السعوديون يبايعون ولي العهد وناشطون يطالبونه بالافراج عن "الاف" المعتقلين
Read this story in Englishبدأ السعوديون بعد ظهر السبت مبايعة ولي العهد الجديد الامير نايف بن عبد العزيز اثر تعيينه خلفا لشقيقه الامير سلطان الخميس، في حين ناشده ناشطون اطلاق سراح "الاف المعتقلين" لأسباب سياسية.
وأعلنت وكالة الانباء الرسمية، إن مبايعة المواطنين لولي العهد بدأت بعد الظهر في قصر الحكم في الرياض، مشيرة الى أن "المبايعة في المحافظات ستكون أمام أمراء المناطق غدا الاحد".
وقال ولي العهد خلال المبايعة: "فلنأخذ الواقع الذي نعيشه في هذه الظروف المحيطة بنا من كل جهة والاضطرابات، فان الملك بقيادته (...) استطاع أن يجعل المملكة آمنة مستقرة في كل أمورها (...) ولولا ذلك لكان أصابنا ما أصاب غيرنا".
وأشاد بـ"الترابط الكبير بين الاسرة (...) وأبناء الوطن كبيرهم وصغيرهم هذا الترابط الحقيقي الذي يجري في دم كل مواطن سعودي".
وأضاف: "مع احساسي وشعوري بالثقة التي منحني اياها سيدي خادم الحرمين الشريفين بولاية العهد (...) الا أنني اعتبرتها تكليفا وتشريفا في الوقت ذاته".
وقد عين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ليل الخميس الجمعة وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ولي عهد جديدا في المملكة الغنية بالنفط.
وأفاد الديوان الملكي في بيان إن الملك "قرر بعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة وبعد ابلاغ رئيسها وأعضائها اختيار الامير نايف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية".
وعبرت الاوساط الاعلامية عن ترحيبها بتعيين ولي العهد (77 عاما) مشيدة بصفات "رجل الدولة صاحب العزم والحزم".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه الجمعة تهنئة الى القيادة السعودية اثر اختيار الامير نايف وليا للعهد، مشيرا الى أن الولايات المتحدة "تعرف وتحترم" التزامه مكافحة الارهاب.
وأردف أوباما في بيان صادر عن البيت الابيض: "اهنىء الملك عبدالله والسعوديين بعد اختيار الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية".
وتابع: "لقد خدم الامير نايف بلاده بتفان وامتياز اكثر من 35 عاما كوزير للداخلية، والولايات المتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الارهاب ودعم السلام والامن في المنطقة"، مؤكدا أن بلاده ترحب "بمواصلة الشراكة الوثيقة مع ولي العهد نايف في مناصبه الجديدة".
ولدى اعلان وفاة الامير سلطان قبل أسبوع اعتبر أوباما أن الولايات المتحدة فقدت "صديقا غاليا دعم بحزم الشراكة العميقة والدائمة بين البلدين".
واذا لم يكن تعيين الامير نايف موضع خلاف داخل العائلة المالكة، الا انه يثير مخاوف الاوساط الليبرالية التي اصدرت بيانا غداة تعيينه وليا للعهد يطالبه باطلاق سراح "الاف المعتقلين لاسباب سياسية" ورفع المنع المفروض على سفر بعض الناشطين "دون وجه حق".
ويشرف الامير نايف وزير الداخلية منذ 1975، بنجاح على محاربة القاعدة وكل شكل اخر من الاحتجاجات.
ورأى الموقعون على بيان، وعددهم 91 ناشطا يمثلون مختلف التيارات بينهم عدد كبير من النساء، مسألة المعتقلين بانها "القضية الكبرى التي تؤرق جمعا كبيرا من المواطنين وكافة الهيئات والمؤسسات والافراد المعنيين بحقوق الانسان".
وكانت جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم) التي أسسها 11 ناشطا حقوقيا واكاديميا العام 2009 أعلنت سابقا أن السلطات "تحتجز دون محاكمة الاف السجناء لاسباب سياسية".
وطالب الموقعون بـ"الافراج عن المتهمين في قضايا الراي ومن سجنوا دون مسوغ شرعي أو قانوني ورفع حظر السفر عمن طالهم المنع دون وجه حق".
وخاطب البيان الامير نايف الذي احتفظ بحقيبة الداخلية "لعل خير ما تستهلون به مسؤوليتكم الجديدة يا صاحب السمو هو انهاء معاناة ذوي المعتقلين وجمع شملهم بهم مما يبهج فرحتهم ويطوي صفحة بؤسهم ويقفل هذه الملفات جميعا".
وأوضح أن "خطوة من هذا القبيل ستفتح صفحة جديدة تواكب تطلعات الشعب في الانجازات المتوخاة".
ويحتفظ الامير نايف بوزارة الداخلية منذ أكثر من 35 عاما ويعتبره السعوديون الشخص الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما انه قادر على قمع اي حركة معارضة اخرى.
وأدت الحملات الامنية الى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن حيث اتحدوا مع الفرع المحلي تحت مسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" التي تشكل تهديدا للمصالح السعودية.
كما حلت أجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة أسامة بن لادن.
وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في آب 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن.
ويؤكد عدد كبير من السعوديين اطمئنانهم الى تسلم الامير نايف زمام الامور بسبب قدرته على الامساك بالملف بشكل جيد.
وفي الاشهر المنصرمة، حرصت أجهزة وزارة الداخلية على عدم انطلاق تظاهرات مماثلة لما يجري في بعض البلدان العربية.
وتقدم الامير نايف بالشكر علنا للسعوديين نظرا الى عدم تجاوبهم مع دعوات للتظاهر أطلقها ناشطون محليون.