التوتر في بحر الصين الجنوبي يهيمن على القمة الامنية الآسيوية

Read this story in English W460

دعا دبلوماسيون من جنوب شرق آسيا الصين الثلاثاء الى معالجة المخاوف بشأن خطتها المثيرة للجدل بشأن جزر في بحر الصين الجنوبي، وذلك خلال محادثات امنية اقليمية في كوالالمبور سيحضرها وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وحذرت الولايات المتحدة وبعض دول جنوب شرق آسيا من تزايد الخطر فيما تقوم بكين بتوسيع اعمال بناء جزر اصطناعية صغيرة وثبتت على بعضها مواقع عسكرية لتعزيز مطالبتها بهذه المنطقة المائية الاستراتيجية المتنازع عليها ما يثير مخاوف من نشوب نزاع في المستقبل.

وقبيل الاجتماع الذي استضافته الدول العشرة في رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) الذي انطلقت اعماله الثلاثاء في ماليزيا، لم يلمح وزير الخارجية الصيني وانغ يي الى اي اتفاق.

وقال وانغ للصحافيين في سنغافورة الاثنين ان "الصين لم تؤمن ابدا بأن المحافل الدولية هي المكان المناسب لمناقشة الخلافات الثنائية المحددة". واضاف انه بذلك سوف "تزيد المواجهة"، مضيفا ان الصين لن ترضخ للضغوط لوقف استعادة ارضها.

ومع ذلك، يصر المسؤولون في الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا على ان النزاع سيتصاعد.

وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة امان خلال اجتماع لوزراء خارجية المجموعة انه "يمكن ويجب على آسيان ان تلعب دورا حيويا في التوصل الى تسوية ودية" حول بحر الصين الجنوبي.

واضاف انه "قبل كل شيء علينا معالجة هذه القضية سلميا وبتعاون. حققنا بداية ايجابية ولكننا في حاجة الى بذل المزيد من الجهد".

من جهته، دعا وزير الخارجية الفيليبيني البرت ديل روزاريو الذي انخرطت بلاده في اكثر المواجهات مباشرة مع الصين، الى "وقف استصلاح الاراضي ووقف البناء ووقف الاعمال العدوانية التي يمكن ان تزيد من التوترات".

وقال في بيان ان اي وقف من هذا القبيل لا ينبغي ان يعتبر "باي شكل من الاشكال تشريعا" للاراضي الصينية التي استصلحت حتى الآن.

وتطالب الصين بالسيطرة على غالبية بحر الصين الجنوبي وهو طريق شحن رئيسي يعتقد انه يضم احتياطيات كبيرة من النفط والغاز.

واضافة الى الفيليبين، تطالب بالسيادة على مناطق من بحر الصين كل من بروناي وماليزيا وفيتنام وتايوان.

وتصر بكين منذ فترة طويلة على ان يتم التعامل مع النزاعات على اساس ثنائي بين الطرفين المتنافسين.

واكد دبلوماسيون ومحللون منذ فترة طويلة ان موقف الصين هذا يهدف الى منع مجموعة آسيان من تشكيل جبهة موحدة.

غير ان المندوبين يقولون ان الصين لن تكون قادرة على الهروب من طرح المشكلة في كوالالمبور.

وقال احد الدبلوماسيين الذين حضروا المحادثات لوكالة فرانس برس "هذه ليست كمبوديا او لاوس" في اشارة الى اجتماع لوزراء الخارجية في العام 2012 اتهمت فيه الدولة المضيفة كمبوديا حليفة الصين، بمنع النقاش حول هذا الموضوع.

ويضاف الى هذا التوتر، ما قاله الاسبوع الحالي مركز ابحاث في واشنطن عن احتمال قيام بكين بالاستعداد لبناء مهبط طائرات ثان على احدى الجزر الاصطناعية.

وتقوم الصين ببناء مدرج مساحته ثلاثة آلاف على جزيرة فييري كروس الاصطناعية، والذي يمكن استخدامه في عمليات القتال، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ورفض وانغ دعوات من بعض المنافسين والولايات المتحدة لوقف استصلاح الاراضي.

واضاف ان "اقتراح التجميد قد يبدو غير منحاز في الظاهر ولكنه غير واقعي في الحقيقة، لن يكون عمليا".

وستمتد المحادثات على مدى اليومين المقبليين في منتدى آسيان الاقليمي، الذي يحضره وزير الخارجية الاميركي ونظيره الصيني وانغ يي ومبعوثون من المنطقة بما في ذلك اليابان والكوريتين وروسيا وغيرها.

ومن المقرر ان يلتقي كيري مع نظيره الصيني صباح الاربعاء على هامش القمة.

وقبيل توجهه الى ماليزيا لحضور قمة آسيان، وصل كيري الثلاثاء الى سنغافورة ليتحدث في فوائد اتفاق التجارة الحرة بين دول المحيط الهادىء وذلك بعد ثلاثة ايام على فشل المفاوضات بين الدول المعنية بهذا الاتفاق التي تشكل 40 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي العالمي.

وقال كيري ان دول المحيط الهادئ "شارفت على التوصل" الى اتفاق تاريخي.

وقال وزير الخارجية الاميركي ان 12 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان الذين يتفاوضون على الشراكة عبر المحيط الهادئ حققوا تقدما جيدا بشأن التوصل الى اتفاق بعد المحادثات التي انتهت يوم الجمعة في ماوي، ولكن "كما هو الحال مع اي مفاوضات معقدة(...) لا تزال هناك تفاصيل بحاجة الى الحل".

واضاف كيري خلال محاضرة في جامعة سنغافورة للادارة "اصدقائي، هذه اللحظة تشكل فرصة استثنائية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. نحن على وشك الانتهاء من اتفاق تاريخي للشراكة على التجارة عبر المحيط الهادئ".

واشاد كيري باتفاق التجارة الحرة معتبرا انه اتفاق له فوائد كبيرة للنمو الاقتصادي.

وقال ان الاتفاق من شأنه ان يرفع معايير العمل والبيئة، وحماية الملكية الفكرية، وردع الفساد وكذلك ضمان التجارة الرقمية الحرة والمنافسة العادلة بين شركات مملوكة للدولة وشركات خاصة.

وتعمل واشنطن منذ سنوات على "اعادة التوازن" في علاقات الولايات المتحدة باتجاه آسيا.

وكان مفاوضو الدول ال12 حول اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ اعلنوا في ختام اجتماعهم في هاواي الاحد انهم لم يتوصلوا الى اتفاق نهائي خلال هذا اللقاء.

وقال الممثل الاميركي الخاص للشؤون التجارية مايكل فرومان ان الدول المشاركة في المفاوضات قررت استكمال المباحثات على صعيد ثنائي بهدف تذليل آخر العراقيل التي ما زالت تعترض اتمام "اتفاقية التجارة الحرة في منطقة المحيط الهادئ".

ولم يحدد اي موعد لعقد اجتماع جديد للدول ال12 (الولايات المتحدة والبيرو وتشيلي وكندا والمكسيك وبروناي واليابان وماليزيا وسنغافورة وفيتنام واستراليا ونيوزيلندا).

وبعد مفاوضات بدات قبل سنوات عدة، كانت واشنطن تأمل التوصل سريعا الى اتفاق نهائي كي يتسنى للكونغرس المصادقة عليه قبل الانطلاقة الفعلية لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني 2016.

التعليقات 0