الامم المتحدة تفتتح مكتبا في سيول لمراقبة وضع حقوق الانسان في كوريا الشمالية
Read this story in Englishافتتحت الامم المتحدة مكتبا جديدا الثلاثاء في سيول لمراقبة سجل حقوق الانسان في كوريا الشمالية ما دفع بيونغ يانغ الى التحذير بالقيام بتحرك "حاسم هو الاقسى" ضد ما اعتبرته "استفزازا خطيرا".
وافتتح المكتب رسميا في مراسم حضرها المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد بن رعد الحسين رغم تهديدات كوريا الشمالية المتكررة بالرد ب"عقاب لا رحمة فيه" ضد كوريا الجنوبية في حال افتتاح ذلك المكتب.
واعلنت بيونغ يانغ انها ستقاطع العاب العالم للجامعات التي ستجري في مدينة غوانغجو في كوريا الجنوبية احتجاجا على فتح المكتب.
وقال الحسين في بيان بمناسبة افتتاح المكتب "على بعد اقل من 50 ميلا من هنا يوجد عالم اخر يتسم باقصى درجات الحرمان" في اشارة الى كوريا الشمالية.
واضاف ان "مكتب سيول سيراقب ويوثق قضايا حقوق الانسان في (كوريا الشمالية) ويبني على العمل المتميز الذي قام به المقرر الخاص للجنة التحقيق. ونحن نعتقد ان هذا سيساعد على وضع اسس المساءلة المستقبلية".
وفر العديد من الكوريين الشماليين الى كوريا الجنوبية سعيا لحياة جديدة، الا ان الملايين "لا زالوا محتجزين في قبضة نظام تسلطي يحرمهم من الحرية وكذلك يحرمهم بشكل متزايد من احتياجاتهم الاساسية للبقاء على قيد الحياة".
ووصف فيل روبرتسون نائب مدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في اسيا فتح مكتب جديد للامم المتحدة بانه "خطوة مهمة الى الامام" في الحملة لانهاء "الانتهاكات المنهجية والمنتشرة لحقوق الانسان" في كوريا الشمالية.
واحتج نحو 20 ناشطا في سيول ضد فتح المكتب وقالوا انه سيستخدم "للاطاحة" بحكومة كوريا الشمالية وسيفاقم من توتر العلاقات بين الكوريتين.
واقترحت الامم المتحدة فتح مكتب ميداني في اعقاب تقرير نشرته لجنة في الامم المتحدة العام الماضي خلص الى ان كوريا الشمالية ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان "ليس لها مثيل في العالم المعاصر".
وبناء على شهادة مئات الكوريين الشماليين الذين يعيشون في المنفى، توصلت اللجنة الى وجود شبكة هائلة من معسكرات الاعتقال التي يحتجز فيها ما يصل إلى 120 الف شخص، ووثقت حالات تعذيب وقتل تعسفي واغتصاب.
وشكل التقرير اساسا لقرار تبنته الجمعية العام للامم المتحدة دعت فيه مجلس الامن الدولي الى التفكير في احالة ملف بيونغ يانغ الى المحكمة الجنائية الدولية.
ووصفت بيونغ يانغ التقرير بانه "من صنع الخيال" الفته الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية ان "كوريا الشمالية ستحبط بالتاكيد خدعة +حقوق الانسان+ التي تستهدف كوريا الشمالية من خلال عمل مضاد قاس وحازم".
واضاف البيان ان مكتب الامم المتحدة هو "استفزاز بشع ومسيس" يتحدى كرامة كوريا الشمالية ونظامها الاجتماعي".
وتابع "هذا تصرف فوضوي واستفزاز خطير يدفع المواجهة بين الكوريتين الى مرحلة خطرة خلافا لرغبة جميع الكوريين الراغبين في تحسن العلاقات بين البلدين".
وبقيت التوترات عبر الحدود عند اعلى مستوياتها هذا العام بسبب سلسلة من التجارب البالستية الكورية الشمالية والتهديدات النووية والمناورات الاميركية الكورية الجنوبية السنوية.
وتعتبر بيونغ يانغ التدريبات المشتركة والتي جرى اخرها في اذار ونيسان هذا العام، استعدادا للغزو. الا ان واشنطن وسيول تقولان انها لاغراض دفاعية بحتة.