اسبانيا تستنفر عناصرها للعثور على ثلاثة صحافيين مفقودين في سوريا

Read this story in English W460

بدأ سباق مع الزمن الاربعاء للعثور على ثلاثة صحافيين اسبان فقد اثرهم في حلب شمال سوريا منذ عشرة ايام، فيما اعلنت اسبانيا استنفار عملائها السريين لهذا الغرض.

واكد وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو الاربعاء ان "العمل جار على قدم وساق" للعثور عليهم مؤكدا انه لم يتسلم "اي اعلان مسؤولية" عن اختفاء الصحافيين لكنه قال ان "كل الفرضيات" مطروحة.

وقال في ندوة عقدت في مدريد "لم نتسلم اي اعلان مسؤولية حتى هذه اللحظة".

وردا على سؤال طرحه صحافي، قال "دعونا نعمل بتكتم لان هذا هو الانسب لزملائكم" مضيفا "لا نرجح اية فرضية".

واكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي "لا نستبعد اي فرضية. حتى الان الشيء الوحيد المؤكد هو انهم مفقودون"، وذلك على هامش منتدى اعمال في اشبيلية جنوب اسبانيا.

وكان اتحاد جمعيات الصحافيين اعلن مساء الثلاثاء فقدان اثر انطونيو باملييغا (المولود في 1982) وخوسيه مانويل لوبيز (1971) وانخيل ساستر (35 عاما). واكدت عائلاتهم هذه المعلومات داعية وسائل الاعلام الى التحلي "بالصبر" و"الاحترام".

وعمل الصحافيون في الفترة الاخيرة لحساب وسائل اعلام اسبانية ولاسيما صحيفتي اي بي سي ولاراسون، وشبكة كواترو واذاعة اوندا سيرو.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن شهود ان الصحافيين الثلاثة شوهدوا للمرة الاخيرة في حلب في 13تموز في حي المعادي الخاضع لعدد من المجموعات المعارضة.

وكان الثلاثة يستخدمون شاحنة صغيرة بيضاء بحسب المصدر الذي افاد ان مجموعة من الرجال اقتادتهم.

لكن وزير الخارجية رفض تاكيد المعلومات الاخيرة.

ولا تنقص هؤلاء المراسلين الذين يعملون لحسابهم الخاص الخبرة.

وساهم انطونيو "طوني" باملييغا الذي يعمل في الصحافة المكتوبة واعداد اشرطة الفيديو والصور، في تغطية النزاع السوري ايضا لحساب وكالة فرانس برس حتى 2013، كما عمل في العراق.

وكذلك المصور خوسيه مانويل لوبيز الذي تعود صوره الاخيرة لوكالة فرانس برس الى ايلول 2014، على خط الجبهة الذي يفصل بين القوات الكردية العراقية ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

ونال لوبيز عددا من الجوائز على صوره القاسية لضحايا الحرب في سوريا وغيرها.

في 2010 وصف بامبلييغا بشغف في مقالة في صحيفة ال باييس كيف وصل في سن الـ25 الى "احدى اخطر مدن العالم...متحديا نصائح والدي ومتسببا لهما بصدمة، صعدت في 29 كانون الثاني 2008 الى طائرة باتجاه بغداد"، متحدثا عن جهوده كمراسل معدم ليصبح "صحافيا كبيرا".

اما ساستر الذي بدا حياته المهنية كمراسل كبير في اميركا اللاتينية فاكد في مقابلة انه مدرك لخطر التعرض للخطف او الموت في سوريا. وكتب في تغريدته الاخيرة على تويتر "تحلوا بالشجاعة"، بتاريخ 10 تموز.

كما اعلن وزير الخارجية الاسباني ان "هناك عناصر من المركز الوطني للاستخبارات موجودون في سوريا ويساعدوننا" للعثور على الصحافيين، وذلك في تصريحات نقلتها اذاعة اوندا سيرو.

واضاف ان "الوزارة على اتصال دائم مع السفارة في تركيا التي تشرف على العمليات".

وصرح وزير العدل رافاييل كاتالا "لا جديد لدينا في الساعات الاخيرة" متحدثا عن بذل الجهود "لتحديد موقعهم".

ويقصف النظام بانتظام مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة او الجهاديين في مدينة حلب وريفها من طائرات حربية او بالبراميل المتفجرة. ويستخدم كذلك بدرجة اقل المدفعية وصواريخ من طراز ارض ارض. وحصد هذا القصف الاف القتلى واوقع اضرارا بالغة لا سيما في مدينة حلب التي كانت تعتبر قبل الحرب العاصمة الاقتصادية لسوريا.

في ايلول 2013، خطف ثلاثة صحافيين اسبان في سوريا قبل ان يطلق سراحهم في اذار 2014. وتعتبر منظمة مراسلون بلا حدود سوريا التي تشهد نزاعا منذ 2011 اخطر بلد في العالم للصحافيين. وتعتبر ان 44 صحافيا قتلوا فيها منذ 2011.

وتقول المنظمة ايضا ان 30 صحافيا ومدونا مسجونون حاليا في سجون النظام وان 25 آخرين على الاقل منهم 10 اجانب رهائن لدى تنظيم الدولة الاسلامية او مجموعات متطرفة اخرى.

اسفرت الحرب في سوريا التي بدات في تظاهرات سلمية تعرضت لقمع دام، عن مقتل اكثر من 230 الف شخص منذ 2011، في نزاع بين النظام والمعارضة والاكراد والجهاديين على اراض تزداد تقسيما.

التعليقات 0