وزير الدفاع الاميركي يسعى لطمأنة اسرائيل حول الاتفاق النووي مع ايران
Read this story in Englishيحاول وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاثنين خلال زيارة الى اسرائيل طمأنة الدولة العبرية من تبعات الاتفاق المبرم بين ايران والدول الكبرى في جنيف، مؤكدا ان اسرائيل تبقى "حجر الزاوية للاستراتيجية الاميركية" في المنطقة.
واسرائيل هي المحطة الاولى في الجولة التي يقوم بها كارتر في المنطقة عقب الاعلان الاسبوع الماضي عن التوصل الى اتفاق تاريخي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين).
ويهدف الاتفاق الى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي الايراني لاغراض عسكرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد هذا البلد.
ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق مع ايران مشيرا الى انه غير كاف لمنع طهران من حيازة اسلحة نووية قد تستخدمها ضد الدولة العبرية.
واكد نتانياهو ان الخيار العسكري يبقى مطروحا على الطاولة لمنع ايران من حيازة اسلحة نووية. ويبدو من غير المرجح ان تقوم اسرائيل باللجوء الى شن ضربة عسكرية احادية الجانب، وقد تسعى للحصول على تعويضات عن التهديد الذي تتعرض له.
وقبيل اجتماعه مع نظيره الاسرائيلي موشيه يعالون، اكد كارتر ان البلدين "سيعملان معا للحفاظ على سلامتنا وامننا في هذه المنطقة المضطربة".
واضاف "اسرائيل حجر زاوية الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط".
وتجنب يعالون الاشارة الى الخلاف بين البلدين في بيانه قبل الاجتماع، وقال "بيننا مصالح مشتركة بالاضافة الى قيم مشتركة".
وتابع يعالون "واليوم، سيكون امامنا فرصة لمناقشة تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط. الاوضاع حقا تتطور وتتغير كل يوم تقريبا.ولهذا علينا تعديل استراتيجيتنا لمواجهة التحديات".
واسرائيل هي القوة النووية الوحيدة لكن غير المعلنة في الشرق الاوسط.
وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية الاميركية المقدمة الى اسرائيل 3 مليارات دولار اميركي سنويا، بالاضافة الى دعم مشاريع اخرى بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
وبحسب الصحافة الاسرائيلية فان الدولة العبرية تسعى للحصول من الولايات المتحدة على تعويضات عسكرية اخرى لتساعدها على الدفاع عن نفسها من مخاطر الاتفاق الجديد مع طهران، لكن نتانياهو لم يقم حتى الان بتخفيف انتقاداته الحادة.
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاثنين عن مسؤولين في وزارة الدفاع استعدادهم للبدء بمحادثات حول تلقي تعويضات مماثلة، الا ان نتانياهو ما زال مترددا كونه يعتقد بان هذا قد يعطي مؤشرا على موافقة اسرائيل على الاتفاق.
وبالاضافة الى الخطر الذي تشكله ايران في حال امتلاكها السلاح النووي على اسرائيل، يقول نتانياهو ان رفع العقوبات سيتيح لطهران تعزيز تمويل حلفائها في المنطقة من حزب الله الشيعي اللبناني الى حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية.
ومن المقرر ان يزور كارتر الاثنين ايضا الحدود مع لبنان في زيارة تقييمية للمخاطر التي تقول اسرائيل ان حزب الله اللبناني يشكلها على امنها.
واتهم المجتمع الدولي ايران بان برنامجها النووي يهدف الى انتاج قنبلة نووية، وهو ما نفته ايران واكدت على انه لاغراض سلمية بحتة.
وبموجب الاتفاق الذي مدته عشر سنوات ستخفض ايران مخزوناتها من اليورانيوم المخصب وعدد اجهزة الطرد المركزي التي تشغلها، لتقليل قدراتها على امتلاك قنبلة نووية.
وكان كارتر اكد في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الى اسرائيل ان الاتفاق مع ايران لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع ايران من حيازة القنبلة الذرية.
وقال الوزير الاميركي ان "احد الاسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقا جيدا هو انه لا يحول بتاتا دون إبقاء الخيار العسكري" الاميركي على الطاولة اذا ما سعت ايران الى حيازة السلاح الذري.
ومن جهته، اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تصريح لوكالة الانباء الايرانية الرسمية انه "في الوقت الذی وصف فيه العالم اتفاق الاسبوع الماضي فی فیینا بانه انتصار الدبلوماسیة علی الحرب والقوة، فانه من المؤسف انه لازال هناك من یتحدث عن الاستخدام اللامشروع للقوة لتحقیق اغراضهم الباطلة ویصرون وبشکل عبثي للحفاظ علی خیار واحد غیر فاعل سلفا".
وسيركز نتانياهو حاليا كافة جهوده من اجل الضغط على الكونغرس الاميركي لرفض الاتفاق، وحشد عدد كاف من النواب الديمقراطيين والجمهوريين لمنع رفع العقوبات الاقتصادية الاميركية على ايران.
وقال نتانياهو الاحد لقناة سي بي اس الاميركية الاحد "يمكن لهذا الاتفاق ان يعرقل امكانية حيازة ايران قنبلة او قنبلتين في السنوات المقبلة انطلاقا من المبدأ القائل انهم لا يغشون لكنه يفسح المجال لتطوير قنابل كثيرة خلال عقد".
وسيلتقي كارتر بنتانياهو الثلاثاء قبل ان يتوجه الى الاردن والسعودية.