضد غربيين استهدفت في السابع من آذار/مارس حانة يرتادها السكان المحليون والاجانب. وقد اسفرت عن سقوط خمسة قتلى هم ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي. وتبنت الهجوم جماعة "المرابطون" الجهادية التي يقودها الجزائري مختار بلمختار.
ويهدف اتفاق السلام الذي وقع في 15 ايار من قبل الحكومة والوساطة الدولية وليس من قبل المتمردين، الى احلال سلام دائم في شمال مالي الذي شهد سلسلة من حركات تمرد الطوارق منذ السنوات الاولى لاستقلال البلاد في 1960.
وفي 2012 تحولت هذه المنطقة الشاسعة الصحراوية بمعظمها الى معقل لنشاطات الجهاديين حتى اطلاق عملية سرفال الفرنسية في كانون الثاني 2013 التي شكلت نقطة انطلاق تدخل دولي.
وقد اعلنت الوساطة الدولية في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه الاربعاء ان "سلسلة مشاورات" حول اتفاق السلام في مالي ستجرى اعتبارا من الاثنين في العاصمة الجزائرية.
وقالت بعثة الامم المتحدة في مالي في بيان ان الوساطة الدولية للمحادثات بين الماليين، وعلى رأسها الجزائر اجتمعت الثلاثاء في باماكو "وعلى جدول اعمالها تحديد التحركات التي يجب القيام بها بعد توقيع اتفاق السلام والمصالحة في مالي".