كوريا الجنوبية في حالة تأهب قصوى مع اقتراب انتهاء مهلة الشمال
Read this story in Englishوضعت القوات الكورية الجنوبية في حالة تأهب قصوى السبت بعدما هددت كوريا الشمالية بشن حرب ما لم توقف سيول حملتها الدعائية عبر مكبرات الصوت على الحدود بين البلدين قبل المهلة المحددة اليوم.
وقالت كوريا الشمالية ليل الجمعة السبت ان قواتها على الحدود اصبحت في وضع "التسلح الكامل والاستعداد للقتال" مع انتهاء المهلمة عند الساعة الخامسة (8,30 تغ) من اليوم السبت.
وحذر وزير الخارجية الكوري الشمالي من ان الوضع "وصل الى شفير الحرب"، مؤكدا ان "جيشنا وشعبنا على استعداد للمجازفة بحرب شاملة ليس فقط كرد فعل وبصد بل للدفاع عن النظام الذي اختاره شعبنا".
من جهته، اكد ميونغ هون مساعد المندوب الدائم لبيونغ يانغ في الامم المتحدة "اذا لم تستجب كوريا الجنوبية لانذارنا (بوقف الدعاية) فان رد فعلنا العسكري سيصبح حتميا وسيكون قويا جدا".
وتملك الاسرة الدولية خبرة طويلة مع تهديدات كوريا الشمالية لكنها تخشى تصعيدا ممكنا مع ان كثيرين يرون ان ذلك ليس سوى محاولة جديدة من بيونغ يانغ للفت الانظار.
وقال جيمس كين الباحث في مركز المعهد الآسيوي الفطري في سيول "نظرا لماضيهم في اسلوب التفاوض والتهديدات، احتمال ان ينفذوا تهديداتهم بعمل عسكري ضئيل".
لكنه اكد في الوقت نفسه ان هذه التهديدات خطيرة ولا يمكن استبعاد ان توجه كوريا الشمالية ضربة ما. وقال "اذا حدث ذلك، فان كوريا الجنوبية يجب ان تكون حازمة وترد فورا لتؤكد انها لن تخضع للترهيب"، مؤكدا ان "اي شىء اقل من ذلك سيشكل دعوة لمزيد من الاستفزاز".
وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية "نحن مستعدون للرد بقوة على اي عمل استفزازي كوري شمالي".
ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مصادر عسكرية قولها ان بيونغ يانغ نشرت وحداتها المدفعية على الحدود لتوجيه ضربة محتملة الى مكبرات الصوات الكورية الجنوبية التي تبث دعاية عبر الحدود.
واضاف ان ثماني مقاتلات اميركية وكورية جنوبية قامت بمحاكاة عمليات قصف "يمكن ان تشكل انذارا لكوريا الشمالية".
وحاليا، لا تبدو اي مخاوف في صفوف السكان الكوريين الجنوبيين الذين اعتادوا لسنوات على تهديدات الشمال بحرب وشيكة لا تقع.
والكوريتان تقنيا في حالة حرب منذ 65 عاما اذ ان الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف لاطلاق النار ولم يوقع اتفاق سلام رسمي.
ويعود آخر هجوم مباشر من الشمال على الجنوب الى 2010 عندما قصفت بيونغ يانغ جزيرة يونبيونغ الحدودية الكورية الجنوبية مما ادى الى مقتل مدنيين اثنين وجنديين.
وامر الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونغ اون الجمعة بوضع القوات في حالة تأهب قصوى بعد تبادل للقصف المدفعي الخميس لم يسفر عن سقوط ضحايا.
واتهمت سيول بيونغ يانغ باطلاق عدة صواريخ باتجاه واحد من مكبرات الصوت على الحدود. وردت سيول باطلاق "عشرات" من القذائف المدفعية من عيار 155 ملم.
وسقطت كل القذائف التي اطلقها كل من الجانبين تقريبا في الشطر الذي يخضع لسلطته من المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد كيلومترين على جانبي الحدود.
وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد انفجار الغام ارضية مما ادى الى بتر اطراف عنصرين من دورية لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق الشهر الحالي بينما تجري تدريبات عسكرية كورية جنوبية اميركية كبيرة هذا الاسبوع.
واتهمت سيول بيونغ يانغ بوضع هذه الالغام وردت باستئناف بث التسجيلات الدعائية بصوت مرتفع عبر الحدود مستخدمة مكبرات صوت كانت صامتة لاكثر من عقد من الزمن.
ونفى الشمال اي دور له في الالغام وهدد بقصف "عشوائي" لمكبرات الصوت ما لم يتوقف بثها في مهلة تنتهي السبت.
واكدت كوريا الجنوبية انها لاتنوي وقف مكبرات الصوت. واكدت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التي ظهرت على التلفزيون مرتدية بزة عسكرية الجمعة، للقادة العسكريين ان اي استفزازت اضافية من الشمال "لن يسمح بها".
وفي نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الكوريتين على وضع حد للتوتر المثير للقلق في شبه الجزيرة المقسمة. وقالت متحدثة باسمه ان الامين العام "يحض الطرفين على الامتناع عن اتخاذ اي تدابير اخرى قد تزيد من حدة التوتر".
كما دعت الصين الى الهدوء وضبط النفس.
وينتشر حوالى ثلاثين الف جندي اميركي بشكل دائم في كوريا الجنوبية. وقد اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من جديد التزام الولايات المتحدة الدفاع عن حليفتها.
وكان البنتاغون اعلن الجمعة انه علقت لفترة قصيرة الخميس هذه التدريبات بعد القصف الكوري الشمالي عبر الحدود. وقال مساعد وزير الدفاع ديفيد شير "علقنا جزءا من التدريبات موقتا لنتيح لجانبنا التنسيق مع كوريا الجنوبية في مسألة تبادل القصف المدفعي عبر الحدود".