رئيس الوزراء الهندي يؤكد عزمه القضاء على آفة الفساد
Read this story in Englishأكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في ذكرى استقلال الهند السبت انه يريد القضاء على الفساد في بلاده، مشبها هذه الآفة "بالنمل الابيض الذي ينتشر ببطء ويصل الى كل مكان" مجددا التزامه مكافحة الفقر.
وقال مودي في خطاب في الحصن الاحمر في نيودلهي سعى الى تهدئة الشكوك في قيادته بعدما الحقت اتهامات بالفساد طالت بعض مساعديه اضرار بالاصلاحات الاساسية التي يعرقلها البرلمان.
وحذر مودي الهندوسي القومي المتشدد ايضا من "سم" التعصب، وذلك في خطابه الذي استمر اكثر من ساعة.
لكن تصريحاته بشأن مخاطر الفساد اثارت الاهتمام بما في ذلك اعترافه بان هذه المكشلة وصلت الى القمة.
وقال رئيس الوزراء الهندي "اريد ان اجدد التأكيد ان هذه الامة ستتخلص من الفساد. بامكاننا ان نخلص البلاد من الفساد، علينا ان نبدأ من القمة".
واضاف ان "الفساد يشبه النمل الابيض، ينتشر ببطء ويصل الى كل مكان ولكن يمكن القضاء عليه بواسطة حقنات تعطى في الوقت المناسب".
وتأتي تصريحات مودي بينما وردت اسماء عدد كبير من كبار مسؤولي حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) في عدد من القضايا. وتستهدف اتهامات بالفساد وزيرة الخارجية سوشما سواراج ورئيسي السلطة التنفيذية في ولايتي راجستان وماديا براديش.
واربكت هذه الاتهامات مودي الذي انتخب العام الماضي بناء على وعد بتطهير الحكومة بعد سلسلة فضائح ابان عهد حزب المؤتمر الذي كان حاكما قبله.
وقال في خطابه انه ليست هناك اي اتهامات بالاختلاس موجهة الى حكومته مشيرا الى ان قانونا جديدا حول اعلان الدخل سمح بالكشف عن مليارات الدولار المخبأة التي ستفرض عليها ضرائب الآن.
واكد "ضرورة استئصال الفساد بشكل كامل".
لكن اصلاحات اقتصادية اخرى تراوح مكانها في البرلمان بما في ذلك فرض رسوم على المبيعات ترى الحكومة انه اساسي لتعزيز النمو.
وتبلغ نسبة نمو الاقتصاد الهندي حوالى 7,5 بالمئة لكن البلاد بحاجة لاخراج مئات الملايين من الاشخاص من الفقر في ثاني بلد في العالم من حيث السكان.
وفي هذا الاطار، حدد رئيس الوزراء الهندي مهلة الف يوم لمد شبكة الكهرباء الى كل القرى في البلاد.
وقال "بعد سنوات عديدة من الاستقلال ما زالت 18 الفا و500 قرية في الهند بلا كهرباء". واضاف "ادعو الولايات (في الاتحاد) والاطراف المعنية الى ربط هذه القرى بشبكة الكهرباء خلال مهلة الف يوم".
واضاف انه يبذل جهودا شاقة ليتاح ل170 مليون شخص فتح حسابات مصرفية للمرة الاولى وفق برنامج تعده الحكومة.
وقال ان "الفقراء يشكلون قاعدة هرم التنمية وعلينا ان نعزز القاعدة. اذا تمكنا من تقويتهم فلن يستطيع احد وقف مسيرتنا".
ولقي خطاب مودي الاول اشادة من قبل مختلف السياسيين في البلاد بعدما طرح قضايا مثل العنف الجنسي والاضطرابات الدينية والنقص في المراحيض.
لكن بعد 12 شهرا يبدو ان المشاكل تتفاقم ولا يبدو معارضوه مستعدين للمساومة.
وقال وزير الاعلام السابق في حكومة حزب المؤتمر مانيش تيواري ان مودي اخفق في معالجة الاتهامات بالفساد التي طرحت في البرلمان، معتبرا انه لا يملك "سلطة معنوية" ليأمر مساعديه بالرحيل.
واضاف تيواري لوكالة فرانس برس "لم يقل للشعب طوال خطابه الطويل لماذا ضاعت الدورة البرلمانية الاخيرة".
من جهتها، كتيت صحيفة تايمز اوف انديا السبت ان حكومة مودي تواجه المشاكل نفسها التي واجهتها الحكومة السابقة. واشارت الى "العجز عن الدفع قدما بالاصلاحات الاقتصادية التي يمكن ان تعزز النمو الى جانب فضائح الفساد".
وكشف استطلاع للرأي اجري مؤخرا لحساب شبكة التلفزيون ايه بي بي ان 59 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع يشعرون ان مودي لم يف بوعده تشكيل حكومة خالية من الفاسدين.