وزير الدفاع الاميركي في اوروبا وسط ازمتي سوريا وأفغانستان
Read this story in Englishوصل وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاحد الى مدريد في جولة اوروبية يبدأها في ظل المخاوف المحيطة بحملة الضربات الجوية التي تنفذها موسكو في سوريا وازمة اللاجئين التي اثارها النزاع في هذا البلد.
كما انه يواجه تبعات الغارة الجوية الاميركية على الارجح التي طالت مستشفى لمنظمة اطباء بلا حدود في مدينة قندوز شمال افغانستان واوقعت 22 قتيلا بين مرضى وافراد طاقم المنظمة.
وقال كارتر للصحافيين على متن الطائرة التي كانت تنقله الى مدريد "انها خسارة ماساوية لارواح بشرية، قلوبنا مع الابرياء الذين علقوا وسط هذا النوع من العنف".
وتستغرق جولة الوزير الاميركي خمسة ايام وتشمل اسبانيا وايطاليا وبريطانيا، اضافة الى مشاركته في اجتماع وزاري للحلف الاطلسي في بروكسل، وهي تهدف الى استعراض الجهود التي تبذلها الدول الحليفة لمواجهة ازمة اللاجئين والتعامل مع التدخل الروسي في شرق اوكرانيا.
وتاتي الجولة في مرحلة حافلة لكارتر الذي تولى وزارة الدفاع في شباط ويواجه الضغوط في بلده بخصوص سوريا وفضيحة تتعلق بتلاعب مسؤولين عسكريين كبار بمعلومات استخباراتية.
ويزيد حادث قندوز من مصاعب كارتر الذي وعد الى جانب الرئيس الاميركي باراك اوباما بتحقيق كامل وشفاف.
وصرح مسؤول كبير في الدفاع ان قوات اميركية خاصة تلعب دورا "استشاريا وداعما" في قندوز تعرضت لاطلاق نار وطلبت دعما جويا من طائرة هجوم ايه سي-130. وفتحت الطائرة النار لكن الجيش غير "واثق تماما" من انها اصابت المستشفى، بحسب المسؤول.
وفي محطته في اسبانيا، يزور كارتر قاعدة في مورون دي لا فرونتيرا حيث تتمركز قوة دائمة من المارينز (مشاة البحرية) الاميركية عديدها 2200 عنصر. وتم تعزيز هذه القوة بعد الهجوم على مقر البعثة الدبلوماسية الاميركية في بنغازي شرق ليبيا في 2012.
وتقضي المهمة الرئيسية لوحدة القوات الخاصة للتدخل السريع الجوي البري في المارينز بحماية السفارات الاميركية في افريقيا واجلاء المدنيين المهددين او التدخل في نزاعات او ازمات انسانية.
وتولى كارتر البالغ 61 عاما منصبه قبل 8 اشهر، لكنه على عكس عدد من اسلافه كدونالد رامسفلد وروبرت غيتس، لم يصبح اسمه ذائعا.
فقد بدا مترددا في الابتعاد عن الخطاب الرسمي للبيت الابيض فيما يتعرض للانتقاد على الحذر الشديد في تصريحاته العلنية.
ويتعرض البنتاغون لضغوط كبرى بخصوص جهوده للتدخل في سوريا. ففيما يرفض البيت الابيض ارسال قوات برية الى نزاع جديد في الشرق الاوسط، يعرب خصومه عن الغضب مما يعتبرونه تقاعسا اميركيا عن التحرك لوقف حرب ادت الى مقتل 250 الف شخص وشردت الملايين.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا من اكثر من 60 دولة يشن غارات جوية يومية على جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، لكنه لا يستهدف نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهتها بدات روسيا الاسبوع الماضي شن غارات في سوريا دعما للاسد، ما اضاف بعدا جيوسياسيا جديدا الى الازمة الانسانية.
كما يحاول البنتاغون تدريب معارضين سوريين معتدلين على قتال تنظيم الدولة الاسلامية لكن البرنامج بدا فاشلا بعد تسليم عدد من المعارضين ذخائر الى مجموعة مرتبطة بالقاعدة وفقدان اثر غيرهم.
كما اثيرت فضيحة في البنتاغون ادت بالمفتش العام في الوزارة الى فتح تحقيق مع بروز شكاوى باقدام مسؤولين عسكريين على التلاعب بمعلومات الاستخبارت للتقليل من نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات مرتبطة بالقاعدة في سوريا.
وبعد اسبانيا يزور كارتر سيغونيلا في ايطاليا حيث انشئت قاعدة عمليات متقدمة لوحدة القوات الخاصة للتدخل السريع الجوي البري، قبل ان يلتقي مسؤولين ايطاليين في روما.
والخميس يتجه الوزير الاميركي الى بروكسل للمشاركة في قمة للحلف الاطلسي يتوقع ان تطرح ملفات اوكرانيا وروسيا وسوريا وافغانستان والقدرات النووية.
وتساهم الولايات المتحدة في تدريب قوات اوكرانية وارسلت مساعدات عسكرية "غير قاتلة". ميدانيا يبدو الوضع الامني في شرق اوكرانيا افضل في الاسابيع الاخيرة مع سريان هدنة بين القوات الحكومية والانفاصاليين الموالين لروسيا.
كما يزور كارتر لندن حيث يجري الجمعة محادثات ثنائية مع نظيره البريطاني مايكل فالون لبحث المراجعة الاستراتيجية للدفاع والامن التي تجريها بريطانيا.
كما من المقرر ان يناقش ملفات تتعلق بالابتكار العلمي. ويشدد كارتر الذي يحمل اختصاص فيزياء وكان استاذا سابقا في جامعة هارفرد، على ضرورة احتفاظ الجيش الاميركي بتقدّمه التكنولوجي.