استمرار الغارات في اليمن في ظل محادثات بين الاميركيين والحوثيين

Read this story in English W460

استمر التحالف العربي الذي تقوده السعودية الاربعاء بضرب مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن في الوقت الذي يجري فيه الاميركيون محادثات مباشرة مع المتمردين  في مسقط سعيا لتجنيب اليمن مخاطر مزيد من الانزلاق.

وشب حريق في مجمع عسكري يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في صنعاء اثر استهدافه فجر الاربعاء بغارة شنها التحالف العربي حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب 11 آخرون بجروح عندما ضربت المقاتلات مجمع 22 مايو، وهو مجمع صناعي تابع للجيش ويسيطر عليه حاليا المتمردون الحوثيون الذين حولوه الى مخزن للسلاح والذخائر، وذلك بحسب مصدر طبي وسكان.

وهزت العاصمة اليمنية عدة انفجارات نتيجة الغارات العنيفة التي شنها طيران التحالف خلال الليل وصباح الاربعاء والتي استهدفت ايضا مقر الفرقة الاولى مدرع سابقا اضافة الى مجمع 22 مايو، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

واصيب السكان بحالة من الهلع جراء شدة الانفجارات.

وقال مراسل وكالة فرانس برس "لقد امضيت اربع ساعات من الرعب مع عائلتي بسبب الانفجارات" مضيفا ان "رائحة المتفجرات والغبار المنبعث من الانفجارات" عمت المنزل الذي يقع على بعد كيلومتر تقريبا من المواقع التي استهدفت.

كما شن الطيران ليل الثلاثاء الاربعاء غارات على معسكر للشرطة في صنعاء وعلى مواقع للحوثيين وللقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لاسيما في همدان شمال صنعاء اضافة الى مواقع في محافظتي حجة وصعدة في الشمال واب في الوسط وتعز والضالع في الجنوب بحسب سكان.

وكثف التحالف مؤخرا ضرباته الجوية التي اطلقها في 26 اذار ضد المتمردين الحوثيين لمنعهم من السيطرة على اليمن بكامله.

كما استمر القتال على الارض بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والمجموعات المسلحة الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الموجود في الرياض، والمنضوية تحت لواء ما يعرف ب"المقاومة الشعبية".

وذكرت مصادر محلية ان الحوثيين تقدموا في عدن باتجاه حي المنصورة، بمقدار كيلومتر واحد تقريبا.

وتدور في المدينة الجنوبية الكبرى معارك عنيفة بين "المقاومة" والمتمردين فيما شن التحالف غارات مساندة للمقاومة اسفرت عن مقتل 18 عنصرا من ميليشيات الحوثيين كما تم تدمير ناقلة جند ودبابة بحسب علي الاحمدي الناطق باسم المقاومة.

وذكر الاحمدي ان "جثث الحوثيين موجودة لدى المقاومة".

واكد شهود عيان ان تعزيزات عسكرية للقوات الموالية لهادي في عدن تتقدم نحو خطوط التماس بالقرب من حي المنصورة.

وقد سقط ثلاثة قتلى من مسلحي "المقاومة الشعبية" في اشتباكات اندلعت امس الثلاثاء في عدن، كما اصيب 42 شخصا بجروح بينهم اربعة اطفال بحسب مدير مكتب الصحة في عدن خضر لصور.

وقد بدأت الولايات المتحدة منذ ايام في سلطنة عمان اتصالات مباشرة مع الحوثيين المدعومين من قبل ايران، للدفع باتجاه عقد محادثات سلام يمنية برعاية الامم المتحدة في جنيف.

وعقد موفد اميركي رفيع للمرة الاولى محادثات مع المتمردين وفق ما اعلنت الخارجية الاميركية الثلاثاء.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف ان كبيرة الدبلوماسيين الاميركيين للشرق الاوسط آن باترسون التقت في سلطنة عمان ممثلين لاطراف معنيين بالنزاع المستمر في اليمن "بينهم ممثلون للحوثيين" في محاولة لاقناع جميع الاطراف بالمشاركة في مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف.

واوضحت هارف ان الاجتماع مع الحوثيين هدف الى "تعزيز فكرتنا القائلة ان حلا سياسيا للنزاع في اليمن هو وحده ممكن وان كل الاطراف بمن فيهم الحوثيون" ينبغي ان يشاركوا فيه.

ولفتت الى ان باترسون توجهت ايضا الى المملكة السعودية لاجراء مشاورات حول حل النزاع اليمني مع مسؤولين سعوديين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وفي وقت سابق الثلاثاء، اعلنت الحكومة اليمنية في المنفى ان المفاوضات بين الاطراف اليمنيين قد تعقد خلال نحو اسبوعين في جنيف.

وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي لوكالة فرانس برس "هناك جهود ومشاورات من اجل عقد لقاء تشاوري بين السلطة الشرعية والمتمردين الحوثيين في جنيف برعاية الامم المتحدة، في غضون اسبوعين".

وشدد على ان "اساس هذه المحادثات يجب ان يكون، وهذا ما نتمسك به، تنفيذ القرار 2216" الذي يدعو خصوصا الى انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها.

وأيد مجلس الامن الدولي الثلاثاء دعوة اطلقها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لارساء هدنة انسانية جديدة في اليمن، مطالبا اطراف النزاع ببدء مفاوضات سلام في اسرع وقت.

وتعليقا على المحادثات الاميركية الحوثية في مسقط ومدى تناغم المواقف الاميركية والسعودية، قال خبير شؤون الامن والارهاب مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان "السعودية متشبثة بالقرار 2216 وتربط اي هدنة بتنفيذ هذا القرار".

واعتبر انه "لا خيار امام الاميركيين الا التحرك على اساس هذا القرار" مشيرا الى ان "الاميركيين لا يستطيعون ان يغضبوا السعودية لان هنالك حاجة لصمت ان لم يكن تاييد سعودي للاتفاق النووي مع ايران".

اما المحلل السياسي الاماراتي عبدالخالق عبدالله فقد توقع ان تتكثف الغارات قبل بداية شهر رمضان للضغط على الحوثيين من اجل قبول تنفيذ القرار 2216 الذي يطلب منهم الانسجاب من المواقع التي احتلوها، مشيرا الى امكانية اعلان هدنة طويلة الامد خلال شهر رمضان.

التعليقات 0